آخر تحديث :الأربعاء-22 مايو 2024-01:17ص

اخبار وتقارير


تعصف بالضالع.. تأثيرات وتداعيات وخيمة لأزمة المياه

تعصف بالضالع.. تأثيرات وتداعيات وخيمة لأزمة المياه

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - 11:32 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - عدن

يعاني سكان الضالع، من تأثيرات وتداعيات وخيمة لأزمة المياه، الذين باتوا يفتقرون لأدنى الخدمات الأساسية، في ظل استمرار حرب مليشيا الحوثي ضد أبناء المحافظة.

وتشهد محافظة الضالع، انعدام الخدمات الأساسية فيها خاصة المياه التي تنعدم في مختلف مديرياتها، حيث تزداد معاناة المواطنين القاسية حتى باتت الأجيال أمام خطر كبير يهددها صحيا إثر هذه الأزمة.

ويفيد مصدر عامل في المؤسسة، بأن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في الضالع تواجه مشكلة رئيسية تتمثل في عدم ضمان مصدر مائي مأمون للاعتماد عليه في إمداد السكان بمياه الشرب.

و يعتمد سكان المديريات في الأرياف، لا سيما مديريتي الحصين والأزارق على الآبار الجوفية، لكن دراسات حديثة، أكدت أن حفر الآبار العميقة (الارتوازية) والتي تجاوز الحدود المسموح به طبيعياً، في ظل غياب القانون والإشراف الحكومي، قد عرض المياه الجوفية المخزونة في ثنايا الطبقات الصخرية المرتفعة تضاريسياً للاستنزاف والجفاف.

وتعد محافظة الضالع من أولى المحافظات التي تحررت من قبضة مليشيات الحوثي ، والتي لاتزال حتى الآن تقاتل على عدة جبهات، منها جبهة ضد الحوثي وجبهة باعتبارها معقل القادة الجنوبيين، وجبهة انعدام الخدمات العامة.

وتعاني الضالع من أزمة مياه مستمرة، حيث إن الوصول إلى الماء أصبح أمراً في غاية الصعوبة، يتحمل تبعاته المواطنين الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة لجلب المياه.

ونتيجة لشحة المياه في عدة مناطق بمحافظة الضالع، خاصة النظيفة، أصبح العديد من المواطنين معرضين لآثار صحية خطيرة بخاصة النساء والأطفال وكبار السن.

وهو ما حذر منه مركز ساوث 24 للأخبار والدراسات في جنوب اليمن، في بيان، من تأثيرات وتداعيات أزمة المياه في محافظة الضالع على السكان المحليين، وبالأخص النساء والفتيات، وامتداداتها الوخيمة لاسيما في الجانب الصحي.

وقال المركز في بيان، إن أبرز تأثيرات أزمة المياه في الجانب الصحي تتمثل بالحصين ومناطق أخرى، وانتشار أمراض حصوات الكلية، وحالات الوفاة في صفوف الفتيات والنساء جراء السقوط في الآبار ومن المنحدرات في الرحلة المضنية للبحث عن المياه.

‏وأكد المركز أنّ أزمة المياه في الضالع، تعد مأساة إنسانية متكاملة الأركان، وتهدد بتعميق النزاعات المحلية المسلحة على موارد المياه على المدى القريب المنظور، وزيادة الكلفة الإنسانية التي تتحمل النساء والفتيات النسبة الأكبر منها ويشمل ذلك الحرمان من التعليم والزواج المبكر والمشاكل الاجتماعية والأسرية المرتبطة بشكل وثيق بهذه الأزمة.

‏وأشار المركز إلى أن أزمة المياه في محافظة الضالع تتضاعف مع مرور الوقت في ظل التزايد المطرد في اعتماد السكان على المياه الجوفية، وغياب الحلول المستدامة لتوفير المياه، وثقافة الترشيد في الاستهلاك، والأساليب الناجعة لحصاد مياه السيول والأمطار.

ويأتي ذلك بالتزامن مع التغيرات المناخية وتبعاتها، وتناقص كميات الأمطار على البلاد والمنطقة بشكل عام، مقابل ثبات مستوى الإهمال الحكومي وتناقص التدخلات الإنسانية الخارجية على كل المستويات.

‏وطالب مركز ساوث 24، الحكومة اليمنية، ومنظمات الأمم المتحدة وشركائها المحليين، إلى التدخل العاجل للتعامل مع أزمة المياه في محافظة الضالع على كل المستويات، وحماية السكان وبالأخص النساء والفتيات من التداعيات الوخيمة لهذه الأزمة.

‏ووصى المركز كل من المجتمع الدولي والجهات المانحة، ومنظمات المجتمع المدني المحلية، والحكومة اليمنية، بتخصيص أموال لدراسات نوعية حول أزمة المياه، والتواجد في المناطق المتضررة، وتغيير النهج لمعالجة مشكلة المياه بشكل مستدام، ونشر الوعي حول الحصول على مياه آمنة وصرف صحي، وتخصيص ميزانية لمشاريع مياه مستدامة، وإجراء مسوحات للبحث عن مصادر جديدة للمياه، ومعالجة مشكلة الفلورايد.