آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:00ص

اخبار وتقارير


تعثر جبهة نهم .. شفرة اللغز العسكري وورقة ضغط الإخوان .. تقرير

تعثر جبهة نهم .. شفرة اللغز العسكري وورقة ضغط الإخوان .. تقرير

الإثنين - 06 أغسطس 2018 - 09:29 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن - تقرير خاص

تعرف جبهة نهم بأقرب الجبهات إلى العاصمة صنعاء وأكثرها بطئاً وإثارة للتكهنات حيث تعد جبهة نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء كإحدى أشد الجبهات ضراوة بين مناطق الحرب في البلاد وأكثرها إثارة للجدل.

وتعتري جبهة نهم ظروف وتحديات والتي يعزى إليها سبب ما يصفه البعض بالتعثر في هذه الجبهة وقد وجدت التفسيرات والتكهنات والاتهامات طريقها إلى العديد من التقارير والتحليلات الصحافية والتغريدات في مواقع التواصل الاجتماع وتراكم بعضها فوق بعض حتى أصبح العديد منها بمثابة المسلمات في ذهن بعض المتابعين.

جبهة نهم ..شفرة اللغز العسكري الطويل

لقد ظلت جبهة نهم هي اللغز العسكري طوال فترة الحرب ودار حولها جدلا كبيرا فقد ظلت قوات الشرعية بعيدا عن التقدم الملفت وغالبا ما كان التقدم بطيء ولا يعبر عن نوايا وعن جدية في حسم المعركة وتعود هذه الأمور لعدة أساب لعل بعضها تلك التي أفصح عنها مسؤولون عسكريون بأنها تأتي وفق حسابات وأجندات سياسية وعسكرية لحزب الإصلاح.

وتقع مديرية نهم على امتداد 1841 كيلومتراً مربعاً وتعد من أكبر مديريات محافظة صنعاء مساحة وتحدها من الشرق والشمال محافظتا مأرب والجوف الواقعتين ضمن مناطق الشرعية ويخترقها الخط الأسود الرئيسي الرابط بين صنعاء ومحافظات شرق اليمن مأرب وشبوة وحضرموت والمهرة.

انتصارات بزمن قياسي..ما الذي حدث..

وصلت قوات الشرعية إلى مديرية نهم إثر سلسلة من المعارك الضارية امتدت من مركز محافظة مأرب وصولاً إلى مفرق الطريق بين الجوف ومأرب ثم ما يسمى بنقيل الفرضة الذي كان اقتحامه من قبل قوات الجيش والمقاومة التابعة للشرعية مسنودين بمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية في ديسمبر/ كانون الأول 2015 ماعد حينها إنجازاً عسكرياً بالغ الأهمية وغير متوقع بمعايير الزمان والمكان قياساً بالمعطيات الميدانية التي كانت سائدة في العام الأول للحرب.

ما يقارب 600 من مقاتلي الشرعية كانوا جديرين بتحقيق هذا التقدم القياسي عبر جبال شاهقة الارتفاع على امتداد 8 كيلومترات تسمى جبال قرود وهي سلسلة جبلية شديدة الوعورة غير مأهولة بالسكان ولا يوجد بها أية طرقات رئيسية أو فرعية وقام المقاتلون بصعودها مشياً على الأقدام.

ويتفاخر العديد من المقاتلين في قوات الشرعية بجبهة نهم بهذا الإنجاز العسكري ليتمكنوا بعدها من مباغتة مقاتلي المليشيات الحوثية  والسيطرة على معسكر الفرضة في فبراير/ شباط 2016 وعلى تلال عديدة وصولاً إلى قمة جبل المنارة المطل على العاصمة صنعاء والذي تم الاستحواذ عليه منذ أغسطس/آب من العام نفسه.

ويفيد الجنود بأن المقاتلين الـ600 الذين نفذوا الالتفاف الهام عبر جبال قرود وكانوا سبباً في سيطرة الشرعية على فرضة نهم قضى معظمهم في معارك تالية وبينهم 40 جريحاً إصابات 13 منهم مستدامة.

منذ ذلك الحين ظلت معركة نهم على وتيرة واحدة من الكر والفر بين مقاتلي الجيش الوطني  والحوثيين مع تقدم نسبي لقوات الشرعية لا يرقى لاعتباره حاسماً في مسار المواجهات مااثار الكثير من التساؤلات عن سبب تعثر هذه الجبهة بعد الإنجاز القياسي الذي تحقق ولماذا الآن تتوقف هذه الجبهة التي تعد أقرب الطرق إلى السيطرة على العاصمة صنعاء.

يتحدث سياسيون ومتابعون لـ"نافذة اليمن" عن قراءات ميدانية يتهمون فيها القيادات العسكرية المحسوبة على حزب الإصلاح بتعمد تأخير الحسم في هذه الجبهة أملاً في تقوية مركزه التفاوضي والحصول على ضمانات وتطمينات حول دوره في مرحلة ما بعد إسقاط انقلاب الحوثيين.

وفي تصريح لـ"نافذة اليمن" يقول احد القيادات العسكرية والذي يرفض الكشف عن اسمه ان  تضاريس المنطقة وفرت على القادة والجنود والذين لهم انتماءات حزبية لحزب الإصلاح تقديم تعليلات عديدة عن سر تأخر الحسم إذ يبررون صعوبة الوصول الى مواقع تمركز الجيش الحالية الا بشق الأنفس إلى جانب الامتداد الشاسع للجبهة على عرض 130 كيلومتراً من الميمنة المحاذية لمديرية أرحب وصولاً إلى الميسرة المحاذية لمديرية بني حشيش

نهم .. ورقة ضغط

يؤكد المحلل والباحث السياسي فيصل المحمودي لـ"نافذة اليمن" ان جبهة نهم ربما تستخدم كورقة ضغط من قبل قادة الإخوان وذلك كلما حصل ضغط عليهم من قبل الحكومة الشرعية او التحالف العربي من أجل مقايضات سياسية ونفوذ.

وكان ناشطون سياسيون وإعلاميون أكدوا أن مليشيا الحوثي قامت بسحب مقاتليها من جبهة نهم بالتزامن مع تصرفات حزب الإصلاح وايقافه  المواجهات بشكل كلي في تلك الجبهة.

وأوضح الناشطون ان مليشيا الحوثي سحبت عناصرها من نهم وارسلتهم الى الحديدة لادراكهم ان حزب الاصلاح ومقاتلوه لن يحركو ساكنا في الجبهة.

وكانت مصادر إعلامية تداولت ما اسمته اتفاق سري عقد بين الاصلاح والحوثيين تؤكده تصرفات مقاتلي الاصلاح في جبهة نهم.

وطالبت المصادر قيادة التحالف العربي بالتحقيق حول ما يحدث في جبهة نهم واسباب توقفها رغم ان الفرصة سانحة لتحقيق تقدم على الارض ضد المليشيات.

ويعتبر مراقبون ان مواقف قيادات الاصلاح من جبهة نهم ومأرب والجوف فيها الكثير من الخذلان للشرعية والتحالف العربي بسبب توقفها بالتزامن مع تحقيق القوات المشتركة انتصارات ساحقة في جبهة الساحل الغربي.

وتبقى السيناريوهات مفتوحة الان على كل الاحتمالات حيث وان هناك من يطالب الشرعية برسم خطط عسكرية جديدة والضغط على حزب الاصلاح لتحريك هذه الجبهة المتوقفة منذ اكثر من عامين ونصف.

عوامل مبهمة تعطي تفسيرات جلية لتأخر حسم جبهة نهم تجعل الحقائق واضحة وتؤكد التصنيفات الحزبية لمنتسبي قوات الشرعية في جبهة نهم إذ تتشكل ألوية الجبهة من مجندين محسوبين على حزب الإصلاح وحضور واضح لجنود وضباط سابقين في الجيش من ألوية اللواء علي محسن الأحمر.

ويتوزع الجنود ضمن لواءي المجد والنصر مع كتيبة خاصة يطلق عليها البعض كتيبة المؤهلات العليا معروف أن أغلب أفرادها من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه وقد قضى العديد منهم في معارك نهم.

تعثر الحسم ..معاناة ممتدة

وفي ظل تعثر الحسم وتوقف العمليات العسكرية في جبهة نهم فإن ثمة معاناة ممتدة سببها انقطاع الطريق الرئيس الواصل بين صنعاء ومأرب والذي كان يقطع في ساعتين وصار الآن يكلف المسافرين وسائقي شاحنات الغاز والوقود والبضائع والمحاصيل الزراعية الوافدة من مأرب إلى صنعاء والعكس عشر ساعات على الأقل عبر الطريق البديلة التي تمر من مأرب إلى محافظة البيضاء ومنها إلى محافظة ذمار ومن ثم صنعاء.

ومن يزور قمة جبل المنارة بنهم سيكون المنظر لافتاً إذ تظهر للعيان سلسلة جبال عيبان المحتضنة لصنعاء من جهة الغرب ما يعني أن العاصمة صارت هدفاً مرئياً لقوات الشرعية في هذه القمة والى الشمال يظهر جبل ضِين المشرف على مطار صنعاء من جهة محافظة عمران كما يرى بوضوح نقيل بن غيلان البوابة الشرقية للعاصمة والذي يحول هو والجبال المجاورة له دون رؤية شوارع صنعاء وأحيائها من تلك القمة.