آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:33م

ضحايا الأنظمة الاستبدادية

الإثنين - 25 فبراير 2019 - الساعة 05:11 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام.....
إننا إذا نظرنا إلى ضحايا تلك الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية الشمولية التسلطية والطغيانية,,أنظمة العصبيات الضيقة والمقيتة, وذلك بدون الحاجة إلى التفحس في ذلك وسبر أغواره وعمقه, بل إن ذلك ظاهرا وواضحا للعيان, لوجدنا بأنه في حالة وجودها وسيطرتها وجبروتها وفي قمة عنفوانها, بأن الضحية الأولى لها هو الإنسان الفرد عموما ومن ثم الإنسان المجتمع وذلك عبر سلبه لذاته وذاتيته وتحويله إلى إنسان مقهور ومهدور متماهيا بها ومعها ,إنسانا مسلوب الإرادة وردة الفعل الإيجابية تجاه ما يلاقيه منها من أصناف القهر والإذلال والتنكيل والاستبداد والاستعباد....الخ, مما يجعله في النهاية سهل الانقياد لتلك الأنظمة...تفعل به وفيه كل ماتريد فعله.....والإنسان الفرد خصوصا والذي يعتبر وينتمي إلى إحدى العصبيات الضيقة والمقيتة...التي تتصارع مع تلك الأنظمة...وفي نفس الوقت تستخدمها تلك الأنظمة..وتدفها للصراع مع مثيلاتها من العصبيات...الأخرى في البلد ولا يشعر بالإنتماء إلى البلد ذاته...فهو ضحية لتلك الأنظمة.. أولا, وضحية للعصبية التي ينتمي إليها ثانيا وذلك عبر استخدامه من قبل المتحكمين بتلك العصبية...كوقود في صراعها مع تلك الأنظمة..من جهة ومع العصبيات...الأخرى في البلد غير آبة به وبمصيرة, وهو ضحية للمجتمع ثالثا......
أما في حالة إنهيار تلك الأنظمة.., وهذا مقرر سلفا نتيجة لبنيتها, وذلك بفعل عوامل داخلية أو خارجية أو كليهما معا, وفي ظل غياب قوة جديدة تحل محلها سواء تقليدية أم تحديثية, فإن الدولة!!والوطن!! يضافان إلى تلك الضحايا, فالدولة تنهار بما ينتج عن ذلك من كوارث وغيرها, والوطن يكون مصيرة مرهونا لقوى خارجية ووصية عليه,إما وصاية مباشرة أو غير مباشرة, وغالبا مايكون ساحة لتصفية الحسابات الخارجية لتلك القوى...وبأيادي محلية...ويدخل في حرب أهلية بغيضة..بما تخلفه تلك الحرب من كوارث ومأسي......

القراء الكرام......
ليست المشكلة إنهيار الدولة ولا حتى وقوع البلد تحت الوصاية الخارجية, مباشرة. كانت أم بالنيابة, إنما المشكلة الحقيقية والجوهرية والأشكال الحقيقي والجوهري هو إنهيار الإنسان الفرد نتيجة لذلك كله,
فالدولة المنهارة من السهولة بمكان إعادة بنائها...والوطن المسلوب..من السهولة بمكان استرجاعه...لكن بناء الإنسان الفرد ومن ثم الإنسان المجتمع من الصعوبة بمكان إعادة الأعتبار لذاته المسلوبة ووصولها إلى ذات مقهورة ومهدورة بفعل كل ذلك....

القراء الكرام.....
إن بناء الإنسان الفرد ومن ثم الإنسان المجتمع وإعادة الإعتبار لذاته المسلوبة والمقهورة والمهدورة هي الركيزة الأساسية التي بواسطتها ومن خلالها يتم إعادة بناء الدولة المنهارة واسترجاع الوطن المسلوب..وهي المهمة الأساسية التي يجب على من يقوم بعملية التغيير على العمل على تحقيقها أولا....

القراء الكرام......
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق