الإنتقام : مشروع تكسير قرار "استعادة الدولة "

ا

في المواجهة مع الإنقلابيين الحوثيين : هل يصبح صوت الانتقام أعلى وأشد حماساً من صوت استعادة الدولة !!


لو كانت الاجابة بنعم ، وتحول الأمر على هذا النحو ، فلا شك أن الحوثيين سيجدون ما يسوقون به عدوانهم على الدولة وتزكية ما يجعل معركتهم مقبولة إجتماعيا.
الحرب التي تختفي فيها "الدولة" ويظهر فيها الإنتقام كعنصر محرك لسير المعركة تنتهي إلى نهايات تظل الدولة غائبة فيها إلى ما لا نهاية .

والحوثيون ، الذين اعتدوا على الدولة ، منتبهون لحقيقة أن معركتهم مع استعادة الدولة خاسرة بكل معنى الكلمة ، لذلك فانهم يصعدون على الجبهة الأخرى بمزيد من القمع والإجراءات التي كان من بينها قتل حليفهم القديم صالح .. وهي إجراءات تنم عن خطوات مدروسة لإكساب معركتهم مشروعية تاريخية ببعد إنتقامي يعزلها تماماً عن القضية الحقيقية المتعلقة باستعادة الدولة .

وسيتحقق لهم ذلك لو نجحوا في جر الآخرين إلى هذا المستنقع وإنتاج خطاب انتقامي مقابل حيث يختلط الحابل بالنابل وتضيع الدولة في "هيصة" هذا الخطاب المأفون بروح الإنتقام .

لا يجب أن نصفق لمثل هذا الخطاب لأنه ملغوم بثقافة داحس والغبراء ، وهو يوفر لمن اعتدوا على الدولة وصادروها فرصة الهرب من استحقاق وطني لا بد أن يتحملوا مسئوليته .