حالة من الغضب انتابت الشعب اللبنانى على مواقع التواصل الاجتماعى بعد نشر الإعلام الترويجى للفيلم الأمريكى الجديد «بيروت»، والمقرر طرحه يوم 13 أبريل المقبل بدور العرض العالمية بالتزامن مع ذكرى الحرب الأهلية فى لبنان، وهو من تأليف طونى جيلروى وإخراج براد أندرسون وبطولة جون هام وروزاموند بايك.
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى دعوات تطالب بمنع الفيلم، على اعتبار أنه يشوه صورة بيروت الحقيقية ويشكل تهديداً للتراث اللبنانى وثقافته، ودشن بعض اللبنانيين هاشتاج #BanBeirut يطالبون من خلاله وضع نهاية لمحاولة تسخيف الشرق الأوسط على اعتبار أن هوليوود تعيد كتابة التاريخ مستغلة ماضى لبنان دون رؤية حقيقية، على حد وصفهم.
حيث تدور أحداث الفيلم خلال فترة الحرب الأهلية فى لبنان وتحديداً عام 1982، ويرتكز الفيلم على قصة دبلوماسى أمريكى ويجسده جون هام الذى غادر لبنان عام 1972 بعد حادث مأساوى وقع فى منزله ونتج عنه وفاة زوجته، وبعد مرور 10 سنوات يتم استدعاؤه من قبل وكالة المخابرات المركزية للعودة إلى بيروت التى مزقتها الحرب الأهلية من أجل التفاوض مع قاتلى زوجته لإنقاذ حياة صديق قديم له.
ومن الأمور التى انتقدها أيضاً الشعب اللبنانى هو تصوير العمل خارج لبنان، حيث بدأ إنتاج فيلم Beirut عام 2015، واستمرت عملية التصوير طوال عام 2016 فى مدينة طنجة المغربية، وأدى هذا الأمر إلى غضب اللبنانيين لأن الفيلم تدور أحداثه حول بيروت وتم تصويره فى مدينة مغربية.
ولا تعد هذه هى الواقعة الأولى التى يتعرض لها الشعب اللبنانى للتشويه، والمطالبة بوقف عمل سينمائى، حيث سبق أن طالبوا بمقاطعة أفلام أخرى من قبل سلطات الرقابة فى لبنان، منها «ذا بوست» للمخرج ستيفن سبيلبيرج، لأنه يهودى الاصل وداعم أساسى لإسرائيل، وقد خصص ريع أحد أفلامه «لائحة شنيدلرز» لمساعدة حكومتها.
وكان قد حصل هذا الفيلم حينها على تصريح من الأمن العام اللبنانى يسمح بعرضه إلا أن اعتراض الشعب وحملة المقاطعة التى شنوها ساهمت فى تغيير رأيه، وكان الأمن العام اللبنانى قد منع منذ فترة عرض فيلم «ووندر وومن» لأن بطلته يهودية وفى الإطار نفسه، منع عرض فيلم «jungle» بعد مرور يومين على بدء عرضه فى صالات السينما اللبنانية لأنه يدور حول قصة واقعية لرحالة إسرائيلى.