آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:15ص

في عمق الأبجديات

الثلاثاء - 07 مايو 2019 - الساعة 08:58 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام....

إن أي مجتمع من المجتمعات المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة... والذي يمر ويعيش،، مرحلة التيه الوطني،، كمجتمعنا،والتي كانت نتيجة طبيعية وحتمية تاريخية لبنية تلك الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية التسلطية الطغيانية والشمولية، بعد انهيارها بفعل تلك البنية..وبفعل عوامل داخلية أو خارجية أو كليهما معا، بكل مظاهرها،أي مظاهر ،،مرحلة التيه الوطني،،.

تلك المرحلة التي تتسم ،من ضمن ما تتسم به، بضبابية الرؤية وقتامة وانسداد الأفق وإنهيار المنظومة الكاملة لمكونات البلد والدولة جميعها،وشيوع ظاهرة اليأس والإحباط والقنوط والشعور بالعجز والشلل الفكري والحركي .ولعل أخطر ما في الأمر أن أولئك الذين يشعرون بذلك كله يلتفتون يمينا ويسارا وفي كل الاتجاهات فلا يجدون أمامهم غير أولئك الذين هم السبب الرئيسي في وصول تلك المجتمعات.. إلى تلك المرحلة، عندئذ يتوهمون فيهم الخلاص من كل ذلك، متناسين بأنهم هم السبب الرئيسي في كل ذلك وبأن فاقد الشيء لا يعطيه وبأنه لو كان فيهم خيرا لما وصلت البلاد إلى ماهي فيها...وعليها....

قد نستطيع تفهم ذلك إذا صدر من قبل عامة الناس البسطاء، لكن ذلك غير مفهوم بأن يصدر ممن يسمون أنفسهم النخبة...!!!وقادة التغيير وصناعه، عندئذ تكون الكارثة الحقيقية والطامة الكبرى والمصيبة العظمى.

وعليه :

  فإنني اقول لهم جميعا وأنا مؤمن بذلك،  بأن من كان سببا فيما نحن فيه..وعليه...لا يمكن له بأن يكون جزءا من الحل، وبأن ما كان لا يمكن له بأن يكون مجددا أو بأن يعاد إنتاجه، وبأن "تجريب المجرب خطأ والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين "، وكن على ثقة بالله بأن القادم أفضل وأجمل وأقرب، وبأن إرادة الشعوب لا تقهر ولا يؤمن لها مهما تخيل وتوهم جلادوها ومستعبدوها بأنها استكانت وخارت وجبنت ورضيت بالأمر الواقع عليها، وبأن ما يحدث الآن ماهو إلا عبارة عن رعشة ماقبل الموت لأولئك الذين اوصلونا إلى ما نحن فيه...وعليه...وانتهاء مرحلة مضت تحاول بكل إمكانياتها البشرية والمادية، عبر رموزها، الحفاظ على ما يمكن لها الحفاظ عليه، تيقنا منها ومعرفة بأن زمنها قد ولى واندثر وبأنه لا رجعوع في ذلك...

هذا من جهة

وبأن المرحلة مرحلة مخاض عسير، بما يرافقه من آلام واوجاع وتأوهاااااات ونزيف للدماء، لمولود جديد أفضل وأجمل وأقرب مما كان....،من جهة أخرى

إنها مسألة زمن فقط ولا شيء سواها

وما الزمن في عمر الشعوب إلا عقود وقرون وليس أياما وشهورا وسنينا..

 شاء من شاء وأبى من أبى

طال الزمن أم قصر

فلا تكنوا في عجلة من أمركم...

#الخلاصة :

إن من فقد إيمانه وثقته بشعبه لا فائدة ترجى منه أو منفعة سواء لنفسه أو لغيره

وإن إرادة الشعوب من إرادة الله، إذا استوعبت وفهمت السنن الكونية لهذا الكون الذي وضعها الله لذلك...

وبأنه :

"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"

بكم.. يتجدد الأمل.. ويتحقق