آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:15ص

في عمق "المصيبة الكبرى" .. الحلقة الرابعة

الثلاثاء - 25 ديسمبر 2018 - الساعة 06:37 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


مساكم الله بالخير جميعا أينما وكيفما كنتم.

أما بعد :

يقول المسرحي والروائي والشاعر الانجليزي الإيرلندي/ أوسكار وايد :

لا تتكلم عن المجتمع بلهجة غير محترمة, فهذا دليل عجز عن دخوله.


وعليه :
فإن من يستخدم الألفاظ البذيئة والنابئة والقبيحة تجاه مجتمعه, سواء صدر ذلك من قبل الأفرادا أو الجماعات المختلفة المكونة له, عواما كانوا أم نخبا...إلخ, ويحملونه وزر فشلهم وتخبطهم والمصير الذي آلوا إليه, ما هو إلا دليل واضح وصريح على فشلهم جميعا عن فهم ذلك المجتمع والغوص العميق فيه, معرفة لمتطلباته وانسجاما معه وتعبيرا حقيقيا عنه ودراسة لمشكلاته ووضعت للحلول المناسبة لها واستعدادا جديا للتضحية في سبيل إخراجه مما هو فيه..وعليه...، وقبل كل ذلك عدم الثقة به وعدم إحترام خصوصياته.......إلخ.

قد نستطيع تفهم تلك الألفاظ...إذا كانت صادرة من بعض العوام الجهلة, لكننا لا نستطيع فهم ذلك وتفهمه إذا كانت صادرة ممن يسمون أنفسهم نخبا...وقادة...للرأي ودعاة للتغيير..، ويعتبرون أنفسهم رموزا في المجتمع , سواء عن قصد أو عن غير قصد نتيجة لحالة التيهان التي يعيشونها, متناسين عندما يذمون مجتمعاتهم ويحقرونها ويحتقرونها بأنهم إنما يذمون أنفسهم ويحقرونها ويحتقرونها باعتبارهم جزءا أصيلا فيها، وبأن مهمتهم الحقيقية هي إخراجه مما يعاني منه وليس المطلوب منه إخراجهم مما هم يعانون....إلخ.

إنها المصيبة الكبرى....والكارثة الحقيقية....


#الخلاصة :
إن الاعتراف بالخطأ وبالفشل من قبل النخبة..وتحمل المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه أولا وعما آل إليه المجتمع ثانيا, لا يعتبر هدما للماضي وتنكرا له وإلغاءه, إنما يعني ذلك تصحيحا حقيقيا للمسار.. وتصويبه ومن ثم السير مجددا وفقا لتلك المنهجية العلمية التي بها وبواستطها حدث وتم ذلك التقييم وتلك المراجعة...إلخ. تابع