آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:18ص

الحوثي يفخخ مستقبل اليمنيين بالمعسكر الصيفي

الأربعاء - 24 أبريل 2024 - الساعة 01:40 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


اليوم، تواجه اليمن أزمة إنسانية خطيرة بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات، ومن بين الضحايا الأبرياء الأطفال الذين يتعرضون للتجنيد القسري والاستخدام في النزاعات المسلحة.

وتشهد بعض المناطق في بلادنا تطورات مقلقة وخطيرة، حيث تم تشكيل معسكرات تدريبية تضم قيادات طائفية وعسكرية لتولي إدارة هذه المعسكرات. تم افتتاح هذه المعسكرات في المساجد والمدارس في أنحاء مختلفة من البلاد التي تسيطر عليها عصابة الحوثي الإرهابية"وكلاء إيران في اليمن".

المراكز الصيفية بؤرة لترويج الفكر الطائفي

إحدى المواطنات في صنعاء تعاني اختفاء أطفالها منذ أيام بعد أن تم أخذهم من المسجد إلى ما تسمى الدورات الثقافية التي تديرها مليشيات الحوثي.

تقول المواطنة واسمها شيماء إنهم أخذوا منها أولادها ، من قبل عاقل الحارة، وعددهم ثلاثة تتراوح أعمارهم ببن الرابعة عشرة والعاشرة.

المتعارف عليه هو أن المراكز الصيفية هي الأماكن التي يتوافد إليها الأطفال خلال فترة العطلة الصيفية لقضاء وقت ممتع ومفيد بعيداً عن الدروس المدرسية. لكن مليشيا الحوثي حولت المراكز الصيفية إلى بؤرة لترويج فكرها الطائفي والعنصري وتحريض الأطفال على الكراهية والعنف.

شيماء، وهي أم يمنية تعيش في إحدى المناطق المتأثرة بالنزاع، كانت تعيش في حالة من القلق والحزن الشديد بعد اختفاء أطفالها الثلاثة منذ أيام قليلة. وبعد عدة محاولات للبحث عنهم والتحقيق في مصيرهم، اكتشفت أنهم قد تم احتجازهم وتجنيدهم من قبل مليشيات الحوثي في إطار موسم التجنيد السنوي الذي تنظمه الميليشيات.

تأتي هذه الأحداث المأساوية في ظل توقيع عصابة الحوثي على خطة عمل اقترحتها الأمم المتحدة لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، والتي تهدف إلى حماية الأطفال ومنع استخدامهم في الحروب والنزاعات.

ومع ذلك، فإن عصابة الحوثي تتجاهل هذه الجهود الدولية وتواصل انتهاك حقوق الطفل واستخدامهم في النزاعات الدامية.

انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان

إن تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات العسكرية يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ويجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لوقف هذه الجرائم وحماية الأطفال الأبرياء من الاستغلال والعنف. وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العمل بقوة لفرض العقوبات على المسؤولين عن تجنيد الأطفال والحد من هذه الانتهاكات الخطيرة.

وبالتزامن مع هذا التطور، شهدت المتاطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تحركات من قبل المشرفين ومسؤولي المساجد وشيوخ القبائل، حيث قاموا بمطالبة الأسر بإلحاق أبنائها بهذه المعسكرات. وقد تم دعم هذه المطالبات بحملة إعلامية كبيرة تشمل ست قنوات فضائية وأكثر من ثلاثين إذاعة محلية، بالإضافة إلى اللوحات الضخمة في شوارع المدن والملصقات التي تم توزيعها على الجدران في كل الأحياء ومواقع التواصل الاجتماعي.

هذا التحرك الذي يبدو أنه يأتي في إطار تعزيز الوعي والانضباط الاجتماعي، قد أثار العديد من التساؤلات والمخاوف. فمن الضروري التحقق من مصداقية هذه المعسكرات وما إذا كانت تهدف إلى تدريب الشباب على المهارات العسكرية والدفاع عن الوطن، أم إنها تستخدم لتعزيز الانقسامات الطائفية وتحقيق أهداف سياسية.

في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تفيد بأن بعض المراكز الصيفية تقوم بتقديم أفلام وثائقية تم إعدادها بواسطة خبراء من «حزب الله» اللبناني لمقاتلين أطفال من ميليشيات الحوثي في اليمن الذين قضوا في السابق. تلك الأفلام تهدف إلى تمجيد العنف وحث الأطفال على تقليدهم والانضمام إلى الميليشيات.

هذا النوع من الأنشطة يشجع الأطفال على التفكير بطريقة ضيقة وعدم تقبل الآخرين، ويزرع بذور الكراهية والعنصرية في نفوسهم. إن تعريض الأطفال لمثل هذه الأفلام الوثائقية يمثل خطراً حقيقياً على تكوين شخصيتهم وتطويرهم بشكل سليم.

ضرورة حماية الطفولة

من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات فورية لمنع تلك الأنشطة الضارة وضمان أن تكون المراكز الصيفية مكاناً آمناً ومثمراً لتنمية الأطفال. يجب على الأهالي أيضاً أن يكونوا حذرين ويتابعون بانتباه الأنشطة التي يشارك فيها أطفالهم خلال العطلة الصيفية.

إن تربية الأطفال على قيم السلام والتسامح والاحترام المتبادل هي مسؤولية الجميع، ولا يجب السماح بتحول المراكز الصيفية إلى مكان لترويج العنف والكراهية. إن الأطفال هم مستقبل المجتمع ويجب علينا توجيههم نحو القيم الإيجابية والبناءة لضمان بناء مجتمع سليم ومتسامح.

علينا جميعًا أن نكون حذرين ونتأكد من أن أبناءنا لا يتعرضون لتأثيرات سلبية من هذه المعسكرات، وأن نعمل على تعزيز قيم التسامح والوحدة الوطنية بدلاً من تشجيع الانقسامات والتفرقة بين الناس. إن الوحدة والتضامن هما السلاح الأقوى لمواجهة التحديات التي تواجهنا كشعب واحد.

في النهاية، يجب على الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي تكثيف جهودهم لحماية الأطفال وضمان حقوقهم، وضمان عودة أطفال فاطمة إلى أحضان عائلتهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم للتعافي من تجاربهم الصعبة. إن الأطفال هم مستقبل البلاد، ويجب على الجميع العمل معًا لحمايتهم وضمان حياة كريمة وآمنة لهم.