آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:56م

منوعات


مرضى التوحد قد يشكلون ثروة لقطاع المعلوماتية في العالم

مرضى التوحد قد يشكلون ثروة لقطاع المعلوماتية في العالم

الأحد - 04 سبتمبر 2016 - 08:07 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن | وكالات:

قد لا يكون كوري ويس ماهرا في التعامل مع المجتمع، لكن تركيزه على التفاصيل يجعل منه أشبه بخبير لدى مؤسسة "مايند سبارك" الإلكترونية التي تستفيد من مقدرات هذا الشاب وأمثاله من المصابين بالتوحد وتؤمن لهم العمل والتقدير الاجتماعي.

ويقول ويس البالغ من العمر 27 عاما والذي شخصت إصابته بالتوحد منذ طفولته "أستطيع أن أرى أشياء لا يراها الآخرون، وهذا الأمر يدفعني لأدقق أكثر في التفاصيل وأكون أكثر تركيزا".

وبحسب منظمة "اوتيسم سوسايتي" الأميركية المعنية بمرضى التوحد، فإن 1 % من سكان العالم مصابون بهذا الاضطراب الذي يمكن أن يظهر بدرجات مختلفة.

فالمصابون به بشكل حاد يتجنبون النظر في العيون ويقلون من الكلام، ومنهم من يحسنون الكلام لكنهم يعجزون عن فهم المعايير الاجتماعية.

وتركز شركة "مايند سبارك" على النوع الثاني من غير المصابين بتأخر عقلي كبير. فاهتمام هؤلاء المرضى بالتفاصيل وقدرتهم العالية على التركيز هي ثروة في قطاع المعلوماتية، بحسب شاد هان أحد مؤسسي الشركة الناشئة.

وتوظف الشركة حاليا 27 مصابا بالتوحد كخبراء، منهم خمسة يعملون بدوام كامل، ويتقاضى البعض منهم 35 ألف دولار سنويا، حتى أن أكثرهم مهارة يصل راتبه السنوي إلى خمسين الف دولار.

وحسنت الشركة منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات عملها وآلية التوظيف المتبعة، ووسعت تدريجا قائمة الشركات التي تجري لها اختبارات على أجهزتها الالكترونية، فأصبحت القائمة تضم مؤسسة "فوكس نتوورك" الإعلامية وشركة التأمين "ليبرتي ميوتشوال". وفي الأيام القليلة الماضية بدأت تعرض خدماتها على الصعيد الدولي.

ويرى شاد هان أن ما تقوم به شركته يشكل "مثالا جيدا لإحداث تغير اجتماعي" وأن الشركات التجارية يمكنها أن تنجح في أعمالها وفي تحقيق مكاسب اجتماعية في الوقت نفسه.

وتقول ديزيريه كاميكا المسؤولة في مؤسسة "ماديسون هاوس اوتيسم فاونديشن" إنه "من المهم جدا أن تنشئ شركات التكنولوجيا بيئة تلحظ احتياجات المصابين بالتوحد، فمعظمهم غير قادرين على الحصول على عمل رغم أنهم قد يرغبون بذلك".

وتشير تقديرات لمجموعة "مايكروسوفت" أن 80 % من المصابين بالتوحد عاطلون عن العمل رغم أن كثيرين منهم يتمتعون بمواهب خارقة في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، وهي أطلقت العام الماضي برنامجا تجريبيا لتوظيف أشخاص منهم في دوام كامل.

كما تعاونت مايكروسوفت في ذلك مع مؤسسة دنماركية متخصصة تعاونت معها أيضا مجموعة "ساب" الألمانية العملاقة حين قررت في العام 2013 توظيف مئات المتوحدين في العالم.

وإذا كانت الشركات تتكبد عناء إعداد بيئة مناسبة للمتوحدين، إلا أنها تحظى بالمقابل بموظفين مهرة مخلصين في عملهم يقاربون المسائل بشكل مختلف عن باقي زملائهم.

وتقول يان جونستون تايلر مؤسسة شركة "ايفوليبري" الاستشارية التي تساعد المتوحدين "لدينا أشخاص من ذوي الكفاءات في الوقت الذي يشكو قطاع التكنولوجيا الأميركي في سيليكون فالي من نقص المهارات، لكنهم للأسف ما زالوا يرفضون توظيف المصابين بالتوحد فقط لأنهم أشخاص مختلفون".

لكنها تؤكد أن عددا كبير من الشركات توظف المصابين بالتوحد في مهن تتصل بالمعلوماتية، آملة أن يتسع الأمر لتفتح لهم وظائف على المدى الطويل وليس مجرد مهمات محددة.