آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-02:34م

عن كتاب أسرار محاولة اغتيال الرئيس صالح الذي سحبه الإخوان من المكتبات

الثلاثاء - 07 مايو 2024 - الساعة 02:29 ص

يحيى اليناعي
بقلم: يحيى اليناعي
- ارشيف الكاتب


أصدر مستشار الرئيس صالح، أحمد الصوفي كتاب عن جريمة تفجير جامع الرئاسة بعنوان "تحالف القبيلة والإخوان..أسرار محاولة اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح".

كنت أعلم حينها أن جهاز المعلومات "مخابرات الإخوان المسلمين-اليمن" سيشتري الكتاب، ليسحبه من السوق، ولا يترك مجال للمزيد من الناس باقتنائه وقراءته.

أتذكر أنني حاولت الحصول على نسخة منه، ولكني لم أجد، فقد نفدت الكمية بسرعة.

كعادة جهاز المعلومات فإنه يخاف من أن يرتبط اسم الإخوان المسلمين بالعنف والفساد الأخلاقي، ولذلك فإنه مستعد لينفق كل ما فوقه وما تحته، وحتى كل ميزانية التنظيم الدولي، من أجل إخفاء أي وثيقة تفيد بعلاقتهم بالعنف أو الفساد الأخلاقي.

السؤال هو: لماذا خفتم من الكتاب وقمتم بشراء نسخ كثيرة منه كما لو أنكم تحاولوا سحبه من السوق، إن لم يكن للنظام الخاص وجهاز المعلومات علاقة بتفجير الجامع؟!

لماذا أخفيتم فضل صالح محمد ذيبان، وأنتم ونحن نعرفه ونعرف أنه إصلاحي إخواني؟!

وما هو دور السلاليين الذين يختبئون في ثوب النظام الخاص وجهاز المعلومات، في كل هذا؟!

حاليا، من الصعب الحصول حتى على نسخة إلكترونية من كتاب الصوفي.

مع ملاحظة أنه بإمكان المؤتمريين الآن طباعة الكتاب مجددا، وأن جهاز المعلومات سيحاول في كل طبعة أن يشتري أكبر كمية ممكنة من الكتاب.

لكن في النهاية هذا الأسلوب الغبي والمعتق لن يمنع وصول الكتاب لكل الناس، غير أنه قد يقلل من انتشاره.

نتمنى من إخواننا المؤتمريين أن يقوموا بتحميل نسخة إلكترونية منه على الإنترنت، لنطلع على ما ورد فيه من حقيقة أو غيرها، ونعرف لماذا خاف منه جهاز المعلومات.

اللافت هو أن إخواننا العفافيش كانوا فارحين بعد صدور الكتاب أنه الأكثر مبيعا..ومش عارفين إن جهاز المعلومات هو الذي يقوم بشراء الكتاب حتى تنفد الكمية.. لمصادرته وسحبه من السوق.

.............

بعض الشباب الضحايا المشاركين في جريمة جامع الرئاسة قالوا لهم إن التاريخ بعد اغتيالهم للرئيس صالح سيخلدهم مثل البطل القردعي الذي قتل الكاهن يحيى حميد الدين.

مش عارفين إن أزمة 11 فبراير كان مخطط لها من قبل بريطانيا وأمريكا والغرب لإعادة الشرذمة الإمامية الحوثية إلى صنعاء، والتمكين لإيران في الخليج والمنطقة العربية.

ثورة 26 سبتمبر اقتلعت الإمامة وأزمة 11 فبراير أعادتها..

هذا هو الفرق بينهما..

وهذا هو العمى والغباء المركب..أن تخدم عدوك وعدو الوطن واليمن والتاريخ خدمة العمر، وتضحي بالآلاف من أفرادك من أجله، وفي سبيل وصوله للسيطرة على صنعاء.

أن تبدد وتضيع جهود وتضحيات خمسون عاما هكذا..

ويا ليتها ضاعت هكذا في الفراغ، فقد ذهبت كلها لصالح الحوثي والإمامة.

لقد بدا الأمر كما لو أننا كنا نحطب كل هذه السنوات الطويلة في حبل الإمامة..

ثم وبمنتهى الغطرسة والعجرفة الفارغة كعادة كل الأغبياء على مر التاريخ تصر على أن تنكر الحقائق الدامية والمروعة التي تصفع وجهك كل يوم، وترفض أن تجري مراجعة فعلية ومحاسبة شاملة لا تستثني شيء ولا أحد كائنا من كان.

الغطرسة والمكابرة الفارغة لن تقودنا إلا إلى المزيد من الجحيم.

وهي ضعف في ضعف، وغباء في غباء، وفشل في فشل.

منطق العقل والرشد والقوة، ودرس التاريخ والحياة، يقول بأن الاعتراف بالأخطاء قاسي وصعب، وأن التصحيح والمحاسبة مؤلم للغاية، لكنه البداية الصحيحة للتعافي والرشد واستعادة القوة وزمام الأمور.

تأكدوا أنه لو استمرينا بنفس المنهج والأساليب والنظام الخاص وجهاز المعلومات، فإن النتيجة ولو بعد ألف عام ستكون واحدة..ستكون الفشل الذريع وتبديد الجهود والتضحيات وخدمة غيرنا.

منذ مائة عام وأنتم تجربون، وترفضون التغيير، وتتمسكون بكل قوة بذات المنهج ونفس الطرق والأجهزة والهيكلة والمنهجية والأفكار والرؤى، وفي كل مرة كان الفشل الذريع والإعدامات والسجون وإلقاء أفرادكم وأوطانكم في الهاوية، وخدمة أعداءكم وأعداء الأمة هو النتيجة الحتمية.

ولو استمر الجيل الذي بعدنا، والأجيال التي بعده لألف عام، من دون تغيير حقيقي ومراجعة حقيقية لكل شيء بلا استثناء، فإنهم لن يحصدوا إلا نفس الفشل الذي حصدناه نحن، والذي حصده من قبلنا، منذ عام 1928م إلى اليوم.

اقرأوا التاريخ لتعرفوا..

لكن من يعقل؟!

*ملاحظة: بدلا من الاستفادة من أي نقد، سينشغل جهاز المعلومات كعادته بالقول للإصلاحيين الإخوان إن كاتب هذا المنشور عميل للأمن القومي والعفافيش.

وأن هذا المنشور تأكيد على ذلك.

وأنه كان يلتقي في القاهرة بالعفاشي والإعلامي محمد الردمي، مع أن العزيز الردمي هو من منطقتي وقبيلتي "بني بهلول، خولان الطيال" ولا مشكلة عندي أبدا من اللقاء بأي شخص ما لم يكن حوثيا إماميا.
كل من يقف ضد المشروع الحوثي الإمامي الإيراني فهو شريك نضال، وعلى الرحب والسعة، سواء كان إصلاحي أو مؤتمري أو انتقالي أو سلفي أو أي شيء.