آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:13ص

فن وثقافة


منسوجة "بايو" الأثرية تغادر فرنسا إلى بريطانيا لأول مرة

منسوجة "بايو" الأثرية تغادر فرنسا إلى بريطانيا لأول مرة

السبت - 20 يناير 2018 - 08:01 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / بي بي سي

علمت بي بي سي أن فرنسا وافقت على أن تعرض منسوجة بايو الأثرية، التي تعود إلى القرن الحادي عشر، في بريطانيا.

ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار إعارة القطعة الفنية خلال زيارته لبريطانيا يوم الخميس.

وقال ماكرون إن القطعة، التي تصف غزو النورمان لإنجلترا، لن تنقل قبل عام 2020.

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن المنسوجة ستخضع لاختبارات بغية التأكد من عدم إلحاق أي ضرر بها خلال عملية النقل.

وتصور القطعة الأثرية قصة غزو وليام الفاتح لإنجلترا، والتي بلغت ذروتها في معركة هاستنغز وهزيمة الملك هارولد عام 1066.

وتعرض فرنسا القطعة الفنية بصفة دائمة في متحف بلدة بايو في نورماندي.

ومن المتوقع أن يعلن ماكرون الإعارة المقترحة خلال اجتماعه مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي الأسبوع الجاري.

وقالت "التايمز" إن الاتفاق جرى بعد "أشهر من المحادثات" بين مسؤولين في لندن وباريس، غير أنه لم يُتخذ أي قرار بعد بشأن المكان الذي ستعرض فيه القطعة الأثرية.

ما هو أصل المنسوجة؟

ثمة جدل بين المؤرخين بشأن أصل القطعة التي يصل طولها إلى 70 مترا وارتفاعها 50 سنتيمترا.

وتشير أقدم كتابة عليها إلى أنها كانت ضمن متعلقات كاتدرائية بايو في عام 1476، غير أنه لا تتوافر أي معلومات أخرى عن كيفية صناعتها والسبب في ذلك.

ويقول متحف ريدنغ البريطاني، الذي يضم نسخة تقليدية من القطعة الأثرية، إنها ربما تعود إلى سبعينيات القرن الحادي عشر، وأنها أعدت بناء على تكليف من الأسقف أود، الأخ غير الشقيق لوليام الفاتح.

ويقول البعض إن فريقا من الراهبات في شتى أرجاء إنجلترا، وليس في فرنسا، ربما صنعوها في كانتبري.

وقال باحث في جامعة مانشستر عام 2012 إن تطريز العمل الفني "متناسق تماما"، الأمر الذي يشير إلى أن مجموعة عمل متخصصة في تطريز الأقمشة ربما صنعتها في نفس المكان وفي نفس الوقت.

ماذا تصف القطعة الأثرية؟

تصف المنسوجة أحداثا تتعلق باستيلاء النورمان على إنجلترا.

وتبدأ بقصة الملك إدوار، الذي تولى العرش في عام 1042، وتحكي قصة وفاته والجدل بشأن وريثه الشرعي.

وتولي العرش من بعده شقيق زوجته، في يوم تشييع جثمان إدوارد، في عام 1066.

ووصلت الأنباء إلى فرنسا، وزعم وليام، ملك نورماندي، أنه كان ينبغي أن يكون ملكا على إنجلترا كما وعده إدوارد.

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1066 التقى وليام الأول وهارولد الثاني في معركة هاستنغز، وهي واحدة من أشهر المعارك في تاريخ إنجلترا، وكان قوام جيش كل فريق بين خمسة آلاف و سبعة آلاف جندي

وقُتل آلاف الجنود في يوم انتهى بمقتل الملك هارولد الثاني.

ومثلت المعركة نقطة تحول تاريخية بعد أن أنهت فترة حكم الأنجلو ساكسون التي دامت أكثر من 600 عام.

أين عرضت المنسوجة؟

وضع نابليون القطعة الأثرية للعرض في باريس عام 1804، أثناء تخطيطه لغزو إنجلترا.

ثم عرضت في باريس للمرة الثانية في عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تعود إلى بلدة بايو.

ويأتي عرض ماكرون إعارة المنسوجة بعد فشل محاولات سابقة بهذا الصدد.

ويُعتقد أن طلبا سابقا كانت قدمته إنجلترا قبل تتويج الملكة إليزابيث عام 1953، كما تقدمت البلاد بطلب آخر بمناسبة مرور 900 عام على ذكرى معركة هاستنغز عام 1966.

واقترح البعض إمكانية نقل المنسوجة وعرضها في المتحف البريطاني.

هل يمكن نقلها؟

ستحدد الاختبارات إذا كان من الممكن نقل المنسوجة بأمان إلى بريطانيا قطعة واحدة أم لا.

وقال ديفيد موسغروف، من مجلة التاريخ لبي بي سي، إن حجم القطعة وعمرها وهشاشتها الواضحة تجعل النقل مثيرا للقلق.

لكنه أضاف لبرنامج "توداي" لبي بي سي راديو 4 أن النقل قد يمثل فرصة لإجراء بعض البحوث التاريخية المثيرة بشأن الأصباغ والأنسجة.