آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-11:54ص

الجمهورية والمذهب الزيدي

الخميس - 09 مايو 2024 - الساعة 07:04 م

أنيس ياسين
بقلم: أنيس ياسين
- ارشيف الكاتب


"الجمهورية" و"الزيد.ية" نقيضان وعدوان لبعضهما، الإيمان بأحدهما يلغي بالضرورة وينقض الآخر..
ولا يمكن أن يجتمعا في شخص واحد او مشروع واحد فيكون جمهوري زيدي، ويؤمن بالجمهورية والزيدية في آن.
ذلك أن الجمهورية هي حكم الشعب نفسه بنفسه. وبغير ذلك لا تكون جمهورية.
وأما الزيدية فهي الإيمان والتسليم بأن الحكم حق حصري على السلا.لة/ نسل البطنين، ومن نازعها هذا الحق، أو أنكره واعتقد بغيره فقد اختلت عقيدته وبطُل إيمانه. وهو بذلك لم يعد زيديّا بحال من الأحوال.

الزيدية ليست مجرد مذهب فقهي يعنى بمسائل العبادات والمعاملات، بل هي نظرية في الحكم، و"الولاية" عندها أصل من أصول العقيدة.. وهي بذلك مشروع سياسي سلالي عنصري يقضي بالحق الحصري في الحكم لذرية البطنين (السلالة)، ويوجب على كل من يعتنق المذهب الزيدي وليس من نسل البطنين (الحسن والحسين)، أن يدين بالولاء الطاعة لهذه السلا.لة وأن يبذل ماله ونفسه وولده وأرضه في دعم السلا.لة وحماية حقها في الحكم/ الإمامة/ الولاية.

والخلاصة: أن تكون زيديا فهذا معناه أنك قد آمنت ورضيت أن تكون ما حييتَ عبدا خادما وعكفيا مخلصا ومجرد سُخرة بيد المتوردين الطارئين على بلدك من أدعياء السلا.لة العلوية الها.شمية، وفي خدمة بني هشهش ومشروعهم الكهنو.تي الاستيطا.ني العنصر.ي الشركي الوثني النهبوي التدمير.ي الخبيث.

فكيف بربك أيها اليمانيّ الحر أن ترضى لنفسك هذه الدونية والعبودية بانتمائك للمذهب الزيدي.
وكيف بعقلك تغالط نفسك وتوهم غيرك بأنه يمكن الجمع بين النقيضين، فتدعي أنك زيد.ي جمهوري، أو جمهوري زيد.ي؟؟!

والخلاصة أن:
"الجمهورية" و"الزيد.ية" مشروعان لا يمكن -عقلا وواقعا نظريا وعمليا- اجتماعهما أو التقاؤهما إلا معركة وجودية، القضاء على أحدهما شرط لوجود الآخر.

"الزيدية" ليست جغرافيا، بل فكرة، مذهب ومعتقد ومشروع سياسي..
وأن تكون "جمهوريا" فهذا معناه بالضرورة أنك لم تعد "زيد.يا" على الإطلاق، بل وكجمهوري فإن أخطر عدو يشكل بقاؤه تهديدا للجمهورية هو المذهب الزيدي بمشروعه الجوهري الذي لا يمكن له أن يقوم إلا بهدم الجمهورية وعلى أنقاضها.