آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

اخبار وتقارير


جرائم اختطاف الأطفال في تعز .. من المسئول؟

جرائم اختطاف الأطفال في تعز .. من المسئول؟

الإثنين - 16 يوليه 2018 - 04:07 ص بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن - خاص

أصبحت مدينة تعز مسلوبة الإرادة ممسوخة الهوية، وباتت أخبار الجرائم المرعبة من قتل وإختطاف وتحرش جنسي، تتصدر نشرات الأخبار وواجهات المواقع في مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والعالمية.

مدينة تعز كانت على موعد مساء السبت، مع واحدة من تلك الجرائم التي لم تكن لها وجود يذكر في المجتمع التعزي ،جريمة إختطاف مرعبة هزت أرجاء المدينة. جريمة مرعبة وفريدة في آن واحد، إذ أن ضحيتها كان هو البطل.

مصادر محلية أفادت لـ"نافذة اليمن" انه في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء السبت، نجأ الطفل رياض علي سيف، ذو الـ 13 عاماً بأعجوبه من محاولة اختطاف من قبل شاب ثلاثيني يقطن في نفس الحي الذي يسكن فيه عمار.

وأكدت المصادر أن حادثة اختطاف الطفل رياض علي سيف، كانت أثناء خروجه لشراء بعض حاجيات المنزل من بقالة الحي القريبة من منزله في حي عمار بن ياسر، وسط المدينة.

وأضافت أن المدعو خالد عباد، ترقب رياض أثناء عودته من البقالة إلى المنزل، بجوار أحد المباني، فما أن وصل رياض إلى القرب منه، مد يديه ووضعها على فمه. وتحت تهديد السلاح، حمله إلى غرفته الكائنة في نفس الحي.

وتابعت المصادر أن «رياض وبعد أن أخذه عباد إلى مسرح الجريمة، حاول أن يصرخ، لكن المجرم أشهر بوجهه السلاح مرة أخرى، مهدداً إياه بالقتل إذا لم يلزم الصمت، ثم قام بخلع ملابسه بالكامل، وتوجه نحو الباب ليتأكد من إغلاقه وأثناء توجه عباد للتأكد من إغلاق الباب، إنتهزها الطفل رياض فرصة للخلاص من المجرم، فحمل سلاح الجاني وصوب نحوه قرابة 19 طلقة نارية، أردته قتيلاً على الفور بحسب ما روته المصادر.

وأضافت أن رياض هرع بعد أن ألقى الجاني قتيلاً مضرجاً بدمائه إلى منزله، وهو يصرخ قتلت خالد عباد، وأخذ يسرد لهم القصة، وما هي إلا لحظات حتى فوجئت العائلة بوابل من الرصاص تخترق نوافذ منزلهم من قبل أفراد يتبعون الجاني خالد عباد، مشيرة إلى أن والد الطفل، اشتبك مع أفراد عصابة عباد قرابة نصف ساعة، وبعدها وصلت أطقم الشرطة العسكرية وتمكنت من فض الاشتباكات.

ولفتت المصادر، إلى أن «الشرطة العسكرية قامت بأخذ الطفل رياض ووالده وإخوانه للتحقيق في الحادثة، فيما لاذ أفراد العصابة بالهرب».

وتفاعل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع قضية عمار معتبريناها قضية دخيلة على مدينة تعز.
ورصد محرر "نافذة اليمن" بعض من تفاعل النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبر أحدهم بالقول "قضية الاختطاف في مدينة تعز، باتت اليوم عملية منظمة ومستمرة، بحيث لا يمرُ علينا شهر إلا وقصة اختطاف جديدة تفاجئنا، إما لطفلة أو لطفل والغريب بالأمر أن أخر حادثة "حادثة عمار" وقعت في مربع يسيطر عليه سيطرة كاملة حزب الاصلاح "الاخوان" الذين كنا نضن انهم فئة محافظة.

بينما يرى أخر أنه وبفعل الحرب الدائرة في المدينة منذ قرابة أربعة اعوام كانت كفيلة بأن تهدم ما بني على مدى عقود ظل المجتمع التعزي يفاخر بترابط نسيجه الإجتماعي، وتماسكه بقيمه وأخلاقه الثقافية الضاربة جذورها في عمق التاريخ.

ناشطوا حزب الاصلاح يرون غير ذلك فمنهم من اعتبرها لعبة سياسية وأخر استبعد بان يكون الطفل هو من قام بالقتل بينما أخر قال سالتزم الصمت.

محرر "نافذة اليمن" رصد منشور لأحد الناشطين التابعين لحزب الاصلاح في تعز يدعى عبدالحليم الحميري وهو يعتبر أحد القادة العسكريين لحزب الاصلاح قال فيه مشككا برواية الحادثة "الان قاتل خالد عباد سلم نفسه لشرطه لكن ليس المهم هاذا المهم ان في لعبه كبير لان القاتل المزعوم لخالد عمره 13سنه افتهملك ايش وقدهم بيرجعو القضيه قضيه شرف وان القاتل بيرجع ضحيه والمقتول بيرجع مدان لكن اعرفو شي الي زعمتم انه القاتل عمره 13وخالد عمره فوق الثلاثين اشتبكو خارج البيت واصيب خالد وصعد الي الدور الثالث لغرفه الشهيد محمد عباد لحق الطفل القاتل كما تزعمون انه عمره 13سنه تبع خالد الي غرفه الشهيد محمد وقتله واخد بندقه وتلفونه وغلق الباب بعد ماقتل خالد وخرج وروح".

وتابع الناشط الإخواني الحميري "استحو ماتدخل طيز الحمار كيف بتدخل راس انسان "في إشارة منه لرواية الحارثة" حد تعبيره.

وأشار مؤكدا ومدافع عن القتيل "من قام بقتل خالد انسان واعي راشد مش طفل لو ان الطفل قتل خالد كما تتدعون فلكل يعرف طفل قتل يالله يهرب من شده الخوف مش يشل البندق والتلفون ويلحق بلمغدور خالد لدور الثالث
لو كان الاطفال كذا يسوي وبهاذي القوه والجري اطالب بتشكيل كتيبه منهم لتحرير تعز
قتلتم خالد والان تريدون تشوهيه سمعته قبحكم الله يااندال. بحسب منشوره في صفحته بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك".

أما الناشط الاصلاحي والذي يسكن في نفس حي المقتول والقاتل "وجدي المقطري" فاكتفى بالقول "هاذا الطفل الي بسببه قتل خالد عباد الان شفت صورته بمنشور لكن يشهد الله هاذا اعرفه صوره ومانا داري انه ابن الزهراوي وانا اعرفه ولد خدوم هاذا مؤدب واخلاقه وتعامله يدل علي انه بن ناس محترم بكل ماتحمله الكلمه من معني .. لذالك سالتزم الصمت والحقيقه بتبان.
ويرى مراقبون بأن الدفاع المستميت لنشطاء الإصلاح على المجرم الذي حاول إختطاف برائة طفولة تعز ما هو الا مؤشر خطير لما تؤل اليه احداث مدينة تعز وماذا يخبئ لها المستقبل كون حزب الاصلاح مازال يجري وراء المناصب والوظائف في تعز لبسط نفوذه على أكبر مساحة جغرافية ممكنة من المدينة.

الجدير بالذكر أن مصادر أمنية في تعز أكدت لـ"نافذة اليمن" بأن الطفل رياض علي سيف، تعرض لعملية اختطاف وتحت تهديد السلاح، من قبل الشاب الثلاثيني خالد عباد، في حي عمار بن ياسر وسط المدينة وأن الحدث رياض سيف، والبالغ من العمر 13 عاماً، قد اعترف ومن خلال التحقيقيات الأولية، أنه أطلق وابلاً من الرصاص على عباد، بعد أن اقتاده إلى منزله محاولاً اغتصابه، موضحةً أن «الشرطة العسكرية باشرت النزول إلى مسرح الجريمة، واقتادت الحدث وأبيه واثنين من إخوانه بغرض التحقيق بالقضية».

وشهدت مدينة تعز وخلال الفترة القليلة الماضية سلسلة من جرائم خطف الأطفال، والتي نفذها أشخاص مجهولون لدواعي لا زال يكتنف بعضها الغموض، ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من الكشف عن هوية منفذيها، الذين لاشك أنهم عصابات متخصصة تتنوع غاياتها بين التشغيل والاعتداء الجنسي وبيع الأعضاء في ظل غياب الأمن وفوضى الفصائل لتتمكن هذه العصابات من زرعون الخوف والرعب بدلاً عنه لتمرير رغباتهم الأخلاقية.


مهتمون بهذا الشأن قالوا لـ"نافذ اليمن" إن توسع ظاهرة اختطاف الأطفال، سواء من الأزقة أو الأماكن العامة والخاصة، تعتبر ظاهرة مرعبة تهدد المجتمع، لا سيما بعد اتساع ظاهرة اختفاء الأطفال من الجنسين مؤكدين أن انعدام الوازع الأخلاقي والديني، وضعف التربية الصالحة والتوجيه التربوي، علاوة على الانحلال الأخلاقي الذي خلفته الحرب والمتاجرة بأرواح الأطفال الأبرياء، كلها عوامل مشتركة ساهمت في توسع الظاهرة بشكل كبير.