آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:42م

فن وثقافة


العيد في تونس : استعدادات ترتبط كثيراً بالعادات والتقاليد

العيد في تونس : استعدادات ترتبط كثيراً بالعادات والتقاليد

السبت - 02 يوليه 2016 - 10:07 م بتوقيت عدن

- ساسي جبيل ((نافذة اليمن))

يعتبر عيد الفطر من أجمل وأسعد المناسبات التي يحييها التونسيون، كما في البلدان الإسلامية ‏الأخرى، حيث تكون الاستعدادات حثيثة، لإعداد الحلويات والمرطبات وبعض المأكولات، ‏وخاصة تلك التي توارثوها جيلا بعد جيل ترسيخا للتقاليد والعادات الغذائية، كما تزدهر مهن ‏بشكل كبير لتعم الفرحة والبهجة على الجميع. ‏

 

‏ وتبدأ فرحة عيد الفطر بتونس، قبل أيام من موعد مجيئه، حيث تمتد فيه الأيادي بالدعاء ‏ويقوم الناس بصلوات التهجد حتى انبلاج الفجر، كما يكثر الناس فيها من الأعطية والصدقات ‏وفعل الخير فضلا عن التبرك بها وإقامة أفراح الختان وكتابة عقود القران.‏

 

‏ وينطلق يوم العيد فجرا بـ”بوطبيلة” الذي يجوب الشوارع والأحياء التي ألفها وألفته وهو ‏يقرع طبل الإعلان حلول عيد الفطر المبارك ويهني الناس بمقدمة بمقابل مادي، عادة ما ‏يكون زهيدا، وغير محدد بقدر ما يكون هبة من المواطنين، وكل بحسب إمكاناته. ‏

 

‏”الشرمولة” عادة غذائية من أصل يوناني تغزو البيوت التونسية ‏

 

‏ ‏وما يشد في تقاليد وعادات التونسيين الغذائية يوم العيد، هو الاختلاف من جهة من أخرى ‏حول ما يتم طبخه من الأكلات على غرار “الشرمولة” التي تشتهر بها خاصة مدينة ‏صفاقس، جربة وجرجيس جنوب شرق البلاد ‏والعاصمة تونس.

 

‏ و”الشرمولة” هي أكلة شعبية، اشتهرت بها مدينة صفاقس، لها أسطورة تقول أن أصل هذه ‏الأكلة يوناني، وقد تحولت إلى تركيا و من هناك وصلت إلى شمال إفريقيا و تحديدا إلى ‏‏”صفاقس”، حيث أن مكتشفها وهو بحار يوناني تحطمت مركبته إثر عاصفة بحرية وغرق من ‏معه من رجاله ونجا بنفسه وبقي تائها تقذفه الأمواج هنا وهناك لمدة شهرين، وكان ‏سيموت من شدة العطش والجوع، فأخذ يبحث في مركبه عله يجد شيئا يسد رمقه ، فعثر ‏على كيس به عنب و بصل فوضعه تحت أشعة الشمس ليجف ذلك العنب و يصبح زبيبا ثم ‏قام بطبخه في قدر به ماء و أكله، وكان هذا البحار اليوناني يدعى “شارل مولا” ولذلك ‏سميت الأكلة بهذا الاسم مع التحريف في تركيبة الأحرف. ‏

 

تنوع غذائي في جهات مختلفة من البلاد

 

كما أن لجهات أخرى تقاليدها على غرار جهة الجريد، جنوب غرب البلاد التي عادة ما يطبخ ‏أهاليها يوم عيد الفطر “الفول” وتوزيعه على الضيوف، الذي من فوائده بحسب تأكيداتهم ‏تقوية المعدة وتهيئتها لما بعد الصوم، في حين أن جهات ساحلية مثل المنستير وسوسة، تتميز بطبخ الأسماك وتبادل الأطباق بين الجيران والأقارب والتنافس في إعداد ‏أشهاها‎.‎

 

‎ أما جهات الشمال الغربي، فإن الأهالي يعدون “المشكّلة”، وهي نوعية راقية من الحلويات ‏التقليدية، وهي عبارة عن بسكويت ممزوج بالفواكه وشبيه بـ “البوتي فور”، وكذلك ‏‏”البرزقان” وهي طبخة تجمع بين لحم الضأن والفواكه الجافة والحليب، ومرتبطة بالجذور ‏الاحتفالية بالزراعة وبخيرات الطبيعة‎.‎

 

‏ في حين أن جهة “بن قردان”، جنوب شرق البلاد والقريبة من الحدود الليبية، فهي تنفرد ‏بإعداد “العصيدة” وهي من الدقيق، وتكون ب”المعقود” وهي مرق بالقرع الأحمر واللحم، ‏حيث تجتمع العائلة الموسعة في منزل الأب أو الأخ الأكبر لتناوله مع أكلات أخرى أبرزها ‏‏”الكسكسي” الأكلة التونسية التقليدية المعروفة‎.‎

 

يشار إلى أن تونس كما في البلدان الإسلامية الأخرى، تعرف قبل أيام من ‏حلول العيد ، بحركة تجارية نشطة، حيث تنتشر في الأسواق تجارة بيع ‏الحلويات، فضلا عن متاجر الملابس والأحذية الجديدة التي تنتعش في مواسم الأعياد.