آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-09:46م

حرية التعبير.. بين علي عبد الله صالح وياسين القباطي

الإثنين - 06 مايو 2024 - الساعة 02:37 ص

يحيى اليناعي
بقلم: يحيى اليناعي
- ارشيف الكاتب


كنا في صحيفة "الصحوة" وهي الصحيفة الرسمية للإصلاح، نقول للناس إننا كإصلاحيين نناضل من أجل حرية التعبير والنقد والرأي والرأي الآخر وعدم كبت الحريات، ومحاربة الظلم والفساد ووإلخ.

وأن الدولة ونظام الرئيس علي عبد الله صالح يقمعون حرية التعبير ويصادرون الحريات العامة في اليمن.

شخصيا كتبت عن هذا كثيرا..وانتقدت علي عبد الله صالح بكل ما أستطيع.

يشهد الله أنني كنت أكتب كل ما يطرأ على بالي وكل ما أريد وأنشره في الصحوة أسبوعيا، واستمريت في الكتابة ونقد الدولة وصالح ١٧ عام كاملة.

قلت عن الرئيس صالح أنه يسرق المال العام، وقاتل ويدعم الإرهاب، ولديه شبكات خاصة، شبكات اغتيالات ومخدرات وإجرام وانتهاكات ووإلخ.

لكن لم يتصل بي أحد طيلة ال ١٧ عام من الأمن القومي والسياسي أو من الدولة حينها للتهديد أو غيره، ولو لمرة واحدة.
ولم يوقفوا راتبي في مكتب التربية، ولم يؤذوني ويؤذوا أسرتي أو أطفالي حتى بكلمة واحدة.

لكن انظروا ماذا فعل معي حزب الإصلاح حين انتقدت النظام الخاص وجهاز المعلومات "مخابرات الإصلاح" بمقالين اثنين فقط، وعشر تغريدات فقط في حساباتي وصفحاتي السابقة التي صادروها:
- هددوني بالقتل أكثر من ٥٠ مرة وأرسلوا رصاصة لي.
-قالوا إنني مجنون.
- قالوا إنني عميل للمؤتمر والإمارات والسعودية.
- سجنوني وأخفوني قسريا لمدة ٩ شهور.
- خطفوا أطفالي عن طريق جدهم والد أمهم حتى أتوقف عن النشر، وما زالوا مخطوفين لليوم.
ومنعوا اتصالي بهم لعدة سنوات.
- أوقفوا مستحقاتي من بعد أول منشور.
- ادخلوني بالقوة للمصحة النفسية بين المجانين ومدمني المخدرات والشبو والحشيش.
- قالوا معي مشاكل عائلية.
- استنفروا التنظيم بكله للتشويه بي..
-جعلوني أسجل تعهد بأن لا أفتح حسابات في الفيسبوك والتويتر وأن أتوقف عن النشر، وأبيح وأهدر لهم دمي إن خالفت هذا.
- اشتروا أقرباء وأصدقاء لي ليعززوا اتهاماتهم واستغلوا حالة الفقر والحرب لشراء ذممهم.
- بعد خروجي من السجن ومعاودة النشر اعتدوا علي في القاهرة وحاولوا كسر يدي.

كل هذا وأنا إصلاحي، وكنت مسؤول المنظمات في الخارج ومسؤول الإعلام الحقوقي في التنظيم ووإلخ.

لم تتحملوا اثنين مقالات، وعشر تغريدات، وتريدوا تحكموا وتفعلوا دولة.

تخافوا من الكلمة وترتعشوا من النقد وتريدوا تنتصروا.

تتناقضوا مع المباديء التي كنتم تروجون لها..كما لو أن لديكم انفصام حاد.

توعظوا الناس بالخوف من الله، وأنتم لا تخافون منه.

تقولوا إن السرق حرام، وتسرقوا مرتبات الشهداء والجرحى والجنود الأبطال.

تقولوا للناس إن القتل والدعارة واللواط والدياثة حرام، وتعتبرونها داخل جهاز المعلومات جهاد عظيم وقربة إلى الله.

وترفعون القتلة والعاهرين واللوطة والديوثين والقوادين مكانا عليا في التنظيم.

كنتم تقولون أنكم تسعون لتدعيم حرية التعبير وحق النقد والعدالة وإعادة الاعتبار للقضاء، ومحاربة الظلم والفساد، ولهذا عارضتم الرئيس صالح وخرجتم في ١١ فبراير..

وحين جربنا ننتقدكم بمقالين وعشر تغريدات فقط، لنختبر صدق ادعاءاتكم هذه، بانت حقيقتكم وحقيقة مزايداتكم سريعا.

قلنا نلجأ للهيئة القضائية، فأنا أتهم الأستاذ ياسين عبدالعزيز حسن القباطي بالتوجيه باعتقالي، فقلتم من أنت حتى ترفع دعوى ضد الأستاذ ياسين..ما الفرق بينكم وبين الحوثيين الذين يقدسون عبد الملك.

ما نحن فيه الآن من حصار بمديرية مجمع مأرب وضياع وفشل ذريع هو نتيجة طبيعية لأفعالكم وتناقضاتكم وكذبكم على الله وخلقه.