آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

منوعات


اللون الأحمر يؤثر فيك؟ لعله يتفاعل مع جسدك ونفسك

اللون الأحمر يؤثر فيك؟ لعله يتفاعل مع جسدك ونفسك

الأحد - 16 سبتمبر 2018 - 10:01 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / بي بي سي

إنه اللون الأحمر. عندما تلحظه عين السائق تضرب رجله بسرعة البرق على فرامل السيارة للتوقّف، كأنما أمر مبرم صدر ولا مفر من الانصياع له فوراً. من لا يرتجف عندما تضيء «لمبة» البنزين أو الزيت في سيارته، باللون الأحمر؟ من لا يحب الورود الحمر؟

هل يفوق أثر اللون الأحمر أثر غيره من الألوان؟ لماذا؟ أسئلة بحثها بعض العلماء. عندما يعرف المرء إجاباتهم، يعرف لماذا يأتي كثير من السيارات الفاخرة بلون أحمر، وفق ما يعتقده كثيرون.

أشارت مجموعة من الدراسات إلى أنّ اللون الأحمر من الألوان المفضلة عند الناس، بمن فيهم لاعبو الفرق الرياضة ومقتنو السيارات. وتمتلك ظاهرة حب الأحمر والتعلّق به تاريخاً قديماً. ويحل ضيفاً على ثمانين في المئة من رايات وأعلام الدول كرسالة ترهيب وتحذير تذكّر بالدم، مع مصاحبة ألوان توحي بالسلام كالأخضر أو الأبيض.


في ذلك الصدد، يعتقد خبير الأصوات الألماني هوغو فاستيل من «جامعة ميونيخ للتقنية» أن الأمر يزيد على كونه مجرد لون، إذ توجد مصادر أخرى تؤثر في انطباعاتنا البصريّة عن السرعة.

ويعرب فاستيل عن قناعته بوجود انطباع سائد بأن السيارات أو القطارات ذات اللون الأحمر هي الأسرع، لدرجة أن مشاهدة قطار ذي لون أبيض توحي للكثيرين بأنه بطيء، خصوصاً عندما يمر في الريف.

ويعتقد العلماء بأن مشاهدتنا للألوان تُمثّل تجربة متعدّدة الجوانب. وفي أحد الاختبارات التي أجرتها «جامعة ميونيخ»، عُرضت على أشخاص صور لقطارات مختلفة الألوان، لكنها تتساوى في قوّة الصوت. وفي المقابل، شعر الأشخاص موضع الاختبار بتبدّل في قوّة الصوت كلما تغيّرت الألوان، بمعنى أن اللون أثّر في الانطباع الذي ولّده الصوت عن سرعة القطار.

الجسد له دور أيضاً

في ذلك الصدد يقول فاستيل: «تودّي المكوّنات الصوتيّة دوراً مهماً، لكن يجب على المرء إن يلاحظ إن الإنسان يراعي حواسه كلها. بقول آخر، إنّ الحواس هي التي تقول له إن القطار الأخضر هو الأكثر بطئاً والأحمر الأكثر سرعة».

في المقابل، لم تُشف تلك النتيجة غليل بعض الباحثين في شأن طريقة إدراك قوّة الألوان والأصوات في الثقافات المختلفة، مع ملاحظة أن الربط بين السرعة واللون الأحمر لا يقتصر على الأوروبيّين. وفي اليابان حيث يوجد أسرع قطار في العالم « شناكنزن» ذو اللون الأبيض والخطوط الزرقاء والحمر، يعتقد كثيرون بأنه لو كان أحمر اللون تماماً لكان أسرع!

ويعلق فاستيل ذلك بالقول: «هناك شيء مشترك بين الأشخاص الذين جرى اختبارهم في أوروبا وأميركا وآسيا، هو أن الأطياف الحمراء تولّد إحساساً بالسرعة الشديدة». وكذلك تظهر مطالعة بعض المواقع العلمية على الإنترنت، كـ «نايتشر» و «نيو ساينتست»، وجود دراسات مثيرة عن الآثار المتنوّعة للون الأحمر.

ويرى عالم النفس السويسري ماكس لوستشر أن تأثير الألوان في الإنسان يتجاوز البُعد النفسي، ليطاول أعضاءه وأجهزته الداخليّة. كما يعتقد لوستشر بأن الألوان في حقيقتها هي تموّجات فيزيائيّة تحمل طاقة خفيفة، وهي تدخل الجسم بتردّدات متنوّعة، ما يعطيها القدرة على التأثير حتى في الكفيف.

وتذهب الطبيبة الفرنسية إيفون دموبلسي إلى القول بوجود ما يثبت حدوث ارتفاعات طفيفة في القدرة العضليّة حين يتعرض المرء للونين الأحمر والأخضر، خصوصاً في الظلام. كما تورد دموبلسي أن أطباء الجيش الروسي لاحظوا أن عمل الجنود في غرف مطلية بالأحمر يرفع حرارة أجسادهم أثناء الشتاء ويبقيهم متحفّزين على الدوام.