آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:48م

اخبار وتقارير


تفاصيل مبكية يرويها طفل أسرته الشرعية بعد أن اجبرته المليشيات على القتال .. حوار

تفاصيل مبكية يرويها طفل أسرته الشرعية بعد أن اجبرته المليشيات على القتال .. حوار
صورة تعبيرية

الأحد - 21 يناير 2018 - 02:35 ص بتوقيت عدن

- الحديدة - نافذة اليمن - خاص

أجرى "نافذة اليمن" حواراً خاصا مع الطفل الأسير "ع.ف.ظ" البالغ من العمر 12 عاما ليكشف كيف تم استقطابة وماهي العوامل التي أودت به وكيف كانت رحلته مع مليشيا الحوثي وكيف انتهت.

الحوار كاملاً :-

 

الاسم :ع.ف.ظ

العمر:12 سنة

ماهو السبب الذي جعلك تلتحق بجماعة الحوثيين؟

 

الدراسة..! أبي بعد ان خرج من سجن الحوثي بعد سنة ونص من اعتقاله بتهمة التخابر مع العدوان اجبرني على الدراسة بالقوة وأنا أكره التعليم وكانت هناك مشاكل عائليه زادت من الضيق والكرب فكنت لا أعلم إلى أين اذهب واهرب من واقع مرير شحيح المادية....

 

من الشخص الذي عرفك ودعاك إلى الالتحاق بهذه العناصر الإرهابية..؟

 

 

والله بعد ما اتقفلت الدنيا في وجهي وكنت اقضي معظم وقتي في الحاره "الحي" جاء وجلس بجانبي شخص يدعى "جميل التاج " من منطقة حراز المكنى ب" أبو حمزة " وسألني عن سر جلوسي هكذا لفترات طويلة منعزلا عن بقية الحي فشكيت له همي وبكيت أمامه ابحث عن بقعة في هذه الأرض تنسيني ما انا فيه مسح دموعي وقال لي: الحل عندي ساخذك لتدرس مع أولاد بمثل عمرك سناخذكم في مكان تتعلموه فيه منهج أنصار الله الذين يدافعون عن الإسلام وهناك سوف تحصلون على جميع احتياجاتكم ونعطيكم رواتب شهرية تصرفوا على أهلكم وسوف تستمر الدراسة لمدة 75 يوما وبعدها سيكون لك شأن عظيم في جماعة أنصار الله".

 

وتابع قائلا: كنت متحمسا بعد سماعي لكلامه وفرحان بأنني سوف اجلب المال إلى أهلي واقضي على تلك المشاكل فوافقت وقلت له متى اذهب ارجوك سجل اسمي فتبسم بوجهي قائلا لي : بعد صلاة العشاء تعال إلى مدخل الحارة سيكون الطقم بانتظارك.

رجعت إلى منزلي والفرحة تغمر قلبي وانتظرت متى يحين الوقت إلى الذهاب بفارغ الصبر ما أن جاء الوقت قلت لوالدتي سأذهب اشتري لي بسكويت ولم أخذ اغراضي وخرجت مسرعا إلى المكان الذي اتفقنا عليه ووجدت الطقم وعلى متنه ثمانية أطفال متقاربين الأعمار ولكنني لم أجد أبو حمزة سألت السائق قالي لي انه قد سبقنا إلى المدرسة فركبت الطقم وكان الصمت سيد الموقف وظل الطقم يمشي بنا نحو ساعة ونص كاملة بين شوارع وإحياء العاصمة إلى ان سلكنا خط فرعي مظلم لايوجد به إنارة لمحل او منزل وما أن وصلنا كنت ابحث عن أبو حمزة لكني لم أجد أثرا له.. فسألت سائق الطقم قالي لي ممنوع الكلام بدون إذن أنت هنا تسمع الكلام وتنفذ فقط.

 

وتابع قائلا : مكثنا ليلتنا الأولى في شعب برده قارس جدا وبدأ تنظيم المجاميع وتقسيمهم بعد تقيد بيانات كل منا كنت ابحث عن ذرة الفرحة بهذا الذي أراه لكنني لم أجد شيء يشجعني على البقاء بدء شخص يلقي علينا محاضرة استقبال لنا ويعرف بهذه الجماعة وقال لنا : انتم الآن تتبعون السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي سوف تمضون بتعليماته وتوجيهاته عبر شاشات مسطحة اذهبوا وناموا ومن يوم غدا الفجر سيبدأ التدريب الميداني وفي العصر ستستمعون إلى أول محاضرة للسيد..

 

وقال : كل منا ذهب يبحث عن بقعة دافئة للنوم في هذا الشعب الكبير لم استطع النوم على الأرض والبرد ينهش من عظامي ما أن جاء الفجر سمعت شخص يرش عليا ماء بارد ويصيح بمكبرات الصوت هيا انهضوا إلى التدريب قمت إلى طابوري وفي اليوم الأول تم تدريبنا على كيفية التعامل مع السلاح واكملنا التدريب في الظهر وريحنا أجسامنا قليلا وبدأت المحاضرة بعنوان المسيرة القرآنية كان المسؤل على المحاضرات القيادي المكنى بـ"ابو جرهم" كانت ساعتين محاضرة لـ"أبو جرهم" وساعة محاضرة لعبدالملك الحوثي ..وتم حشو أفكارنا بالقتل والذبح والعدوان وأمريكا وإسرائيل كانت محاضراتهم كلها بالقتال لم تحمل حرف للسلام بدأت اتحمس مع كلمات العوامل أثناء التدريب وزاد تحمسي عندما عرضوا علينا شاشة كبيرة فيها مجموعة ملثمين يذبحون أسرى حوثين يقولون لنا بصوت كبير انظروا إلى الدواعش كيف يقتلون مجاهدين المسيرة القرآنية انظروا إلى شرورهم وقبح أعمالهم بإخوانكم ...وبعد 15 يوما تم توزيع الأسماء حسب الجبهات وهنا تسالت المشرف أن أبو حمزة قال لي أن فترة الدراسة 75 يوما قال لي أبو حمزة استلم حقه قبل وصولك إلينا فلم أفهم ما يقصده قلت له هل سوف يعطي المال إلى أهلي ضحك بقوة وقال لي نعم ولكني بدأت أشعر بالخوف ..

تم نقلنا ليلا عبر الاطقم وظل يمشي الطقم قرابة الست ساعات إلى أن توقف الطقم وسمعت أفراد في النقطة يقولون اذهب بهم إلى مكان التسليح هناك عند القائد أبو تراب وصلنا بعد دقايق ونزلنا إلى داخل مزرعة واسعة وتم توزيع الأسلحة لنا وتقييد الأسماء مع رقم قطعة السلاح من نوع روسي دائرة 10 ثم تم التقسيم إلى أربعة مربعات كل مربع فيه أربعة فصائل كل فصيل يضم عشرين مقاتل وتم تعيين مشرف علينا من أبناء المنطقة وهنا تعرفت على المكان الذي ذهبنا إليه وكانت جبهة الساحل الغربي في إحدى المزارع الواسعة هذا ما عرفته من المشرف الأمني وكان يدعى أبو علي الذي أشرف على نقلنا بواسطة سياكل نارية جديدة وقمنا بحفر المتارس ثم جاء إلينا المشرف وأصدر توجيهات بطرد أصحاب المزارع وإحراق المواطير التي يستخدمونها في المزارع نفذنا الأوامر ومن ضمن التوجيهات إلا يتم التعارف والحديث بين المقاتلين وكنت حذر على أن لايعرفني الذي يقاتل في نفس فصيلتي وبعد مرور أسبوع جاء إلينا شخص ولديه اسطوانات لم أكن أعلم أنها ألغام وبدأ برسم خريطة وزرع هذي الألغام وقال لنا هذه الخارطة اتبعوها في تحركاتكم ولم تمر سوى ساعات وانفجر لغم بأحد المقاتلين عند الاشتباك مع رجال المقاومة تمزقت جثته إلى اشلاء ثم صاح آخر قائلا زرعوا الألغام لكي لانهرب من المواقع ...

 

وأضاف قائلا : اتبعت الخارطة فكانت خاطئة لكني توكلت على الله ومشيت بحذر لمسافة طويلة ثم أوقفت سيارة وترجيته أن يأخذني إلى خارج هذا المكان فاطلعني معه بسيارته ما أن وصلنا إلى نقطة تابعة لهم أوقفوا السيارة وقالوا لديهم بلاغ عسكري بهروب فرد بسلاحه وانزلوني إلى النقطة وتم ضربي واعتقال المواطن وأخذ سيارته بتهمة تهريب المقاتلين وتظليلهم لم اعرف عنه شيء بعد أن تم إرجاعي  بالقوة إلى موقع آخر وهناك وجدت الجرحى ينزفون وصوت صرختهم تدمي القلب وكنت خائفا وبدأت مواجهات مع مقاتلين المقاومة ما أن هدأت المواجهات أطلقت النار إلى السماء معلن استسلامي لهم وتم أخذ السلاح مني واخذي إلى المخا والتحقيق معي ومن ثم جاء يزورني أشخاص وتكلموا معي عن شر هذه الجماعات وأخذت تلفون أحدهم واتصلت إلى أبي باكيا أن يسامحني وأن يأتي لاخذي من هنا ...

 

كيف تعامل معك رجال المقاومة ...؟؟

انا لم أجد اطيب منهم وهناك فرق كبير بينهم وبين الحوثيين بالمعاملة والصراحة والأمانة والطيبة والنخوة والخوف عليا لصغر سني الحمدلله الذي لطف بي من شرورهم ومن الغامهم واشكر رجال مقاومة المخا واشكر الجميع الذي استقبلوني ضيفا عزيزا عليهم .