آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:13ص

منوعات


التواصل بوصفه تمزيقاً للنسيج الوطني للشعوب

التواصل بوصفه تمزيقاً للنسيج الوطني للشعوب

الإثنين - 14 مايو 2018 - 04:13 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / الحياة اللندنية

منذ 2016، مالت أجهزة الاستخبارات الأميركيّة إلى ترجيح مقولة أن التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية حصل بهدف شرخ الوحدة الوطنيّة للشعب الأميركي، وتالياً هزّ تمسكه بالديموقراطية. وعبّر عن ذلك بيان مشترك صدر عن مكتب مدير «الاستخبارات الوطنيّة» و «وزارة الأمن الوطني» بعيد تلك الانتخابات، جزم بأنّ روسيا كانت وراء هجمات الـ «هاكرز» على «اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي» (وهي تدير أعماله في الولايات المتحدة كلها)، والبريد الإلكتروني لمسؤوليها، في سياق التأثير في الانتخابات الرئاسيّة 2016. واعتبر البيان حاسماً بشأن التدخل الذي تمت الإشارة إليه منذ الفوز المفاجئ آنذاك لترامب، وتسرّب تلك الوثائق والرسائل الإلكترونيّة إلى «ويكيليكس» الشهير، الذي تولى نشرها، خصوصاً على الـ»سوشال ميديا».


وفي وقت قريب من ذلك، صدر تصريح عن جايمس كومي، المدير آنذاك لـ «مكتب التحقيق الفيدرالي» («آف بي آي»)، ألمح فيه إلى أنّ الروس نجحوا في التدخّل في انتخابات الرئاسة، ما يمهد، ربما، لتدخّلهم مجدداً في انتخابات الكونغرس 2018 والرئاسة في 2020، مع نشر الخلافات الداخلية وتعميم الفوضى السياسيّة.

وفي مطلع 2017، أفرج مكتب مدير «الاستخبارات الوطنيّة» عن تقرير سري يجزم بحدوث تدخل روسي في الانتخابات الرئاسيّة. وفي حزيران (يونيو) من العام ذاته، عاود كومي تأكيداته عن التدخل الروسي أمام لجنة تحقيق في الكونغرس، ما أفضى لاحقاً إلى إقالته على يد ترامب من التحقيق في شأن ذلك التدخل الذي يفترض أنه ساهم في وصول ترامب للرئاسة.

 


والأرجح أنّ ذلك التدخّل الذي ما زال أمر إثباته يهزّ المؤسّسة السياسيّة الأميركيّة، بل وصفه مشرّعون أميركيّون بأنّه «أزمة وطنيّة»، كرّس الـ «سوشال ميديا» سلاحاً غير متوقّع في حروب الفضاء السيبراني. وقبله، كانت التصوّرات الاستراتيجيّة لتلك الحروب ميّالة إلى إعطاء أولويّة للهجمات الشبكية، والفيروسات الإلكترونيّة، واختراق شبكات الاتصالات وغيرها.

عندما أقرّت الولايات المتحدة علناً استراتيجيّتها الأولى للحرب السيبرانية في العام 2015، رسمت الخطوط الحمر التي يؤدّي تجاوزها إلى اشتباك في الفضاء السيبراني (بل ربما تجاوزه) عند «البنية الحساسة»، وهي الشبكات الحكومية، والبنية الالكترونية للاقتصاد، والتهديد المباشر لحياة الناس، وشبكات القيادة والإدارة للجيوش الأميركيّة وما يشبهها. ويعني ذلك أن الـ «سوشال ميديا» صارت مساحة يفترض تحديد مدى علاقتها بالخطوط الحمر لحروب الفضاء الافتراضي.