آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:30م

وعي الخوف (4)

الأحد - 10 مارس 2019 - الساعة 06:22 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


رابعا : مظاهر وعي الخوووووووووووف :

 

القراء الكرام......

 

إن لظاهرة " وعي الخوووووووووووف " عدة مظاهر تتجلى من خلالها، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر وباختصار شديد وموجز، وبحسب وجهة نظري الشخصية المتواضعة ونتيجة للأرضية المعرفية المتواضعة التي أدعي بأنني أمتلكها، إذ أنه يمكن تصنيف تلك المظاهر إلى مظاهر مكانية وزمانية وشخصية وجماعية وتراثية موروثة ومكتسبة وحاضرية معاشة وملموسة وسياسية وفكرية وثقافية واجتماعية ودينية ومذهبية ومظاهر سمعية وبصرية وحسية وغيرها وغيرها وغيرها وغيرها وغيرها وغيرها الكثير الكثير مما لا يتسع المجال هنا لذكرها وتفصيلها جميعا، تلك المظاهر التي ممكن بأن تكون أحادية أو ثنائية أو مجتمعة وهي متداخلة مع بعضها البعض غالبا، لكنني أستطيع بأن أشير إلى تلك الظواهر مجتمعة التي تتجلى على الأشخاص, على سبيل المثال لا الحصر تتمثل بالآتي :

# الشعور بالخوف-حتى في حالة أن يكون الشخص برئيا -عند المرور من أمام أي مبنى لجهاز أمني تابع للنظام..أو أي شخص يعمل فيها.

# الشعور بالخوف حين المطالبة بحق قانوني مادام صاحبه لا ينتمى للنظام..وليس فردا فيه....

# الشعور بالخوف عند سماع كلمة دالة على أي أداة من أدوات النظام...أو أي شخص فاعلا فيه.....

# الشعور بالخوف والتوجس من أقرب الناس حتي لا يقوم بالوشاية عليه لدى النظام ....حتى ولو كانت كيدية......

# الامتناع عن شراء وقراءة أي كتاب يحتوي على توعية بالحقوق. ...ويمس النظام ....من قريب أو بعيد ,وإذا حدث ذلك يكون سرا.....

# الامتناع عن كتابة أي منشور أو مقال أو الإدلا برأي يعتقد بأن فيه إساءة للنظام.....

# التسبيح بحمد النظام...وشكره على ما نحن فيه... وعليه..ليلا ونهارا لنيل رضاه وأمن شره.....

# إعتبار كل ما نحصل عليه -ولو كان ما كان -من النظام...هبة وعطية منه تستوجب الحمد والشكر له حتى ولو كان ذلك حق من الحقوق المقدسة -طبعا بغرض نيل رضاه وأمن شره....

# أيضا حتى ينال رضاه يجب ذم من يذم وكره من يكره ومعاداة من يعادي ومصادقة من يصادق....

# إعتبار فشله نجاحا وهزيمته نصرا وقسوته عدلا وبذخة ضرورة ونهبه للمال العام والخاص حقا من حقوقه وطاعته واجبه ..والخروج عليه مفسدة تستوجب أشد العقاب والتنكيل بالآخرين وقمعهم واجب وطني بغرض الحفاظ على الأمن العام والسكينة العامة والمصلحة الوطنية العليا.....

# الإبتعاد عن أي مكان أو شخص يعتقد بأن النظام...غير راض عنه وعدم الإقتراب منه وتجنبه والتوجس منه بل إن مجرد سماع ذلك أو رؤيته يثير ذلك الوعي" وعي الخوووووووووووف ".....

# عدم التفاعل مع أي منشور فيسبوكي يعتقد بأنه يمس تلك الأنظمة..من قريب أو بعيد، بل وتحذير من يكتبه من قبل القريبين له والمحبين والمخلصين من الأصدقاء من عواقب ذلك...والطلب منه التوقف عن ذلك...خوفا عليه...

.....

القراء الكرام.......

إنه ونتيجة لما سبق ذكره آنفا ووفقا لذلك كله وعلى أساسه وفي إطار، فإن الأشخاص والمجتمع بكم المختلفة يعيشون في حالة من الرهاب الشخصي والإجتماعي تفقدهم توازنهم وتشل حركتهم ومن ثم تفقدهم قدرتهم على القيام بأية ردة فعل إيجابية  تجاه ما هم فيه...وعليه....

........

القراء الكرام........ 

يقول الشاعر العربي الكبير الراحل من فلسطين محمود درويش :

يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي زهرة صفراء تنبت في الوحول ! هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول.

وتقول الشاعرة والروائية الأمريكية سلفيا بلاث:

لست خائفة من الضياع ، الجميع يفقدون طريقهم من وقت لآخر ، إنه الخوف من عدم إيجاد ذاتي أبدا ، هذا ما يبقيني مستيقظة في الليل.

ويقول الكاتب النمساوي الشهير شتيفان تسفايغ :

الخوف أشدّ من العقوبة، لأن العقوبة محدّدة دائما مهما كانت خطورتها.

أما جلال الدين الرومي فيقول :

تجاهَل أولَئك الّذين يسبِّبون لك الخَوف والْحزن ، الّذين يحيطون بِك ، نحْو المرَض والْموت.

"يتبع"