آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-02:07ص

في عمق الوعي السياسي (7)

الخميس - 11 يوليه 2019 - الساعة 07:10 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

سابعا : الخلاصة :

وبناء على ما سبق ذكره: 

فإن هناك فرقا كبييييييييييييييرا وكبييييييييييييرا  بين أن تكون الثقافة السياسية والسلوك السياسي  للفرد أو الجماعة أو الفئة أو الطائفة أو الحزب...أو المجتمع بمكوناته المختلفة أو الشعوب والأمم مبنية وقائمة على أساس الوعى السياسى الإيجابي ونتيجة طبيعية له وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لسيطرته عليهم جميعا، متمثلة بإحترام الآخر والقبول به واعتباره شريكا أساسيا في المصير الواحد والمسؤولية الواحدة, وإحترام الرأى والرأي الآخر،ليس في إطار المجتمع الواحد أو الأمة الواحدة بل في الإطار الإنساني العام، والتعامل مع الفرد كعضو مؤسس وفاعل في المجتمع السياسي والتسليم -قولا وفعلا وسلوكا والقبول بالتداول السلمي للسلطة وفقا لإنتخابات حرة ونزيهة وشفافة يضمنها الدستور والنظم واللوائح المحددة لذلك.....الخ.

وبين أن تكون الثقافة السياسية للفرد أو الجماعة أو الفئة أو الطائفة أو الحزب..أو المجتمع بمكوناته المختلفة أو الشعوب والأمم,مبنية وقائمة على أساس الوعي السياسي السلبي ونتيجة طبيعية له وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لسيطرته،متمثلة  بعدم إحترام الآخر وعدم القبول به ونبذه ورفضه وإقصائه وتفكيره، دينيا كان ذلك التكفير؛ وهو الأخطر؛ أم وطنيا أم قوميا أم أمميا، وعدم إعتباره شريكا في المصير الواحد وتحميله المسؤولية في حال الإخفاق مع عدم مشاركته في صنع القرار واعتبار الفرد كتابع وملحق في المجتمع السياسي لا رأى له إلا الطاعة العمياء والقبول بما يراد له ,واعتبار وعي وثقافة الغلبة بالقوة المادية هي المعيار الوحيد للوصول إلى السلطة واحتكارها والاستئثار بها واختزال الوطن بأرضه وبإنسانه من قبل فرد أو فئة أو جماعة أو سلالة أو طائفة أو عرق أو حزب أو قومية من القوميات...الخ ولصالحها تفعل فيه وبه ما تريد وما يحلو لها..دون مراعاة لأية ظوابط، دينية كانت أم أخلاقية..الخ، في تعاملها مع الآخر المغاير، محليا كان أم قوميا أم أمميا،وعدم الإلتزام بها، بل وتسخيرها وتجييرها لما يتوافق ويتناسب مع مصالحها العصبية الضيقة والمقيتة....الخ.

الأولى تؤدي إلى : ما هم فيه...وعليه...

الثانية تؤدي إلى : ما نحن فيه..وعليه...

وعليه :

فإننا إذا نظرنا و"في عمق الأعماق" لما نحن فيه..وعليه..لوجدنا بأن مشكلتنا الأساسية والرئيسية ليس في جانب واحد أو أكثر من جوانب الوعي السلبي، مثل الوعي السياسي السلبي أو الوعي الاجتماعي السلبي..الخ، إنما مشكلتنا الأساسية والرئيسية والمعضلة الكبرى بل الطامة الكبرى والمصيبة العظمى بأننا نعيش وفقا للوعي السلبي في جميع المجالات الحياتية المختلفة، دينية واجتماعية وثقافية وسياسية وحقوقية واقتصادية وأخلاقية..الخ، وبأن كل ذلك نتيجة طبيعية وحتمية وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لسيطرة "وعي التخلف " على الوعي واللاوعي الجمعي الإجتماعي عموما والنخبوي منه خصوصا ومن ثم السلوكيات الناتجة عن ذلك الوعي "وعي التخلف ".

وبأنه لا مخرج لنا جميعا من ذلك إلا بإحداث ثورة تنويرية تحديثه تستهدف ذلك الوعي"وعي التخلف " بغرض تحويلة إلى "وعي التنوير " عبر سلسلة من الهزات الوعيية..بغرض تفكيكه وفي نفس الوقت إحلال المنظومة التنويرية محله.

#الخلاصة :

إنها "صناعة الوعي الإيجابي " ولا شيء سواها!!!

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

 

في عمق الوعي السياسي (6)