آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-04:45م

ألوية درع الوطن تغادر مربع الأسئلة

الخميس - 09 مايو 2024 - الساعة 11:52 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


اللواء الرابع في قوات درع الوطن الذي أثير حول تشكيلها الكثير من الغموض واللغط، لجهة تأسيسها ومهامها وتبعيتها لشخص رئيس مجلس القيادة ، أمس غادرت مربع الأسئلة لتقدم نفسها كقوة تتكامل مع القوات الجنوبية، وتخوض في جهد تشاركي المعارك معاً ضد سلطة الحوثي الإنقلابية.
أمس كسر اللواء الرابع لقوات درع الوطن، هجوماً حوثياً كبيراً في جبهة حيفان، محدثاً بين صفوف المليشيا خسائر كبيرة مجبراً إياها على الإنسحاب.
الحوثي يهرب من ضغوطه الداخلية إلى الأمام، أمام أي شيء:
أمام إفتعال بطولات ورقية لنصرة غزة ، أمام تقديم صورة فكاهية لقيادته المترهلة وهي تحمل السلاح ، أمام بيع الناس الشعارات كبديل عن إستحقاقات الراتب والخبز والحريات ، أمام إبادة أبناء تهامة بحجة التجسس، وأخيراً الهروب إلى الجبهات بحثاً عن نصر في الضالع والحد وكرش وحيفان.
ما حدث يوم أمس الأربعاء من أول إشراك لدرع الوطن في معارك على الجبهة الصواب، يعيد التفكير بضرورة تكريس كل الجهد التكاملي السياسي والعسكري، من أجل قضية واحدة: كسر الانقلاب ولاشيء آخر ، وإن كل هدر للطاقات والجهد العسكري، وتفريغها في فرعيات وثانوية الصراع ،هو فعل مجَّرم وطنياً، ويُسقِط أصحابه في وحل الخيانة.
الجميع بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق وقراءة الأولويات، بالوقوف مطولاً أمام مخرجات مثل هكذا فعل مشترك ، وماذا يعني تفويت الفرصة على الحوثي للإستفراد بكل جبهة وجماعة وفريق على حدة.
إستنزاف القوات الجنوبية في معزل عن الجميع، بتصميت غير مفهوم وغير مبرر لكل الجبهات ، هو إستقطاع من العنوان الرئيس في المواجهة، إسقاط الإنقلاب ، في ما رص الصفوف والفعل العسكري الموحد، يخرج البلاد بما فيها المشاريع السياسية للفرقاء من عنق الزجاجة، يفتح دروباً ويصنع بينهم لغة أكثر انفتاحاً وأقل عدائية.
إذا كانت قوات درع الوطن قد قدمت نفسها بصورة خارج تدافع الأسئلة الملتبسة حولها ، بإشتراكها في مواقع القوات الجنوبية وكسرها لهجوم حيفان ، فعلينا ان نحسب كم القوة المضافة في حال دخلت كل جبهة تعز معركة المواجهة، والإنتقال من شبهة التخادم بالصمت، إلى الشراكة في عملية إستنزاف وإضعاف وكسر الخطر المشترك الحوثي ، وعلى هذا الحال قس كل الجبهات.
تعضيد القوات الجنوبية هو نصر لمشروع التحرير ، وترك الحوثي يشن حربه ضدها في معزل عن وحدة التصدي ،هو خسارة للجميع مخصوم منه القوة، وبوابة لا تفضي سوى إلى طريق واحد الهزيمة ، هزيمة الوطن وتعطيل إسقاط الإنقلاب ، حيث ينبغي في مواجهة الحوثي تنفيس الإحتقان بل مغادرته كلياً بإسقاط الفواصل بين الشمال الجنوب.
فقط طريقان لسد الخلل وتصحيح المفاهيم :
للحرب جبهة موحدة من كل القوى ، ولخلافات مشاريع السياسة طاولة حوار.