آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:44ص

في عمق المفاهيم الصحيحة (1)

الخميس - 13 يونيو 2019 - الساعة 06:23 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام....

إن معرفة المفاهيم الصحيحة من قبل أي فرد والتي ترتبط ارتباطا عضويا بحياته اليومية تعتبر غاية في الأهمية لما لتلك المفاهيم الصحيحة من أثر في تكوين الوعي الصحيح لذلك الفرد بما ينتج عنه من سلوكيات صحيحة وممارسات صحيحة في تعامله مع نفسه أولا ومع المحيط الذي يعيش فيه والذي يعتبر جزءًا أصيلا منه وفيه ثانيا ومع الآخر بمفهومه الأوسع والارحب ثالثا.
أما إذا كانت تلك المفاهيم خاطئة ومقلوبة ومغلوطة فإنها تشكل وعيا خاطئا ومقلوبا ومغلوطا بما ينتج عن ذلك الوعي...من سلوكيات وممارسات خاطئة ومقلوبة ومغلوطة في التعامل مع الذات أولا ومع المحيط الاجتماعي ثانيا ومع الآخر بمفهومه الأوسع والارحب ثالثا بما لذلك من آثار سلبية جمة عليهم جميعا.
فإذا أردنا بأن نقيم السلوكيات والممارسات,سلبا أو إيجابا, للفرد أو الجماعة أو الحزب أو الطائفة ...الخ فإنه يجب علينا الغوص في الأرضية المعرفية... والمفاهيم...التي شكلت وعيهم ومن ثم سلوكياتهم وممارساتهم.....ومن ثم التعامل مع كل ذلك, نقدا وتفنيدا وتصحيحا أو إضافة وتحفيزا وتشجيعا,.
وإذا نظرنا إلى ما نحن فيه... وعليه...بمنهجية علمية غير منحازة ,لوجدنا أن تلك المفاهيم الخاطئة والمقلوبة والمغلوطة للكثير من الأشياء التي تمس جوهر حياتنا اليومية, الوطن, المواطن, المواطنة, الوطنية, الدولة, السلطة, الحكومة, رأس الدولة أو رأس السلطة, النظام, الحقوق والواجبات, وغيرها وغيرها من تلك المفاهيم الخاطئة والمقلوبة والمغلوطة, هي التي تجذرت وشكلت وعينا الاجتماعي عموما والنخبوي منه خصوصا, على الأغلب طبعا لأن الشاذ لا حكم له, بما نتج عن ذلك كله من سلوكيات وممارسات خاطئة أدت أخيرا إلى كارثة حقيقية ووبالا شديدا على الوطن بأرضه وإنسانه ووصوله إلى ,, مرحلة التيه الوطني,, الذي نعيشها ونتجرعها جميعا.
وكما قلت في أكثر من مقال على هذه النافذة.. وفي أكثر من مناسبة فإن تلك المفاهيم الخاطئة والمقلوبة والمغلوطة تعتبر إحدى المكونات الأساسية والرئيسيىة لذلك الوعي الذي يتحكم بنا ويسيطر ألا وهو " وعي التخلف" .
وأنني سوف أحاول في هذه السلسلة التعريف ببعض من تلك المفاهيم, من الناحية الإيجابية لها طبعا, بقدر ما أستطيع ذلك ووفقا للأرضية المعرفية المتواضعة التي أزعم بأني امتلكها، وذلك كمساهمة بسيطة في عملية تفكيك ذلك الوعي" وعي التخلف "...
.........
وعليه :
فإن الخطوة الأولى, من وجهة نظري ونظرتي الشخصية, التي يجب القيام بها ,من أجل التغيير إلى الأفضل وعدم السماح بتكرار ما وصلنا إليه..., من قبل أولئك الذين يجب عليهم القيام بعملية التغيير الإيجابي ,هي معرفتهم بالمفاهيم الصحيحة لكل ما أشرت إليها سابقا, فبدون ذلك لا يمكننا إلا إعادة إنتاج الماضي بكل سلبياته ولن نتقدم ولو خطوة بسيطة نحو الأفضل.
وإنني شخصيا مؤمن بأن التغيير الإيجابي ,وعيا ومن ثم سلوكا, قادم لا محالة وأن ما كان لا يمكن إعادة إنتاجه ,سواء بشخوصه أو أدواته وآلياته وعقليته
, شاء من شاء وأبى من أبى.
طال الزمن أم قصر
.............
#الخلاصة :
إن كل مفهوم صحيح يشكل وعيا صحيحا, وكل وعي صحيح يشكل سلوكا صحيحا وممارسة صحيحة, والعكس صحيح.
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
...........

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة