آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:30م

وعي التخلف وتخلف الوعي

الجمعة - 01 مارس 2019 - الساعة 09:37 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام.....

ليكن معلوما :

بأن  هناك فرق كبيييير وكبيييير بين "وعي التخلف" و "تخلف الوعي" في مفهوم علم الإجتماع وغيره من العلوم الإنسانية...إلخ .

ف"وعي التخلف" يكون انعكاسا ونتيجة طبيعية وحتمية لبنية وعيية وثقافية وفكرية متخلفة( بيئة متخلفة ) في جميع المجالات الحياتية المختلفة لمجتمع من المجتمعات ,ووفقا لتلك البنية(البيئة )....ونتيجة طبيعية وحتمية لها فإنه ذلك المجتمع يرى نفسه ويرى الآخر من خلالها ووفقا لها وعلى أساسها وفي إطارها وكنفها وتحت رعايتها،  ويتعاطى مع نفسه ومع الآخر وفقا لذلك الوعي" وعي التخلف " بما ينتجه وينتج عنه من أقوال وأفعال وسلوكيات وتصرفات متخلفة....

بل إن الأدهى من ذلك كله والأمر والأكثر خطورة وضررا على تلك المجتمعات...بأن تجدها "عامة ونخبا..ونخبة.." لا تشعر بأنها متخلفة، طبعا هنالك قلة قليلة تشعر بذلك وهذا يدخل في باب الاستثناء والذي لا حكم له كما يقال، وهذا هو " وعي التخلف المركب " أو " التخلف المركب " بل " التخلف المقدس "؛ وترى نفسها على صواب والآخر على خطأ

أي أن وعي التخلف يكون شامل ولا يصيب إلا المجتمعات المتخلفة كليا .

أما "تخلف الوعي" فهو تخلف جزئي, يصيب المجتمعات المتقدمة والمتخلفة جزئيا على السواء بنسب متفاوتة هنا وهناك...

فهو تخلف في بعض جوانب الحياة لمجتمع من المجتمعات, وتقدم الوعي في تلك المجتمعات تطغى عليه وتقدم حلولا لمعالجته -عبر برامج توعوية تقدمية _ومع مرور الوقت يضاءل ذلك التخلف ,إن لم يتلاشى ,أمام سيطرة تقدم الوعي عليه....

........

القراء الكرام.......

وفقا لما سبق ذكره آنفا، فإننا إذا نظرنا إلى حالة المجتمعات العربية الآن ,وما آلت إليه من صراعات مذهبية وطائفية وحروب أهلية في بعضها ,وإنعدام تام للحداثة في مختلف جوانب ومناحي الحياة, وفشل المشاريع القومية والقطرية على حد سواء في إيجاد وإحداث تنمية حقيقة بمختلف أنواعها قائمة على الخصوصية للمجتمعات العربية, وتسلط فئة معينة محدودة على مقاليد الحكم فيها, وغياب الوعي الديمقراطي ,وإنعدام المواطنة وحقوق الإنسان, وظهور ظاهرة التطرف والعنصرية والعنف بكل الأشكال والأنواع, وتخلف ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي وتنموي على مختلف الأصعدة وفي جميع المجالات الحياتية المختلفة , وغياب الوعي التنويري والفكر التنويري والثقافة التنويرية,,إلا ما ندر,, ليس على مستوى الوعي والثقافة والفكر الجمعي الاجتماعي، إنما على مستوى الوعي والفكر والثقافة لأولئك الذي يسمون أنفسهم نخبا...!!! ولتلك التي تسمى نفسها نخبة...!!! وذلك على مستوى الواقع الاجتماعي والنخبوي...الذي نعيشه، وعدم قدرته على تجاوز الماضي, بل والعيش فيه وعيا وسلوكا,, طبعا السلبي منه,,، مما أدى إلى قطيعة مع الحاضر ,أما المستقبل فما زال في إطار الأمنيات والأحلام ..........إلخ

.........

القراء الكرام.......

أمام كل هذا وغيره :

هل نحن كمجتمعات عربية نعاني من "وعي التخلف" أم من "تخلف الوعي".

.........

القراء الكرام........

إن أي مجتمع متخلف وأية أمة متخلفة لا يمكن له/ها بأن يخرج/ تخرج من "وعي التخلف" إلا إذا أدرك/ أدركت ,,وعيا قبل سلوكا,, بأنه / بأنها متخلفة....

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق