آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:48ص

غرفة الصحافة


تعرف أخر نصيحة قدمتها إيران للميليشيات في صنعاء

تعرف أخر نصيحة قدمتها إيران للميليشيات في صنعاء

الثلاثاء - 16 مايو 2017 - 11:02 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - العربية.نت

توقف الشاب اليمني حمود. م (27 عاما)، وهو يسد أنفه بالشال الذي يطوق عنقه من روائح #القمامة المتكدسة أمام إحدى الكتابات الجدارية التي رسمتها ميليشيات الانقلاب في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، وتزعم فيها أن وباء الكوليرا "هدية أميركية" من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ينفجر حمود بالضحك الممزوج بالألم والسخرية، ويقول لـ"العربيةنت": "لم يشاهد الحوثيون وهم يرسمون هذه الجدارية أكوام القمامة أو يشموا روائحها ليعرفوا أنهم سبب تفشي وباء الكوليرا التي تساعد على انتشارها القذارة في الشوارع وليس وهم أميركا".

ويتساءل بحزن، "ما هي هذه البلوى التي لحقت باليمن وشعبه ليكون هؤلاء الجهلة المسلحون بعقولهم المغيبة بأوهام الخرافات لقادتهم وسادتهم الحوثيين وكلاء إيران؟".

وأضاف "ماذا لو لم تتدخل السعودية وتقود تحالفا عربيا وتجهض مشروع الحوثي وصالح، ما الذي كانوا سيصنعون بنا كشعب يمني، من المؤكد أنهم سيعيدوننا إلى القرون الوسطى، وقد ظهرت بشائر الأوبئة والخوف والجوع في صنعاء والمناطق التي يسيطرون عليها".

عبارات الجداريات التي نشرتها ميليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية، عن سبب وباء الكوليرا قوبلت بسخرية واحتقار من اليمنيين الذين اعتبروها إهانة لعقول الناس ومحاولة فاشلة لتضليل الرأي العام بعد فشلها حتى في تنظيف الشوارع من مخلفات القمامة المتكدسة التي تتسبب بنشر الوباء بسرعة مع هطول الأمطار.

وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، تهكم بحدة من عبارات الانقلابيين حول الكوليرا التي قال إنهم يكتبونها في الشوارع وعلى الجسور دون حياء، ووصفهم بـ"كائنات البُوْيا".. وخاطبهم بالقول "من سيصدّق هذا الكلام؟! على من تضحكون يا أسوأ نكتة عرفها التاريخ!".

وأعلن الانقلابيون أن صنعاء "عاصمة منكوبة بوباء الكوليرا وفي حالة طوارئ صحية لفترة مؤقتة"، لكن وزارة الصحة في الحكومة اليمنية الشرعية ذكّرت بأن هذا الإعلان صادر عن جهة غير شرعية، واتهمت القوى الانقلابية وحربها على الشعب اليمني، بالتسبب بخلق بيئة غير صحية بل وجاذبة للكثير من الأوبئة الفتاكة وسببا لتفشيها في مختلف أنحاء البلاد.

وأفصحت مصادر مقربة من الانقلابيين بالعاصمة صنعاء لـ"العربية.نت"، أن مستشارين إيرانيين ومن حزب الله قدموا نصائح للحوثيين وصالح، باستغلال كارثة تفشي وباء الكوليرا، التي عملوا على توفير البيئة الملائمة لانتشارها، للضغط على المجتمع الدولي وممارسة الابتزاز باسم الإنسانية لتخفيف الضغوط بعد هزائمهم السياسية والعسكرية.

وأكدت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر هويتها، أن النصائح الإيرانية التي تحدث عنها قياديون في ميليشيات الحوثي أثناء اجتماعات "حكومة" الانقلابيين، ركّزت على أن المجتمع الدولي لن يتحرك لوقف العملية العسكرية المرتقبة من قبل الجيش الوطني والتحالف العربي بقيادة السعودية لاستعادة مدينة وميناء الحديدة غرب اليمن، إلا بكارثة إنسانية كبيرة وانتشار وباء الكوليرا فرصة مهمة يجب استغلالها.

ووفقا للمصادر، فإن ميناء الحديدة يُعتبر بالنسبة للانقلابيين وداعميهم مسألة حياة أو موت، باعتباره الرئة الوحيدة التي لا يزالون يتنفسون من خلالها بتهريب الأسلحة ونهب المساعدات الإنسانية والإغاثية، لاستمرار حربهم على الشعب اليمني.

وذكرت أن القائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء كرر بدوره النصائح بشأن استغلال وباء الكوليرا لاستعطاف المجتمع الدولي وابتزازه، أثناء لقائه مؤخرا رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" القيادي الحوثي صالح الصماد.

ودخل وباء الكوليرا في اليمن مرحلة خطيرة من الانتشار، مع ارتفاع الحالات المشتبهة بالإصابة إلى 11 ألف شخص خلال أسبوعين، بحسب أحدث البيانات، كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ضحايا وباء الكوليرا المتفشي في اليمن ارتفع إلى 180 حالة وفاة منذ أواخر شهر أبريل/نيسان الماضي.

وحذرت الأمم المتحدة من أن ما یقدر بنحو 7.6 ملیون يمني یعیشون في المناطق المعرضة لخطر انتقال الكولیرا.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، في بيان صحافي، أن عدم كفاية البنية التحتية للصرف الصحي، بجانب النزوح، وأماكن الإيواء والمستوطنات المكتظة يؤدي إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا من شخص إلى آخر.