أظهرت دراسة حديثة أن مجسات مضيئة صغيرة سمحت بتحسين مستويات الدقة في جراحات السرطان لدى الفئران، عبر مساعدة الجراحين في سحب كل الخلايا السرطانية من دون المساس بالخلايا السليمة.
وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "نيتشر بيوميديكل إنجينيرينغ"، أن الجراحين يستعينون في شكل متزايد بتقنيات التصوير لرصد مواضع الورم بدقة، لكن أوراماً خبيثة كثيرة يصعب رصدها بالتصوير العالي الدقة، نظراً إلى أن الخلايا السرطانية موجودة بنماذج مختلفة تتباين في الشكل والتركيبة البنيوية.
وتفتقر تقنيات التصوير المستخدمة حالياً إلى الحساسية، ما يمكنها جعل أنسجة غير سرطانية تبدو مشعة، خصوصاً بالنسبة إلى تلك المزودة بنشاط أيضي مرتفع مثل النسيج الشحمي البني، وهو نوع من الدهون موجود لدى الثدييات.
ونجح فريق الباحثين في مركز "ساوثويسترن ميديكل سنتر" التابع لجامعة تكساس في تخطي هذه الصعوبة، من خلال تطوير مجس صغير للغاية يشع فقط عند الاحتكاك بالأورام التي تتسم بمستوى حموضة أعلى بقليل من الأنسجة السليمة. هذا المجس الصغير الذي تم حقنه تحت الجلد لدى فئران تعاني من سرطان في الثدي أو في الأغشية المخاطية في الرأس والعنق، أتاح كشف عقيدات سرطانية يقلّ قطرها عن ميليمتر واحد مع تفادي إصابة خلايا سليمة.
وقال المختصّ بطب الأنف والأذن والحنجرة، باران سومر، في مركز ساوثويسترن الطبي التابع لجامعة تكساس وهو أحد منسقي الدراسة، أن "تصنيع هذه المجسات الصغيرة بسيط نسبياً وتكلفته معقولة"، مشيراً إلى دراسات ستجرى على البشر في مطلع العام المقبل أو في أواسطه.
المصدر : الحياة اللندنية