آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:12م

في عمق المفاهيم الصحيحة (5)

الإثنين - 17 يونيو 2019 - الساعة 06:18 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام....

رابعا : الوطنيييييية :

....فإنه وبدون الدخول في جدلية التعاريف المختلفة لكلمة,, وطنية,, وفقا للمدارس الفكرية المختلفة والايدلوجيات المختلفة, قديمها وحديثها, وأصلها اللغوي وتطورها التاريخي, فإن الوطنية الحقيقية تعني حب الوطن, الذي يعيش فيه الفرد ويحمل جنسيته ويتمتع بكامل حقوقه..ويؤدي الواجبات المترتبة على ذلك تجاه ذلك الوطن بإنسانه وأرضه, والذوبان فيه, حبا وجدانيا, والاستعداد الفطري والعملي للتضحية في سبيله, معنويا وماديا,جسدا وروحا, متى كانت التضحية تلك ضرورية ولازمة..
الوطنية هي تلبية نداء الوطن في كل الأوقات والأحوال, الصعبة منها وغير الصعبة..
الوطنية هي المساهمة والمشاركة في إعمار الوطن وازدهاره ونموه ورفعته بين الأوطان والأمم الأخرى..
الوطنية هي حب كل ما يمت بالصلة للوطن ولكل من يعيش فيه وينتمي إليه.. الوطنية هي الهوية الحقيقية للفرد والانتماء الحقيقي له..
الوطنية هي مقارعة الضيم والظلم والطغيان والاستبداد والاستعباد والتسلط والجبروت مهما كانت مصادرها, داخلية أو خارجية أو كليهما معا, الواقعة على أبناء الوطن...
الوطنية هي التمسك والدفاع عن قدسية تراب الوطن ومحاولة المساس بها والنيل منها...
الوطنية هي الوقوف وبحزم ضد طغاة الداخل وغزاة الخارج..
الوطنية هي الإلتزام الأخلاقي والديني تجاه الوطن بأرضه وإنسانه..
الوطنية هي الضمير الحقيقي والحي لكل من يعيش في الوطن والتجسيد الحي والعملي لذلك الضمير..
الوطنية هي الولاء الفعلي للوطن فوق كل الولاءات العصبية الضيقة لفرد أو جماعة أو فئة أو منطقة أو ايدلوجية أو حزب ...إلخ
الوطنية ليست خاصة ومحتكرة بفرد أو جماعة أو فئة أو طائفة أو مذهب أو عرق أو حزب أو قبيلة...إلخ, إنما هي خاصية لكل من يعيش في الوطن ويتمتع فيه بكامل حقوقه...
الوطنية ليست صكا ولا شهادة تعطي من أحد وإنما هي فطرة مكتسبة في وجدان وضمير كل فرد يعيش في الوطن..
الوطنية ليست التضحية بالجماعة وبالوطن من قبل فرد أو فئة أو جماعة أو حزب أو طائفة...إلخ في سبيل المصالح الضيقة لهم,إنما هي التضحية...في سبيل الجماعة وفي سبيل الوطن...
الوطنية ليست شعارات براقة ورنانة وخطب جميلة عصماء وبليغة وأقوال مأثورة في حب الوطن...
الوطنية ليست الاستئثار بالوطن لصالح العصبيات الضيقة واختزاله من قبلها لصالحها ووفقا لاجندتها الخاصة... الوطنية ليست الإقصاء والأبعاد للآخر, من قبل العصبيات الضيقة,لمن يعيشون في الوطن ويشكلون جزءًا من نسيجه الاجتماعي ومكوناته المختلفة...
الوطنية هي القبول بالآخر ,بإعتباره شريكا فعليا وفاعلا في كل ما يتصل بالوطن ومصيره وليس تابعا ذليلا وخادما مطيعا... الوطنية ليست العمل فقط من أجل من أوصل حاكمية إلى السلطة، إنما العمل من أجل كل أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع أولئك الحكام...
الوطنية هي تحييد المال العام والوظيفة العامة وملكيتهما وضمانهما لكل أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة دون تمييز.. الوطنية هي تغليب المصلحة الوطنية العليا للوطن بأرضه وإنسانه على كل المصالح الضيقة للعصبيات المختلفة وفوقها ومرجعيتها.......
الوطنية.....
الوطنية.....
الوطنية.....
....
....
الوطنية هي أنا وأنت وكل من يحب وطنه ويذوب فيه ومستعد للتضحية في سبيله بالغالي والرخيص, ماديا كان أم معنويا أم كليهما معا, جسدا وروحا, دون الانتظار لمنفعة شخصية ضيقة على حساب الوطن بأرضه وإنسانه.
الوطنيييييية هي الإنسانية.
.........
وعليه :
فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو:
متى تكون تلك الوطنية؟ ومتى تتوفر لها المقومات الأساسية؟ وهل كل فرد قادر عليها؟ وهل المطلوب من كل فرد بأن يكون كذلك؟ ومن هم المؤهلون لها والمناط بهم رفع لواءها حتى تكون واقعا معاشا وسلوكا ممارسا لا حلما طوباويا نتغنى به ونحلم به؟
.....
#الخلاصة:
يقول مارك توين:
الوطنية هي أن تدعم وطنك في كل الأوقات, وحكومتك عندما تستحق ذلك.
ويقول قاسم أمين :
إن الوطنية الحقيقية لا تتكلم كثيرا ولا تعلن عن نفسها.
ويقول فولتير :
خبز الوطن أحسن من كعك الغربة.
ويقول آخر :
إن الإنسان لا يناضل إلا من أجل من يحب, ولا يحب إلا ما هو حري بالتقدير والاحترام , فكيف يطلب من مواطن أن يحب وطنه ويقدره وهو يجهل تاريخه ولا يشعر في قرارة نفسه بأنه ينعم بما تؤمنه الدول الأخرى لمواطنيها من أمن ورفاهية.
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
.......

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة