آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-09:36م

المثقف الإنساني الكبير (2)

الأحد - 24 مارس 2019 - الساعة 08:17 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

ثانيا : تعريف المثقف الإنساني الكبير

فإنه وبدون الدخول في جدلية التعاريف المختلفة لكلمة "المثقف", لغة واصطلاحا وغيرها وغيرها وغيرها من التعريفات المختلفة الأخرى..، ومن هو المثقف ومتى يكون الإنسان مثقفا، وهل كل إنسان يعتبر مثقفا أم لا، وكذلك الدور المناط به والصفة التي يتصف بها، وهل هو ,,المثقف النقدي,,وفقا للمصطلح ,,السارتري,, و ,,النتشاوي,, أم ,,المثقف العضوي,, وفقا للمصطلح,, الغرامشي,, أم ,,المثقف الرسولي,, وفقا لمصطلح المفكر / أدوار سعيد أم " المثقف الناقد" وفقا لمصطلح/ الدكتور الجابري، أو كما يسميه أيضا " المثقف الفطن الواضح الرؤية "، أم ,,المثقف الشجاع,, وفقا لمصطلح المفكر / جوليان بندا، أم " المثقف الشقي" وفقا للمصطلح الهيجلي، أم " المثقف الملتزم " عند بيير بورديو، أم مصطلح ,,الانتيليجنسيا,, وفقا للصبغة الماركسية, وغيرها من الصفات والتسميات والمسميات الأخرى .

إلا أننا نستطيع بأن نصنف,, المثقفين,, وفقا للدور الذي يقومون به - سلبا كان أم إيجابا - إلى صنفين :

الصنف الأول : المثقفون الإيجابيون

الصنف الثاني : المثقفون السلبيون

وكل المصطلحات المذكورة سابقا تطلق على الصنف الأول وأعني به,, المثقفون الإيجابيون,,...

"يقول الدكتور محمد عابد الجابري إن المثقفين هم الذين يتكلمون ليقولوا ما يعرفون، ليقوموا بالقيادة و التوجيه، هم الذين يلتصقون بهموم الوطن و الطبقات المقهورة، فالمثقف يضع نفسه في خدمة المجتمع، يدافع عن الحق و الحقيقة و يرفض الظلم و القهر، هو الذي يشتغل بالثقافة إبداعا و توزيعا و تنشيطا، إنه المشارك في " تنمية الثقافة" بتجلياتها المختلفة."

"و يرى الجابري أن المثقفين هم الفئة الواعية المتسمة بموضوعية التفكير و وضوح الرؤية و القدرة على التحليل و المحاكمة المنطقية، وحدهم المثقفون القادرون على تصحيح صورة الوعي الجماهيري المزيف والدعايات المضللة. "

أما الفيلسوف الفرنسي / سارتر في كتابه,, دفاع عن المثقفين,, فيرى بأن المثقف الحقيقي ليس هو ذلك الذي يقف في حدود الكشف عن مختلف التناقضات القائمة في المجتمع, بل هو الذي يعمل على تغييرها وتوجيهها ويعلن مسؤوليته الثقافيه في مواجهة مختلف التحديات الناجمة عن ذلك.

ويقول المناضل والمفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي بأن المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه..ليس مثقفا حقيقيا ولا يستحق بأن يطلق عليه كلمة" مثقف".

...

القراء الكرام....

إنني شخصيا أرى بأن,, المثقف الإيجابي,,- بما يملكه طبعا من قوة تأثيرية على الآخرين وعلى المحيط به-, هو ,,المثقف,, الذي يتفاعل تفاعلا إيجابيا مع الإنسان الفرد والإنسان المجتمع وقضاياه, مدافعا عن حقوقه ومنتصرا لإنسانيته وآدميته ليس في مجتمعه المحيط به والذي ينتمي إليه فقط وإنما في كل مكان على بقاع  الأرض المعمورة أينما وجد ذلك الإنسان الفرد والإنسان المجتمع..بغض النظر عن جنسيته وعقديته ولونه وانتمائه الطبقي أو الجغرافي أو الايدلوجي...إلخ, واضعا نصب عينيه مبدأ ,, الإنسان والإنسانية,, ونصرتهما والدفاع عنهما,

وهذا ما أستطيع أنا شخصيا بأن أطلق عليه مصطلح,, المثقف الإنساني الكبير".

......

القراء الكرام......

إن المجتمعات والشعوب والأمم ومنها أمتنا بمجتمعها وبشعبها، والتي أفرزت وأنجبت عبر تاريخها الطويل الكثير الكثير والكثير من تلك الرموز التاريخية التي أخرجتها مما كانت فيه..وعليه..وسارت بها نحو إنتاج حضاري، ليس محليا بل عالميا، ومن ضمن تلك الرموز هم " المثقفين الإنسانيين الكبار "، لقادرة على إنجاب وإفراز الكثير الكثير والكثير منهم مادامت موجودة ولم تنقرض بعد، ومادامت تعاني وتتألم وتتوجع مما هي فيه..وعليه..، ومادامت تقدم التضحيات تلو التضحيات في سبيل ذلك ولم تيأس أو تقنط أو تحبط...إلخ.

هذا أولا

ثانيا : إنه مادام هنالك مجتمعات وشعوب وأمم أقل تاريخا حضاريا من أمتنا بمجتمعها وبشعبها، استطاعت الخروج مما هي فيه..وعليه..والوصول إلى مصاف المجتمعات والشعوب والأمم المتحضرة والمتقدمة، فإن ذلك يعطينا أملا كبيرا بأننا كأمة سوف نفعل ذلك، بل من باب الأولى بنا كأمة بأن نفعل ذلك...

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

 

"يتبع"