آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-04:29م

المثقف الإنساني الكبير (4)

الثلاثاء - 26 مارس 2019 - الساعة 05:04 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

 

رابعا : مهام وأدوار "المثقف الإنساني الكبير"

 

في ثلاثة مقالات  سابقة تحدثنا عن أهمية دور "المثقفين الإنسانيين الكبار" في إنقاذ مجتمعاتهم وشعوبهم وأممهم مما هي فيه..وعليه..والخروج بها إلى بر الأمان ,وكذلك تحدثنا عن السمات والخصائص التي يجب توفرها ولو بجزء كبير منها لأولئك المثقفين حتى يكونوا "مثقفين إنسانيين كبارا" قادرين على أداء تلك المهام والأدوار المناطة بهم القيام بها  وتنفيذها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:

كيف يتسنى لأولئك المثقفين..إحداث تلك الثورة التنويرية والحداثية وذلك العمل وتلك المهام المناطة بهم؟ وماهي الوسائل والطرق التي يجب عليهم القيام بها حتى تكون لأفكارهم التنويرية والحداثية مفعولها وتؤتي ثمارها وأكلها؟

سأحاول الإجابة على ذلك السؤال المطروح آنفا بإختصار وبإيجاز وبحسب الأرضية المعرفية المتواضعة التي أرى نفسي بأني امتلكها,تاركا لكم الإضافة أو التصحيح أو التصويب حول ذلك.

أقول : يجب على أولئك المثقفين..القيام بأشياء كثيرة, أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر, حتى يضمنوا نجاح المهام..المناطة بهم تنفيذها,

وهي:

# العمل على نشر ثقافة التسامح بين أفراد الأمة بمجتمعها وشعبها وقبول الآخر ,سواء كان ذلك الآخر ضمن مكونات تلك المجتمعات والشعوب والأمم أو خارجها, ونبذ ثقافة العنف والتعصب والإقصاء والاختزال...الخ.

# العمل على نشر الثقافة الخصوصية للأمة بمجتمعها وبشعبها والمحافظة عليها وتطويرها ,حيث أن لكل مجتمع من المجتمعات وكل شعب من الشعوب وكل أمة من الأمم ثقافتها الخاصة بها,واحترام الثقافات الأخرى للمجتمعات والشعوب وللأمم الأخرى والاستفادة منها والإفادة لها....إلخ.

# العمل على نشر ثقافة المواطنة الحقة لكل أفراد المجتمع والأمة  ومكوناتها المختلفة دون تمييز باعتبارها قدر الصهر الذي تصهر فيه كل الولاءات العصبية الضيقة والمقيتة فيها, بما تتضمنه وتضمنه تلك المواطنة..من حقوق لكل أفراد الأمة دون تمييز وبما تفرضه وتوجبه عليهم من واجبات....إلخ.

# العمل على نشر ثقافة المشاركة الفعالة والفعلية لكل أفراد المجتمع بحيث يصبحوا شركاء فعالين وفعليين في الحياة الخاصة بالمجتمع ,خاصة السياسية منها, لا تابعين...إلخ.

# العمل على نشر ثقافة الهوية الوطنية الجامعة للأمة ونبذ كل الثقافات العصبية الضيقة والمقيتة التي تهدد وحدة المجتمع ومن ثم وحدة الأمة وكيانها ....إلخ.

# العمل على نشر ثقافة العيش المشترك والمصير الواحد لكل أفراد الأمة...بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية والدينية والعرقية والايدلوجية ....إلخ.

# العمل على نشر ثقافة الحرية الفردية لكل أفراد الأمة..دون تمييز..ونبذ ثقافة الاستبداد والاستعباد. ..إلخ.

# العمل على نشر ثقافة الإخاء والمحبة والألفة بين جميع أفراد الأمة..ومكوناتها المختلفة..ونبذ ثقافة العداوة والتفرقة...إلخ.

# العمل على نشر الثقافة الوطنية للأمة وتغليب مصالحها الحيوية على كل المصالح العصبية الضيقة والمقيتة, والوقوف بحزم ضد من تسول له نفسه المساس بها وبمصالحها ,سواء كان في الداخل أو الخارج,...إلخ.

# العمل على نشر ثقافة احترام الإنسان وحريته باعتباره إنسانا أولا وباعتباره الوسيلة والهدف والغاية من أي تغيير إيجابي....إلخ.

# العمل على صياغة عقد اجتماعي بين أفراد الأمة...وسلطاتها فيما يتوافق مع جوهر الرسالات السماوية والتشريعات الأرضية التي تقدس الإنسان وحريته ...إلخ .

# العمل على نشر ثقافة هوية الأمة..ودورها التاريخي في الأسهام فيما وصلت إليه البشرية اليوم.....إلخ.

# العمل على نشر ثقافة المسؤولية القانونية ,حكاما ومحكومين, أمام القانون دون تمييز....إلخ.

# العمل على نشر ثقافة الدولة المدنية الحديثة بركائزها الأساسية......إلخ.

# العمل على نشر ثقافة وحدة الأمة ومصيرها المشترك.....إلخ.

العمل....

العمل.....

العمل....

.....

.....

وقبل كل ذلك كله والأهم من كل ذلك :

المشاركة الفعالة والفعلية من قبلهم على إخراج تلك المهام إلى واقع عملى يعاش وعدم الخوف والجبن من أي شيء يواجههم أثناء قيامهم بذلك..والخنوع والاستسلام له، والاستعداد للتضحية في سبيل ما يؤمنون به ويقومون به حتى يكونوا قدوة ونبراسا لغيرهم، سواء من تلك الفئة التي ينتمون إليها أو من غيرها ومن المجتمع برمته في حياتهم وبعد مماتهم، على أن تكون الثقافة التي يحملونها ثقافة إنسانية أخلاقية نبيلة بحتة، منطلقا ومرجعية،...

....

القراء الكرام......

فإنه ليس أمامنا كأفراد ومجتمعات وشعوب في هذه  الأمة ,إذا أردنا الخروج مما نحن فيه..وعليه..واللحاق بالركب الحضاري والمساهمة والمشاركة فيه, إلا ببلورة مشروع حضاري تنويري حداثي يكون الإنسان الفرد وحريته وكرامته وحقه في الحياة هو وسيلته وهدفه وغايته, وتلك مسؤولية فردية وجماعية يأتي أولئك المثقفون...في مقدمتهم....إلخ.

.........

#القراء الكرام.....

إن كل معاناة جسيمة تصنع حلما عظيما,وكل حلم عظيم يولد فكرة عظيمة ومسؤولية جسيمة لنشرها, وكل فكرة عظيمة تولد وعيا,وكل وعي يتحول إلى واقع عملي يعاش ,ولن يتم ذلك إلا بالإنسان ولأجله...

,,وهكذا فإن كل شيء يبدأ بالإنسان,,

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

"يتبع"