آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:48ص

منوعات


أمريكا: الزراعة الرقمية تغير خارطة إنتاج المحاصيل

أمريكا: الزراعة الرقمية تغير خارطة إنتاج المحاصيل

السبت - 20 أغسطس 2016 - 04:01 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن | وكالات:

يسعى المختصون في تكنولوجيا الزراعة إلى إطلاق نظم مبتكرة تتيح للمزارعين الحصول على بيانات أحوال الطقس وخصائص التربة من قاعدة بيانات لتطوير وإنتاج محاصيل متنوعة في أي بقعة من البلاد وربما في العالم أيضا.
ويجتهد خبراء الأنظمة المعلوماتية لتنسيق جهودهم لرقمنة القطاع الزراعي، في مسعى منهم إلى الحد من موجعة الجوع المفزعة والمترافقة مع الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية.
ويأتي ذلك بينما يواجه المزارعون في مناطق عديدة من العالم واقعا مخيفا بعد أن باتت أحجام أراضيهم تصغر بشكل كبير وتآكلت تربتها بمقدار 1.5 مليار طن بسبب صعوبة التبنؤ بالطقس وتراجع نسبة نمو الأراضي.
ويحصد مزارعو الذرة في الولايات المتحدة على سبيل المثال قرابة 4 أطنان من الذرة لكل فدان، ولكن بأدوات قياس متطورة قد يتمكنون من حصد أعلى من ذلك بكثير.
لذلك، تتيح شركة المناخ الأميركية للمزارعين تطبيقا يسمى “مشاهدة الحقل” باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء، حتى يستغلوا جهودهم على النحو الأفضل لمضاعفة نسبة إنتاج المحاصيل في أراضيهم ولمساعدتهم على تجاوز المعوقات التي تعترضهم.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، مايك ستيرن لشبكة سي.أن.أن الإخبارية الأميركية إنه “في الظروف المثالية، فإن المزرعة تستطيع إنتاج قرابة 13 طنا من المحاصيل لكل فدان، ولكن في التسعين فدانا، كثيرا ما ينتج المزارعون حوالي أربعة أطنان فقط في الفدان”.
وأضاف “لذلك فإننا نتيح للمزارعين تقنية عبر الاستشعار عن بعد لإرشادهم عن الأماكن الأفضل في أراضيهم والتي بالإمكان الاستفادة منها أكثر من غيرها دون عناء”.
وتقدم الشركة خيارات التسعير لمختلف المستويات من هذه الخدمة بدءا من نسخة مجانية مع بيانات محدودة، إلى أكثر من 1500 دولار، وذلك اعتمادا على مساحة المزرعة والسمات المرغوبة من قبل صاحبها.
وعن مدى دقة هذه التكنولوجيا، يعتقد ستيرن أنه “يمكننا البدء بالزراعة على أساس متر بمتر بدلا من الزراعة على مساحة 80 فدانا على سبيل المثال. هذا ما نحاول فعله الآن”.
وتساعد هذه الشركة المزارعين، مثل كيث جينجيريش على رفع محاصيلهم باستخدام هذه التقنية. وقد استطاع على مدى العامين الماضيين رفع المحصول بنسبة 10 بالمئة من أربعة أطنان ونصف للفدان الواحد إلى حوالي خمسة أطنان للفدان.
ويتفقد هذا المزارع حقوله بشكل دوري يوميا للتأكد من أنه لا توجد مناطق حمراء جديدة وغير اعتيادية من خلال جهاز صغير يشبه جهاز لوحي إلكتروني، يمكنه حمله معه أثناء عمله.
وتعرض التقنية الجديدة لجينجيريش مشاهد مباشرة وبيانات لما يحدث في مزرعته، التي يبلغ حجمها 10 آلاف فدان سواء كان ذلك إصابة جرثومية أو وجود الكثير من المياه في منطقة معينة من المزرعة أو قلة وجود النيتروجوين
ويتوقع المزارع الأميركي بقاء هذه التقنية ونجاحها في المستقبل وقال إن “هذه التقنية تسمح لنا بتبديل مواقع القوى العاملة في المزرعة بشكل أفضل، بالإضافة إلى مراقبة الحقول لوقت أقل يوميا”.
وعززت الحكومة الأميركية التزامها بالزراعة والنمو الاقتصادي في الفترة الماضية عن طريق أنظمة جديدة لرصد فعالية جهود المساعدات وعقد اتفاقيات جديدة مع شركاء من القطاعين العام والخاص وتخصيص المزيد من الموارد للأبحاث الزراعية.
ويبدو أن اعتماد ابتكارات تدافع عن النظام الغذائي العالمي تدار بواسطة أجهزة الكمبيوتر وتأخذ في الاعتبار العوامل البيئية والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للمنتجات الغذائية أصبح أمرا لا مفر منه، في ظل الطفرة التكنولوجية المتاحة في أغلب القطاعات.
ويقول ماتسيس أورين، المسؤول في شركة إس.إيه.بي العاملة في برمجيات الأعمال العالمية، إنه بخلاف الزراعة التقليدية التي تعتمد على تراكم تدريجي للخبرات البشرية المتوارثة عبر الأجيال، فإن المزارع الرقمي يعتمد على تقنيات متطورة في المعلوماتية.
وتسهل وسائل الاتصال الحديثة للملايين من الناس استعمال الإنترنت وربط المزارعين بالزراعة الرقمية، وهو أحد المجالات التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) منذ سنوات.
وكان خبراء في مركز الأبحاث الزراعية في معهد ماساتشوستس التكنولوجي الأميركي قد طرحوا العام الماضي، فكرة استخدام نظام غذائي مفتوح تحت اسم “أوبن آغ” من أجل تطوير ما يعرف بالزراعة الرقمية.
ويطمح العلماء إلى تزويد كل مزارع في العالم بكمبيوتر شخصي يمكن عن طريقه التعامل مع البيئات المختلفة لنمو النباتات، ويأملون في تدشين منصة عالمية مشتركة بين المزارعين لحفظ وتنزيل صيغ كاملة عن الأجواء المناخية في أي جزء على سطح الأرض.
وقال كاليب هاربر، عالم الأبحاث الرئيسي لمبادرة الزراعة المفتوحة، إن “الحالة الراهنة للزراعة الشبكية متوقفة تقريبا. كل مجموعة من الباحثين لديها مركزها الصغير للمعلومات حول طرق الزراعة الحديثة مثل الزراعة في المخازن أو الزراعة العمودية”.
وأشار إلى أن الباحثين لا يتشاركون في هذه المعلومات “الخاصة جدا مع أحد خشية سرقتها. هذه هي المشكلة في هذا المجال حاليا. إنهم لا يدركون أهمية التعاون المشترك لإيجاد منصة مفتوحة لنظام زراعي جديد”.
وشهدت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لأساليب الزراعة الرقمية في الكثير من دول العالم على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين.