آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:20ص

اخبار وتقارير


انشقاق المراجع الدينية الزيدية عن الحوثيين لهذا السبب

انشقاق المراجع الدينية الزيدية عن الحوثيين لهذا السبب

السبت - 18 أغسطس 2018 - 07:46 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن

 

تعيش ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً في اليمن حالة من الشتات والضياع والاضطراب في أوساط قياداتها من الصف الأول، نتيجة فشلها في الميدان، وتلقيها ضربات عسكرية موجعة خلال الأشهر القليلة الماضية، على أيدي قوات الجيش اليمني والمقاومة المشتركة المسنودة بقوات التحالف العربي، ما دفع مراجع دينية زيدية إلى الانشقاق عن الميليشيات بعد تأييدها لها بداية الانقلاب.

ففي حين تواصل قوات الجيش والمقاومة المشتركة تحقيق مزيد من المكاسب على الأرض في جبهات الساحل الغربي وصعدة، تزداد حالة الاضطراب في صفوف ميليشيات الحوثي وقياداتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفي مقدمتها العاصمة اليمنية صنعاء، حيث ظهر ذلك جلياً من خلال انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي الأمني في المدينة، إلى جانب استفحال الخلافات بين القيادات الحوثية التي طالت هذه المرة أحد مراجعهم الدينية.

وقالت مصادر محلية في العاصمة إن عناصر ميليشيات الحوثي اعتدت على المرجع الزيدي يحيى الديلمي، على خلفية انتقاده ترديد شعار «الصرخة» داخل أحد مساجد العاصمة، وسبق الاعتداء حملة تحريض واسعة من قبل عناصر الحوثي ونشطائهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء موقف الديلمي الرافض لشعار الميليشيات بعد وصول الحالة المتدهورة لجميع نواحي الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وعلى رأسها العاصمة صنعاء، كما يعد مؤشراً على انشقاق المراجع الدينية الزيدية عن الميليشيات، بعد تأييدها لها في بداية الانقلاب، وصمتها خلال الفترة التي تلت انتفاضة حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017.

وبدأ في الفترة الأخيرة ظهور دعوات من مراجع دينية زيدية في صنعاء وذمار رافضة للكثير من الأفكار والتوجهات التي تنتهجها الميليشيات، والتي عدوها دخيلة على المذهب الزيدي، إلى جانب انتقادهم الممارسات والسلوكيات الخاطئة لجماعة الحوثي وزعيمها، عبدالملك الحوثي.

ويتعرّض العلماء وخطباء المساجد كغيرهم من أبناء المجتمع اليمني للقمع والانتهاكات من قبل ميليشيات الحوثي، التي تحاول جاهدة فرض آرائها الفكرية والمذهبية المتطرفة بالقوة على كل من يخالفها.

وكان عدد من المراجع الدينية الزيدية، بينهم عبدالملك الوزير ومحمد مرعي، وقعوا أخيراً على وثيقة إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان اليمني، تطالب مجلس النواب بمناقشة أفكار توقف الحرب، وتدعو إلى إعادة الحياة إلى ما قبل الانقلاب في سبتمبر 2014، والعودة إلى حكم الدولة والجمهورية، ومساندة جميع الدعوات الدولية لوقف الحرب، وإيجاد حلول للسلام في اليمن، مشيرين إلى أن موقفهم جاء بعد تدهور جميع الأوضاع المعيشية والحياتية والسياسية والعسكرية والأمنية في البلاد نتيجة انقلاب الميليشيات، التي فشلت في كل شيء، وباتت تعمل لمصلحة عناصرها وقياداتها، تاركة الشعب يموت جوعاً، ويتعرض للعديد من المخاطر، وعلى رأسها الأمراض الفتاكة. وعمدت الميليشيات أخيراً إلى إلصاق التهم بالقيادات العسكرية الرافضة المشاركة في حرب الجماعة العبثية ضد الشرعية والتحالف، ومن تلك التهم أنهم يساندون الإرهاب و«الدواعش»، واتخذتها ذريعة لاقتحام عدد من منازل الضباط والقادة العسكريين في المناطق الخاضعة لسيطرتها في صنعاء وغيرها.

كما تعيش الميليشيات حالة من عدم الثقة بقياداتها، واعتدت أخيراً على عناصرها ممن ينتقدون قياداتهم التي خذلتهم في جبهات القتال، والتي كان آخرها الاعتداء على الجندي إبراهيم العقبي، في مديرية النادرة بمحافظة إب، بسبب منشور له ينتقد فيه اللواء عبدالحافظ السقاف، المعين من قبل الحوثيين مديراً لأمن المحافظة.

كما عمد رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، التابع للميليشيات الإيرانية، مهدي المشاط، بمساندة أحد قيادات التمرد الحوثي من صعدة ضد محافظ ذمار المعين من قبلهم، محمد حسين المقدشي، وإلغاء جميع قراراته المتعلقة بتغيير المشرفين في المؤسسات الحكومية، ومنهم مسؤول المنظمات وشؤون النازحين، منير عبدالملك المروني، والمسؤول المالي لصندوق التحسين والنظافة، إبراهيم عبدالملك المروني.

كما انعكست الحالة التي تعيشها الميليشيات، نتيجة استمرار الجيش في التقدم نحو معقل زعيمهم في صعدة وقرب خسارتهم لأهم المنافذ التي تمولها بالسلاح والمال والمتمثلة في الحديدة، على قدرتهم في المواجهات العسكرية وانهيارها، وفشلهم في إطلاق الصواريخ التي نجحت مقاتلات التحالف في الحدّ منها كثيراً.

وفي هذا الصدد فشلت الميليشيات في إطلاق صاروخ بالستي باتجاه الأراضي السعودية، وسقط في مديرية البقع في صعدة عقب دقائق من إطلاقه باتجاه نجران، كما عمدت الميليشيات أخيراً إلى استخدام المدنيين في مناطق التماس دروعاً بشرية، كما هي الحال في الدريهمي والحديدة في الساحل الغربي وحيران في حجة.

 

- الإمارات اليوم