آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-12:07ص

رددها الزنداني.. صنعاء نموذج منها

الإثنين - 06 مايو 2024 - الساعة 02:43 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


لعلمكم، الزنداني كان يرى انقلاب "أنصار الشيطان" على الدولة أهون جدًا وأفضل جدًا من تطبيق مخرجات الحوار الوطني.
في الحوار الذي أجراه الرفيق عارف الصرمي معه في قناة معين حينها، كان الزنداني بملء فيه يقول: نحن ضد حاجة اسمها دولة مدنية. لم نعرف في تاريخنا إلا شيئًا واحدًا هو الدولة الإسلامية فقط.
هكذا رددها بكل وضوح: "الدولة الإسلامية فقط".
إذن تفضلوا، هذا نموذج منها في صنعاء. لا تبحثوا بعيدًا.

كان محتجًا لماذا استبعد الحوار الوطني من يسميهم "علماء الأمة" أو على نحو أدق "هيئة علماء اليمن" التي كان يرأسها، وكان إلى ذلك محتجًا فيما يخص استبعاد شيوخ القبائل.
عندما وجدوا أن حوارًا وطنيًا يحدث بدون علمائهم ومشايخهم، قالوا: ما الذي تبقى لنا إذن؟ هذه الدولة لا تناسبنا، لا نريدها. هذه دولة كافرة يؤسسها الكفرة الجدد برعاية الأمريكان والبريطانيين. نحن نريد دولة مؤسسة على العقيدة التي نؤمن. دولة دينية نحن من يؤسس دستورها.
ولنفرض أنه شارك في مؤتمر الحوار، ما الذي كان سيحدث؟
هكذا سيكون المشهد: آراء الزنداني هي آراء (الله)، من يعترض عليها فهو معترض على "ما أنزل الله".
الزنداني كان توارى في الفترة الأخيرة؛ عشان كمّل أبو الليم اللي كان يلعب على كيفه منذ ما بعد 1994.
كان الزنداني يريد من دستور الحوار الوطني ألّا ينص على أي حريات، أن تكون فقط جميع مواده مستمدة من الشريعة الإسلامية كما يراها هو وهيئته.
ولذلك، هذا الهدهد وزمرته ممن تعرفون، أبدًا لم يكونوا ولن يكونوا ضد الانقلاب على الدولة. لأن الدولة التي يريدها اليمنيون لا تعنيهم أبدًا لا من قريب ولا من بعيد.
في المقابلة كان الهدهد يعيب على الشعب اليمني عدم رجوعه إلى علمائه.
تضخم هذا الهدهد لدرجة كان يرى ذاته وفكره أنه المرجع الأعلى لكل فئات الشعب. كان مهووسًا بأن يقرر كل شيء؛ ألّا يقدم الشعب اليمني على أي خطوة حتى يستشير "علماء الأمة" فيما يعمله، حتى يتصل ببرنامج "فتاوى"، ليسأل: البارحة نمت على الجانب الأيسر، فهل يصح لي أن أواصل نومي عليه؟
هؤلاء الشلة يا شعبنا، فيمَ نفعهم للأمة؟
وفيمَ اختلافهم عن نموذج "أنصار الشيطان"؟
ولأجل ذلك سارع شيخهم لمشع فتواه بالخُمس، ورقّعها حينها بـ"خُمس الخُمس".
يستغبون ثلاثين مليون مواطن بترهاتهم بكل هذا الظلام من فكرهم اللا يمت بصلة لأي حاضر وقادم، وإلا فإن هذا الشعب كافر، وهذا الدولة لا يجب أن تكون.
إنهم جميعًا ملة واحدة. "أشداء على الكفار رحماء بينهم"، ونحن بنظرهم جميعنا كفار بنسب متفاوتة. الجماعات الدينية كلها دون استثناء تشبه بعضها، ولا تمت بصلة أبدًا لفكر الدولة ولمعنى المواطنة بأي شكل من الأشكال.
قد ينازعون "أنصار الشيطان" الحكم؛ لفرض مذهبهم فقط، لكنهم معًا ضد الدولة المدنية.
وكل هذا الطيف الديني الذين ترون يقفون ضد هذه الدولة المدنية.
لن تهد فكر شعبنا أكثر بعد الآن يا هدهد.
والشعب الذي يقبل بك يستاهل ما يحدث له.
لكن هذا الشعب من بين كل الركام قال اليوم: لا. "ما قد مر يكفي."