آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:48م

في عمق الحاجة..ووعي النقص بها

الإثنين - 03 يونيو 2019 - الساعة 03:45 ص

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام....

يقول المفكر الألماني جورج فريدريك هيجل :,,إن الحاجة هي وعي النقص,,
بمعنى وبشكل عام, بأنه متى شعر الفرد وأدرك,وعيا, -شعوريا أو لا شعوريا- بأن هناك شيء ما ينقصه وبأنه في امسح الحاجة إليه سعى جاهدا بكل السبل المتاحة له والممكنة وبحسب إمكانياته وقدراته لإشباع ذلك الوعي بالنقص,,الحاجة,, منفردا أو في إطار عمل جماعي وضمنه.بغض النظر عن تحقيق ذلك من عدمه. وهذا لا ينطبق فقط على الأفراد فقط وإنما ينطبق ذلك على المجتمعات والشعوب والأمم ,وليست خاصية خاصة بالإنسان وإنما بالكائنات الحية جميعها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
ماهو تعريف الحاجة ,لغويا واصطلاحا, فلسفيا ونفسيا,؟
فالحاجة بالمفهوم الفلسفي :

,, هي الضروريات طبيعية المصدر والتي تلح على الإنسان لتحقيقها وهي تُميز كل كائن حي عن الآخر، وكذلك هي تتطور بفعل تطور الثقافات واختلاف المجتمعات، وعدم تلبية هذه الحاجة يولد الشعور بالحرمان والذي يؤدّي بدوره للشعور بالاكتئاب والضعف النفسي والجسدي، ممّا يدفع الانسان للقيام بكلّ ما يلزم لتحقيق حاجته وتلبيتها، وبمفهومها الفرضيّ فهي تمثل القوّة في منطقة المخّ والقوّة في تنظيم الإدراك، وقد تكون حاجات ظاهرة وقد تكون كامنة وهي الحاجات اللاشعوريّة، ومنها ما هو أوليّ ومنها ما هو ثانويّ.,,
...........
وعليه :
فإننا كأفراد أولا ونخبا ثانيا وقبل ذلك كمجتمعات متى ما شعرنا وأدركنا, وعيا,-شعوريا أو لاشعوريا- بأنه تنقصنا الحرية والعدالة والكرامة والمساواة والإخاء, وبأنه ينقصنا العيش بأمن وأمان وسلام وبأنه ينقصنا الاطمئنان على حياتنا وعلى حياة أولادنا...الخ.
بمعنى مختصر , تنقصنا إنسانيتنا وآدميتنا كبشر. وبأنه تنقصنا ,,دولة,, تكون مهمتها الأولى والأساسية هي تحقيق كل ماذكر من نقصان آنفا, وقبل ذلك ينقصنا ,,وطن,, نعتز به ويعتز بناء ,نحميه ويحمينا, نصونه ويصوننا,ندافع عنه ويدافع عنا,نعيش فيه ويعيش فينا, نشعر فيه بأننا مواطنين فيه وفقا لأسس وقواعد ومبادئ المواطنة الحقة دون تمييز...بما توجبه تلك المواطنة...من حقوق لنا وبما تفرضه من واجبات علينا, لا كرعايا وعبيد!!, شركاء فيه لا تابعين...,...الخ.
أقول :
إذا شعرنا وأدركنا, وعيا, بذلك النقص,, الحاجة,, فإننا حتما سوف نسعى إلى إكمال ذلك النقص,, الحاجة,, بما يقتضيه تحقيق تلك ,,الحاجة,, من وعي حقيقي بها ووضع التصور المناسب لذلك ورغبة حقيقية في إنجاز ذلك, مهما كلفنا ذلك ومهما كانت المحاولات,ناجحة أم فاشلة, ومهما كانت العراقيل والصعوبات...الخ.
طال الزمن أم قصر
شاء من شاء وأبى من أبى
.......
#الخلاصة :
يقال :
إن الحاجة أم الاختراع
..........

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة