آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:44ص

صناعة الوعي الإيجابي (5)

الخميس - 04 أبريل 2019 - الساعة 06:53 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام......

سادسا : المؤهلون لصناعة الوعي الإيجابي

قبل الدخول فيمن هم المؤهلون للقيام بعملية " صناعة الوعي الإيجابي " والإشارة إليهم لابد من الإشارة إلى نقطتين مهمتين هما:

النقطة الأولى :

هي أننا نتحدث هنا عن عملية " صناعة الوعي الإيجابي " في المجتمعات والشعوب والأمم المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة...والتي يسيطر عليها ويتحكم بها وفيها، وعيا وسلوكا، قولا وعملا، "وعي التخلف " في جميع المجالات الحياتية المختلفة وعلى جميع الأصعدة، وليس على تلك المجتمعات والشعوب والأمم التي قطعت شوطا مهما في العملية الحضارية وأكملت وأكتملت فيها بناء الدولة المدنية الحديثة بركائزها الأساسية...ومازالت تعاني من " تخلف الوعي " في بعض جوانبها الحياتية المختلفة وبنسب متفاوتة، وهنا يجب الإشارة إلى الفرق الكبييييير بين "وعي التخلف " و " تخلف الوعي ".

ف"وعي التخلف " يصيب المجتمعات والشعوب والأمم في جميع المجالات الحياتية المختلفة لها وبدون استثناء بما في ذلك عدم  وجود البنية التحتية التنويرية لتلك المجتمعات والشعوب والأمم...وكذلك  للمؤسسات المدنية الخاصة والحكومية، فهي جميعها متخلفة ونتاج طبيعي ل" وعي التخلف "، أما " تخلف الوعي " فهو يصيب جميع المجتمعات والشعوب والأمم المتحضرة والمتقدمة ولكن في جانب من جوانب الحياة المختلفة لها وبنسب متفاوتة....

النقطة الثانية :

وهي أن تلك المجتمعات والشعوب والأمم المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة..والتي يسيطر عليها ويتحكم بها وفيها، وعيا وسلوكا، قولا وعملا، " وعي التخلف " تكون مؤهلة وقابلة وبيئة خصبة، بحكم تخلفها وجهلها، لسيطرة الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية التسلطية الطغيانية والشمولية والتحكم من قبل تلك الأنظمة..بمصيرها وبأن أية عملية تغييرية تنويرية تحديثية تستهدف" صناعة الوعي الإيجابي "تجابه وبالدرجة الأولى من قبل تلك الأنظمة...التي ترى بأن مصيرها وضمان بقائها واستمراريتها وسيطرتها مرهون ببقاء ذلك الوعي"وعي التخلف " وعدم السماح بإحداث تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " من قبل أي كأن كان ويكون ، بالإضافة إلى العراقيل والصعوبات التي تقف أمامهم من قبل المعنيين بتلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " من أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة، طبعا لذلك أسباب عديدة ومتنوعة لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعا.

وعليه :

وبناء على ما سبق ذكره ونتيجة له وفي ظل غياب  المؤسسات الخاصة والحكومية وتخلفها وفي ظل غياب الوعي الجمعي الإجتماعي الإيجابي وسيطرة السلبية عليه وتحكمها فيه، فإن أول خطوة يجب القيام بها في عملية " صناعة الوعي الإيجابي " فيها هي التمرد على ذلك الواقع ومحاولة تغييره والقفز به إلا الأمام المتحضر عبر إحداث ثورة تنويرية تحديثية تستهدف بالمقام الأول ذلك الوعي الجمعي الإجتماعي السلبي" وعي التخلف " عبر سلسلة من الهزات الوعيية التنويرية التحديثية له بغرض تنوير الوعي فيه وصولا إلى " وعي التنوير ".

أمام ذلك كله ونتيجة لذلك كله فإن المهمة الأساسية للقيام بذلك تقع على عاتق "النخبة" ثقافية وفكرية ودينية وسياسية وحقوقية واقتصادية وحزبية وايدلوجية وإعلامية وإرشادية...الخ، والتي يجب بأن تتوفر فيها كل الشروط اللازمة للقيام بتلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " وأول تلك الشروط هو الشعور والإحساس الحقيقيان من قبلها بالحاجة إلى إحداث تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " والرغبة الحقيقية والجامحة في ذلك..،فالحاجة هي وعي النقص, كما قال الفيلسوف الألماني هيجل .

بمعنى آخر أعم وأشمل ومختصر :

إن النخبة..هي المؤهلة الوحيدة للقيام بعملية " صناعة الوعي الإيجابي " في تلك المجتمعات والشعوب والأمم المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة....

#الخلاصة :

إن أزمتنا الحقيقية هي " أزمة النخبة..." ولا شيء سواها

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

"يتبع"