آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:10ص

لبنان على صفيح المظاهرات .. ورقص المتظاهرات

الأحد - 27 أكتوبر 2019 - الساعة 01:29 م

أنور الصوفي
بقلم: أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


نظر الكثير من اليمنيين لمظاهرات لبنان بنظرات متباينة، وركز الكثير منهم على مشهد المتظاهرات، ولم يسأل لماذا هذه المظاهرات؟

اليمنيون لم يشد انتباههم المظاهرات التي خرجت في شوارع لبنان، لأنهم قد مارسوها قبل اللبنانيين، ولكن ما شد انتباههم هو تلك الصور للحسناوات اللبنانيات، كيف لهم لم ينبهروا بتلك الحسناوات؟! وقد شد انتباههم مريم المنصوري التي لا تمتلك عُشر ما تملكه اللبنانيات من حسن، وجمال، وجسم ممشوق، ودلال، فمريم تقصفهم ليل نهار، وهم يتغنون بها، ويتمنونها زوجة، بل وجعلها الكثير محبوبته، وعاش معها قصة حب خرافي لم يبلغه حب قيس لليلى، ولا عنترة لعبلة، ولا جميل لبثينة.

مازالت المظاهرات اللبنانية، ومازالت التعليقات اليمنية، والكثير لم يفقه من هذه المظاهرات إلا التمتع بالنظر لتلك الحسناوات من بنات لبنان، ولم يعلموا أن اللبنانيين قد خرجوا لتحسين دخل المواطن، وتحسين الخدمات، والحد من جشع المسؤولين في الحصول على الامتيازات الخيالية، فرغم ما رأيتموه من صخب، واختلاط، ورقص إلا أن الشعب اللبناني كانت مطالبه راقية، وكان يبحث عن العدالة، والمساواة.

اليمنيون شعب محافظ لهذا لم يعهدوا خروج الفاتنات بالجينز، لهذا كثرت التعليقات، وتمنى الكثير منهم مشاركة اللبنانيين مظاهراتهم.

لقد تعلق الكثير من الشباب بتلك المناظر، ولكنهم لم يستفيدوا من تلك التظاهرات في كيفية انتزاع حقوقهم، لهذا فشلت ثورة شباب اليمن، لأن الأحزاب امتطتها، وفازت بالكعكة، والشباب أكلوا مقلب ثورتهم، فأسقطوا النظام، وسقطت البلاد معه في الفوضى، ولكن اللبنانيين نجحوا في إيصال رسالتهم لرأس الدولة، وهاهم سيقطفون ثمار تظاهراتهم، لو لم تركب الأحزاب ظهر مظاهراتهم، فلبنان اليوم يتململ على صفيح المظاهرات ، ويرقص على أنغام وأهازيج المتظاهرات، وأبو يمن ساعة يتغنى بخطبة مريم المنصوري، ويهفو قلبه للمشاركة في مظاهرات لبنان، ولكنه يظل الشعب الصابر الذي يحب التعليقات رغم ما أصابه، فإلى الأمام، إلى الأمام يا بو يمن، فلقد بهرتم العالم بصبركم، وقوة تحملكم، وها أنتم اليوم تقطفون ثمار صبركم اتفاق جدة التاريخي، وربنا يخارج اللبنانيين، ويعم السلام بلاد العرب كل العرب.