وتعتبر قرية "الفاو" التاريخية أحد أهم المعالم الأثرية القديمة وأكبرها التي يجري تأهيلها، منذ تم اكتشافها قبل عدة عقود، لتضم إلى الوجهات السياحية العديدة التي تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى تأهيلها.

القرية التاريخية، التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، تقع على بعد نحو 700 كم ‏جنوب غرب مدينة الرياض، وتطل على الناحية الشمالية الغربية للربع الخالي في نقطة تقاطع وادي الدواسر بسلسلة ‏جبال طويق عند ثغرة في الجبل يطلق عليها الفاو، وهي تقع على الطريق التجاري القديم ‏المعروف بطريق نجران -الجرهاء.‏
 
وحسب الهيئة العامة للسياحة في السعودية، يعتبر موقع "الفاو" من أهم المواقع الأثرية على مستوى الجزيرة العربية إن لم يكن على ‏مستوى العالم، لما يجسده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها من ‏مساكن وطرقات وأسواق ومقابر وآبار.‏
 
وكانت الفاو عاصمة دولة "كندة" التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية لمدة ‏تزيد على خمسة قرون، وكانت مركزاً تجارياً مهماً وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب ‏والنسيج، كما كانت عامرة بالمساكن والمخازن والحوانيت والفنادق، وبها أكثر من 17 بئراً، ‏واشتغل أهلها بالتجارة والزراعة.‎
 
ويعج الموقع بالعديد من المعالم الأثرية، حيث يحتضن عدداً وافراً من التلال الأثرية ‏المنتشرة في الموقع، والقصر والسوق، وعثر بالموقع على مجموعة من المجسمات ‏البرونزية التي أعطت بعداً حضارياً جديداً، إضافة إلى المقابر المتنوعة في أشكالها، ‏والكتابات التي وجدت بالحرف الجنوبي المسند، كما تم العثور على قطع أثرية في ‏الموقع يجرى ترميمها حالياً.
 
وتقول هيئة السياحة، إن مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري، يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الثقافية ‏والاجتماعية والاقتصادية، ومنها تأهيل موقع "الفاو" ليكون معلماً تاريخياً وشاهداً حضارياً ‏يمكن زيارته، وأن يلعب الموقع دوراً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً في منطقة الرياض ‏ومحافظة وادي الدواسر، علاوة على عرض المكتشفات الأثرية للدارسين والباحثين ‏والمهتمين بالتراث الثقافي وزائري المنطقة، ودعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل ‏جديدة.