آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:49م

في عمق الأمل الموهوم وخيانة النخبة..!!

السبت - 24 أغسطس 2019 - الساعة 09:21 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..


إن الإنسان المقهور والمهدور, المحبط نفسيا واليأس من أي شيء جديد يغير مسار حياته ,المشلول فكريا ووجدانيا, المسلوب الإرادة والاختيار الواعي بين الأشياء ,الشاعر بالدونية أمام الأقوياء ,الشاعر بأنه فاقد لإنسانيته وآدميته ولذاته, الفاشل حياتيا ومجتمعيا, المصاب بعقدة النقص وعدم القدرة على المجابهة أمام الظواهر الطبيعية والبشرية, المتماهي بالمتسلط, قولاً وعملاً وسلوكآ, الفاقد الشعور بالأمن المعنوي والجسدي, الخائف من الآتي والمنتظر للفاجعة ,المستسلم للقضاء والقدر بكل سلبية واتكالية. ...اللاشيء في هذه الحياة.
كل تلك الصفات التي يتصف بها ذلك الإنسان المقهور والمهدور. .هي نتيجة طبيعية وحتمية لسيطرة الأنظمة الاستبدادية التسلطية الشمولية عليه قرونا متعاقبة ومتتابعة وهي التي أوصلته إلى حالته تلك التي هو فيها وعليها .
أمام هذا كله تجده يلتفت يمينا ويسارا لعله يجد بصيصا من النور يهتدي به ويخرجه من حالته تلك فلا يجد أمامه إلا ذلك المتسلط وكأنه يقول له ,أنا قضاءك وقدرك ولن تهرب مني مهما حاولت وكل محاولة تقوم بها مصيرها الفشل الذريع ,وعندما يغير ذلك المتسلط سلوكه,لا عقيدته ,لتتماشى مع متطلبات الأحداث والتغيرات التى تحدث له,يتوهم ذلك الإنسان. ..بأن ذلك المتسلط قد غير فعلا من سلوكه وأنه قد تاب مما كان عليه, ناسيا بأنه ,أي المتسلط هو من أوصله إلى ما هو فيه وعليه, فتجده يتعلق به بإعتباره المنقذ والمخلص له والمخرج الوحيد للخروج به مما يعانيه مستعداً للتضحية في سبيل ذلك المتسلط.
وهنا تكون وتكمن الكارثة الحقيقية ,مجددا, على ذلك الإنسان.... ومصيره.
وعليه :
فإن ذلك الإنسان..ما كان له بأن يصل إلى ما هو فيه..وعليه..لولا غياب تام لما تسمي نفسها ب"قوي التغيير والنخبة " التي تركته وحيدا أمام تلك الأنظمة..وأمام ذلك المتسلط..وتحت رحمتهما، بل إن الأدهى من ذلك كله والأمر والأشد فظاعة بأن بعضا من تلك النخب..شاركت فيما وصل إليه، بقصد أو بدون قصد، وهنا تكون قد شاركت فعلا وفعليا فيما هو فيه..وعليه...
أما كيف يمكن لذلك الإنسان بأن يعود إلى سابق عهده؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ومسؤلية من ؟ فتلك معضلة كبيرة ومهمة جليلة وصعبة، لكنها غير مستحيلة...
#الخلاصة :
إنني شخصيا لا أجد إلا تعبير واحد ووحيد لحالته تلك :
إنه وهم الأمل أو الأمل الموهوم للإنسان المقهور والمهدور.
إنها " خيانة النخبة..." ولا شيء سواها
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
..........

#نحو_حركة_نهضوية_عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة