آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-12:09ص

في عمق المصالحة الوطنية الحقيقية

الخميس - 25 يوليه 2019 - الساعة 05:11 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

إن أية تسوية بين الأطراف المتصارعة في أي بلد,تكون قائمة على أساس مصالح تلك الأطراف, تعتبر تسوية منقوصة ومؤقتة وحقلا ملغما قابلا للإنفجار  في أية لحظة, مرهونا ذلك بتغير موازين القوى لصالح طرف من تلك الأطراف المتصارعة ساعتئذ يتم الانقلاب عليه وتعود الأمور إلى المربع الأول ومن ثم تستمر عملية العنف والعنف المضاد مجددا بين تلك الأطراف.

وعليه فإن ذلك البلد لا يمكن له بأن يعرف الأمن والاستقرار ومن ثم الإزدهار مالم ترتقي تلك التسوية إلى مصالحة وطنية حقيقية وشاملة,مصالحة تتصالح مع الوطن بأرضه وإنسانه, مصالحة تتصالح مع الماضي وتلبي متطلبات الحاضر وتعمل على تحقيق تطلعات المستقبل .

ولن تتم تلك المصالحة. .إلا إذا استوعب ووعى كل ساكني البلد الواحد, أفرادا وجماعات وفئات وطوائف ومذاهب ,وأحزاب. ..الخ,مثقفين كانوا أم غير مثقفين,بأن مصيرهم واحد ومستقبلهم واحد في هذا البلد لا في سواه,وأنه مهما طال الصراع أمده فإنهم في الأول والأخير ضحاياه وأنه لا يمكن لأى طرف منهم بأن يلغي الآخر أو يقصيه, وأنهم كذلك في الأول والأخير لابد بأن يصلوا في النهاية إلى مصالحة وطنية حقيقية وشاملة. .تضمن لهم وللأجيال القادمة من بعدهم الحياة جمعيا ومعا في أمن واستقرار طال الزمن أم قصر.

السؤال هو :لماذا لا نفعل ذلك الآن ,قبل أن تزداد الأمور سؤا ,مادام أن ذلك قادم لا محالة, شاء من شاء وأبى من أبى.؟!!

لا وألف ألف لا للتسويات الجزئية الضيقة.

نعم وألف ألف نعم للمصالحة الوطنية الحقيقية والشاملة....

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

       

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة 

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة