آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:57م

ملفات


توتر بين الكويت وطهران عقب فبركة “فارس” الإيرانية لتصريحات ضد عاصفة الحزم

توتر بين الكويت وطهران عقب فبركة “فارس” الإيرانية لتصريحات ضد عاصفة الحزم

الثلاثاء - 13 سبتمبر 2016 - 11:26 ص بتوقيت عدن

- نافذة اليمن | وكالات:

نفت وزارة الخارجية الكويتية ما تداولته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية وبعض وسائل الإعلام، بشأن تصريح منسوب لوزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، حول اتصال بينه وبين نظيره السعودي عادل الجبير بشأن تغير موقف المملكة من الأزمة اليمنية.

وشددت الخارجية الكويتية في بيان لها، على أن الكويت تنسق مع السعودية ودول التحالف العربي لإعادة الاستقرار في اليمن وفق رؤية واضحة وحكيمة، وأن موقف الكويت – العضو في التحالف – ثابت في دعم جهود السعودية بإرساء السلام والاستقرار في اليمن.

وفي السياق نفسه، نفت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” أمس، أن تكون قد بثت خبرًا تناقلته بعض وسائل الإعلام ونسبته إليها، يتعلق بتصريح منسوب للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، يتضمن ما وصف بفحوى الاتصال الهاتفي مع وزير الخارجية السعودي.

وأضافت الوكالة أن الخبر تمت فبركته، موضحة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية حيال من تسبب في نشر تلك الإشاعة وترويجها.

توتر كويتي – إيراني

قبل عدة أيام، دعا مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي -في رسالة وجهها بمناسبة بدء موسم الحج- إلى إيجاد ما وصفه بالحل لإدارة السعودية لمناسك الحج، وذلك لما وصفه بالسلوك السعودي الظالم تجاه الحجاج، قائلًا إن “الحكام المثيرين للفتن، الذين ورطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء، عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله”، وهاجم رجال الدين في السعودية أيضًا، واصفًا إياهم بـ”المفتين غير الورعين، وأكلة الحرام الذين يفتون علانية بخلاف الكتاب والسنة”.

رد مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، جاء سريعًا وبقوة على تصريحات خامنئي، متهمًا إياه بـ”العداء للإسلام”، والتحدث من منطلق الخلاف مع الطائفة السنية، وقال آل الشيخ، في تصريحات لصحيفة “مكة” السعودية، إن تهجّم خامنئي على السعودية وطعنه في إجراءاتها الخاصة بموسم الحج “أمر غير مستغرب على هؤلاء”، وأضاف: “يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم، وتحديدا مع أهل السنة والجماعة”.

الكويت بدورها رفضت التصريحات الإيرانية، حيث رفض مبارك الخرينج نائب رئيس مجلس الأمة الكويتى التصريحات الإيرانية غير المسئولة تجاه السعودية، رافضًا تصريحات خامنئي وروحاني ورفسنجاني التي تعرضت للسعودية ولدورها الكبير في خدمة حجاج بيت الله الحرام.

وأكد الخرينج أن تصريحات المسئولين الايرانيين غير مقبولة ومرفوضة جملة وتفصيلًا، ولا يمكن لأي عربي أو مسلم يقبل هذه التصريحات التي لا تخدم إلا أعداء الإسلام ولا تنسجم مع حسن الجوار والعلاقات التاريخية بين دول المنطقة، وتزيد الخلافات السياسيه وعدم الثقة بين إيران ودول الخليج العربي، مؤكدًا على أن إيران ومسئوليها دأبوا بين فترة وأخرى على إطلاق التصريحات الاستفزازية والتحريضية تجاه دول مجلس التعاون وبالأخص المملكة العربية السعودية، مخالفة بذلك كل الأعراف السياسية والعلاقات بين دول المنطقة مما عمق الخلافات السياسية بينها وبين الدول الخليجية، وزاد من الاحتقان السياسي معها مما أعطى الانطباع لدى قادة وشعوب دول الخليج العربي بأن مصدر التوتر والقلق في المنطقة هي إيران بتدخلها في شئون دول الخليج العربي الداخلية.

وأشار نائب رئيس مجلس الأمة إلى أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن معتمرين وحجاجًا واضح للعيان، ولكل منصف عادل يقدر ما تقوم به المملكة من جهد كبير في سبيل سهولة أداء المناسك وحماية ضيوف الرحمن من العبث بأمنهم، كما تريد إيران فعله في الحج من تسييس لفريضة الحج والقيام بأعمال خارجة عن نطاق مناسك الحج المعروفة شرعًا، والتي هي مرفوضة من كل الدول الإسلامية ومن حجاج بيت الله الحرام، معبرًا عن تأييده لكل الإجراءات والترتيبات التي اتخذتها المملكة لتأمين حجاج بيت الله الحرام وحفظ أمن الحرمين الشريفين، من عبث اإران وغيرها ممن يريدون تعكير صفو مناسك الحج بشعارات ليس لها صلة بالحج.

موقف الكويت من عاصفة الحزم

يُشار إلى أنه في 26 مارس 2015، أيد أغلبية أعضاء مجلس النواب الكويتي البالغ عددهم خمسين نائبًا، مشاركة بلادهم في توجيه ضربات عسكرية لمواقع الحوثيين في اليمن، مؤكدين أن هذه الضربات تساند الشرعية باليمن وتحفظ استقرار منطقة الخليج، فيما عارض النواب الشيعة بالمجلس – وعددهم تسعة – هذه المشاركة واعتبروها مخالفة للمادة 68 من الدستور الكويتي.

في سياق متصل، وصف النائب ماجد موسى المطيري بدء عمليات “عاصفة الحزم” بالخطوة الشجاعة من قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحفظ أمن المنطقة واستقرارها، بعد ما أسماه بالانقلاب الحوثي في اليمن، ومضى المطيري يقول في تصريح صحفي لـ”الجزيرة نت”: “نحن في الخليج نقف مع قادتنا ونؤيد قرارهم، لأن الخطر دهم المنطقة وأحاط بنا، وكان لا بد من وقفة شجاعة من القادة، لأن النار المستعرة بالمنطقة اقتربت من حدودنا”.

ورأى النائب حمود الحمدان أن الموقف الخليجي جاء استجابة لاستغاثة الرئيس اليمني من “العصابات السياسية المتدثرة بالطائفية والتي استولت على مفاصل الدولة”، ومضى يقول “العصابات المدعومة بأسلحة حديثة وصلتها بحرًا من دول مجاورة عاثت باليمن فسادًا، وترجمت حقدها الدفين على الإسلام من خلال تفجيرها المساجد وحرقها الكتب الدينية، وكان لزامًا موقف خليجي لحماية المنطقة من عبث تلك العصابات”.

بدوره، قال رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الأمة النائب حمد سيف الهرشاني إن شعوب المنطقة تقف صفًا واحدًا خلف قياداتها الخليجية “التي لم تجد بدًا من وضع حد للحوثيين المدعومين من دولة التوسع”، وشدد على أن الانقلاب الذي حدث باليمن يؤثر على أمن الخليج واستقراره ويهدد منظومته.

وردًا على زعم بعض النواب بأن المشاركة الكويتية في “عاصفة الحزم” تخالف المادة 68 من الدستور، أوضح النائب جمال العمر أنه وفقًا لهذه المادة، فإنه لأمير البلاد أن يعلن الحرب الدفاعية بمرسوم، أما الحرب الهجومية فهي المحرمة، وشدد على أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي لا يتجزأ، وبذلك فإن قرار الحكومة سليم دستوريًا، حسب تأكيده.