آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:13ص

فن وثقافة


تعرف على سفيرة السينما اللبنانية الجديدة

تعرف على سفيرة السينما اللبنانية الجديدة

السبت - 19 مايو 2018 - 10:23 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - أ ف ب

اكتشفت نادين لبكي التي فازت مساء السبت بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، شغفها بالسينما تحت القصف خلال الحرب التي اجتاحت بلدها الا انها لم تكن لتتصور انها ستصبح يوما سفيرة للسينما اللبنانية في العالم.

المخرجة اللبنانية البالغة 44 عامًا كانت من بين ثلاث نساء رشحت أفلامهن إلى المسابقة الرسمية في الدورة الحادية والسبعين لمهرجان كان للسينما مع عملها الثالث الطويل “كفرناحوم”. وهي ثاني امرأة عربية ترشح في المسابقة الرسمية للمهرجان بعد مواطنتها هيني سرور العام 1974.

ونشأت لبكي التي وطأت السجادة الحمراء لمهرجان كان منذ فيلمها الأول الناجح “سكر بنات” العام 2007، في خضم الحرب اللبنانية 1975-1990 حيث كان النزول الى الملاجئ بسبب القصف من يوميات طفولتها.

وهي قالت في مقابلة مع وكالة فرانس برس “لم يكن بإمكاننا الخروج أو الذهاب إلى المدرسة كان الملل جزءًا من حياتنا وكانت الأفلام المتنفس الوحيد”.

وأضافت “أدركت يومها أن السينما تسمح لي باستحداث عالم متخيل بعيدًا عن الواقع الذي أعيشه”.

 

ولدت نادين لبكي في بيروت في العام 1974 وقد ورثت شغف السينما من والدها أيضًا.

وقالت مستذكرة “كان يخبرني كيف كان يمضي وقته وهو طفل في صالة سينما صغيرة كان يديرها جده وكيف كان يعشق رائحة بكرات الأفلام”.

وأضافت “لم يحقق حلمه بأن يصبح مخرجًا وأنا نشأت في هذا الجو”.

وقد حصلت على شهادة من معهد الدراسات السمعية والبصرية في جامعة القديس يوسف في بيروت وفاز فيلم التخرج الذي ادعته “11 شارع باستور” بجائزة الفيلم القصير في بينالي السينما العربية في معهد العالم العربي العام 1998.

وأكدت لبكي “لقد تعلمت في لبنان من مخرج يشكل مرجعا”.

إلى جانب زياد دويري (“بيروت الغربية” و”الصدمة” و”قضية رقم 23″) تعتبر  لبكي الأشهر بين المخرجين اللبنانيين في الخارج حاليًا.

وفي لبنان خطت مخرجات لبنانيات من أمثال هيني سرور ورندة الشهال صباغ وجوسلين الطريق قبلها.

لكن نادين لبكي تمييز عن غالبية المخرجين اللبنانيين الآخرين بأنها لم تدرس أو تقم في الخارج.

وبدأ نجمها يسطع من العام 2003 من خلال أفلام دعائية وخصوصًا فيديو كليبات لمغنيات لبنانيات أصبحن نجمات في العالم العربي من أمثال نانسي عجرم.

وقد تشجعت إثر لقاء بالمنتجة البلجيكية آن-دومينيك توسان على إعداد فيلمها الأول “سكر بنات” الذي شارك في “أسبوع المخرجين “في مهرجان كان.

ويروي هذا الفيلم الطويل الذي يتأرجح بين الكوميديا والدراما يوميات مجموعة من النساء في صالون تزيين في العاصمة بيروت. وقد حقق اكبر نجاح في تاريخ السينما اللبنانية في السنوات العشر الأخيرة.

وهي تتطرق فيه إلى كل المحرمات من خيانة زوجية ومثلية جنسية نسائية وترميم غشاء البكارة حتى. واستحالت أفلامها لسان حال هذه المخرجة الملتزمة.

وفي فيلمها الطويل الثاني “وهلأ لوين؟” الذي فاز بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو العام 2011، اختارت لبكي ان تندد بعبثية الحروب من خلال جهود نساء بلدة لبنانية يحاولن بشتى الطرق المبتكرة منع الرجال من الاقتتال ويذهبن الى حد الاستعانة براقصات كابريه أوكرانيات.

وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا مع بيع 350 ألف بطاقة على شباك التذاكر اللبناني وهو عدد قياسي فيما وصفته الصحافة الفرنسية بأنه “الفيلم الأكثر إثارة للحماسة خلال الموسم”.

وهي متزوجة من المؤلف الموسيقي والمنتج خالد مزنر الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم، ولها منه طفلان . وهي كتبت السيناريو العام 2008 عندما كانت حاملًا بطفلها الأول على وقع مواجهات طائفية في البلاد.

الحدس

في فيلم “كفرناحوم” يقاضي طفل غاضب والديه لأنهما جلباه إلى الحياة ويعبر عن استنكار المخرجة لوضع الأطفال المهمشين والمهملين.

وقد ترشحت لبكي إلى الانتخابات البلدية في العام 2016 على لائحة المجتمع المدني لكن الحظ لم يحالفها في مواجهة الأحزاب التقليدية.

وهي تنتفض عندما يلمح البعض إلى أنها تصنع أفلامًا ترضي الجمهور العربي مؤكدة أنها “تشغل حدسها”.

وردًّا على الذين يقولون إن رسائلها مباشرة لا بل ساذجة تقول “أتعمد أن تكون مباشرة لا أريد أن أرى النساء بعد الآن بلباس الحداد يشهدن على مقتل أطفالهن أمام أعينهن”.