آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:20ص

في عمق ظاهرة الفيد والغنيمة

الإثنين - 22 يوليه 2019 - الساعة 06:15 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام.....

إن مبدأ الطاعة العمياء والولاء الأعمى وذلك مقابل الحماية والمشاركة في الغنيمة, والذي يعتبر الأساس التي تقوم عليه مختلف العصبيات الضيقة في المجتمعات المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة اجتماعيا, إذ أنه نادرا ما نجد تلك العصبيات الضيقة في المجتمعات المتجانسة اجتماعيا حتى ولو كانت متخلفة وجاهلة, وبما تتصف به تلك العصبيات..هو شيوع وتجذر ثقافة,, الفيد والغنيمة,, في أوساط منتسبيها وأعضائها, تلك الثقافة التي تعطي لهم الحافز القوي والدافع المعنوي الشديد للمشاركة الفعالة والفعلية والاستماته الشديدة في صراعها مع غيرها من العصبيات..الأخرى, كل يريد الظفر والفوز والحصول على أكبر كمية من ذلك الفيد وتلك الغنيمة في حال الانتصار في ذلك الصراع على الآخر .

فكلما كان الفيد المرتجى ثمينا وكبيرا ووفيرا ومهما, كانت الاستماتة أقوى وأشد, إذ أن عدم الحصول من قبل الفرد في تلك العصبيات على كمية وافرة وثمينة من ذلك الفيد, والتي تجعله يتباهى ويتفاخر به أمام أسرته واقرانه, يعتبر عيبا كبيرا في حقه ووبالا عظيما عليه أمامهم جميعا, لذلك تجد ذلك الفرد..يستميت في سبيل الحصول عليه مهما كانت الوسيلة في سبيل ذلك ومهما كانت الطريقة أيضا ومهما كان نوع ذلك الفيد, إذ أنه يفضل الموت على الرجوع خال اليدين من ذلك الفيد وتلك الغنيمة.....

.........

وعليه :

فإن ,,الفيد والغنيمة,, تعتبر بمثابة العصا السحرية التي بواسطتها يتم تجييش الأفراد والزج بهم في تلك الصراعات العصبي من قبل قادة وزعماء تلك العصبيات المختلفة في سبيل تحقيق مآربهم الضيقة ,ولو على حساب حياة أولئك الأفراد المنتمين لتلك العصبيات, فهم وقودا يستخدمون في تلك الصراعات العصبية من قبل أولئك القادة وأولئك الزعماء, متى شاؤوا وأرادوا وحيثما وكيفما قرروا, في الوقت الذي يضمنون لمن تبقى منهم الحماية من أية مسآلة قانونية جراء ما اقترفوه بحق الآخرين ,مما يجعلهم أكثر تفانيا في تلك الصراعات.. والحصول على الفيد والغنيمة.

...........

#الخلاصة :

إن ثقافة الفيد والغنيمة, وعيا وسلوكا وممارسة, تولد شرخا اجتماعيا خطيرا في النسيج الاجتماعي لتلك البلدان التي تتحكم بها العصبيات...وتتصارع, مما يؤدي إلى شيوع ظاهرة العدائية بين مكوناتها المختلفة وتجذر ظاهرة الثآرات فيما بينها, كل تتربص بالأخرى وتنتظر الفرصة المناسبة بالأخذ به,مما يؤدي حتما بأن يكون ذلك البلد فريسة سهلة وسريعة لجميع المتربصين به ,

إن معالجة تلك الظاهرة ونتائجها المدمرة للبلد, لا يمكن لها بأن تكون إلا عبر,,التوبة,, من قبل الأفراد والجماعات المختلفة قولا وفعلا ووفقا لشروط تلك ,,التوبة,, ومقتضياتها والتزاماتها, وذلك عبر المصارحة والمصالحة في إطار إعادة بناء الدولة المنهارة على أسس مدنية وحديثة والتي تعتبر,, العدالة الانتقالية,, أهم مهامها القصوى والملحة والضرورية...

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

................

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة