دعوات المصالحة .. خارطة تحالفات تكشف صفقات الإخوان والحوثيين الخفية

عدن - نافذة اليمن : خاص

 

أزال تصريح توكل كرمان الناشطة الإخوانية مؤخرا القناع الذي كان موضوعاً على العلاقة بين الحوثيين والإخوان المسلمين باليمن (حزب الإصلاح) الذين رفضوا قتال الحوثيين منذ معركة عمران عند اجتياحها قبل 4 سنوات.

فيما كان قيادي حوثي كبير كشف سابقا عن ترتيبات لإعلان تحالف جديد بين الحوثيين من جهة والإخوان المسلمين من جهة أخرى.

وفي وقت سابق أكد قيادي في حزب الإصلاح ان خارطة التحالفات باليمن ستتغير في اشارة الى تحالفهم مع الحوثيين في حين دعا قيادات اخوانية يمنية جماعة الاخوان الى اعلان تحالفهم مع الحوثيين ضد التحالف العربي منذ أكثر من عام.

ويشكك الكثير من المراقبين في مواقف حزب الاصلاح الاخواني منذ بداية الحرب حيث لم يعترض الاصلاح على سيطرة الحوثيين على المحافظات اليمنية ورفضوا مواجهتهم في مختلف الجبهات حيث استخدموا الاحتشاد بالجبهات لتمويه التحالف العربي بأنهم يقاتلون فيما لم يحرزوا أي نصر يذكر منذ أربعة أعوام.

وكشفت مجريات الحرب وتطوراتها عن وجود تحالف سري وغير معلن بين الاصلاح الاخواني والحوثيين للعمل وفق اجندة واحدة و في مواقع مختلفة حيث يقاتل الحوثيين ميدانيا في حين يعمل الاصلاح من داخل الشرعية للإضرار بالتحالف العربي باشراف مباشر ودعم من قطر.

كرمان والمصالحة بين الإصلاح والحوثيين

وكانت الناشطة في حزب الإصلاح إخوان اليمن توكل كرمان دعت الى مصالحة وطنية في اليمن تجمع حزب الإصلاح والحوثيين وتشمل كافة الاحزاب اليمنية.

جاء ذلك خلال تغريدة لكرمان على حسابها بموقع تويتر قالت فيها:"أتطلع لمصالحة وطنية تضم الاصلاح والحوثيين وتشمل كافة مكونات الجماعة اليمنية على كلمة سواء تحفظ لليمن سيادتها في ظل نظام جمهوري ديمقراطي يعيش الجميع فيه متساوون احرار".

وتعليقاً على دعوة كرمان للتصالح مع الحوثي أكد عضو مجلس النواب عبد الرحمن معزب أن التحالف والتنسيق بين إصلاح قطر والحوثي موجود من تاريخه لافتاً إلى مؤامرة ضد المؤتمر والجيش واختراق التحالف واستنزاف للسعودية والخليج خدمة لإيران وقطر وتركيا.

وقال معزب في تدوينة على فيس بوك: "أخيراً اتضح الموقف وظهرت الحقيقة الإصلاحية توكل كرمان دعت علناً إلى إقامة تحالف إصلاحي حوثي معلن".

وتابع معزب قائلا "فقط تبادلوا الأدوار واخترقوا التحالف للقضاء على الجيش اليمني وقيادة المؤتمر وطوال أربعة أعوام وهم يحرضون العرب أن المؤتمر حوثي مجوسي وهم والحوثيون في غرفة عمليات واحدة واليوم ظهرت الحقيقة وكشفوا عن وجوههم الحقيقية وستتضح أكثر في العداء للمؤتمر وللتحالف".

وقال البرلماني عبدالرحمن معزب: "حالياً لم يظهر إلا الإعلان فقط وعبر الإصلاحية توكل بإيعاز كامل أما التنسيق فهو سابق".

وكانت مصادر إعلامية مطلعة كشفت عن اتفاق رعته قطر بين الحوثي والإصلاح لتجميد بعض الجبهات وتسليم مناطق ومواقع للحوثيين في البيضاء.

لقاء سري في عُمان :

بعد لقاءه بتوكل كرمان ومتحدث الحوثيين بدا القيادي الجنوبي فادي باعوم بحشد انصاره في عدن ضد التحالف.

وبإيعاز من نجل القيادي الجنوبي حسن باعوم (فادي باعوم) خرجت السبت في مدينة كريتر بالعاصمة عدن مظاهرة رافضة لتواجد التحالف العربي وذلك بعد لقاءه مع شخصيات كبيرة من جماعة الاخوان في تركيا وشخصية حوثية.

وتأتي هذه التطورات الميدانية داخل مدينة عدن بعد ان عقد لقاءً سرياً خلال شهر أغسطس في العاصمة العمانية مسقط وضم الناشطة الإخوانية توكل كرمان والمتحدث الرسمي باسم مليشيات الحوثيين محمد عبدالسلام إضافة إلى نجل القيادي الجنوبي حسن باعوم (فادي باعوم).

وأكدت مصادر سياسية مطلعة ل"نافذة اليمن" أن فادي باعوم تسلم 50 مليون دولار لتمويل عناصر داخلية حتى تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار اليمني وإن قطر تستخدم النشطاء أمثال توكل كرمان وفادي باعوم لترويج الأكاذيب والشائعات حول التحالف العربي لتصدير صورة غير حقيقية بالمواطن اليمني عن دور التحالف داخل اليمن.

و يعتبر حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير و استقلال الجنوب ونجله فادي باعوم من أكبر الأصوات الجنوبية المندد بالتحالف.

جماعتان دينيتان متطرفتان :

علق خبراء وسياسيون على خطوة التحالف الجديد بين الإخوان والحوثيين معدين ذلك بانها خطوة ليست مستغربة.

وفي تصريحه ل"نافذة اليمن" قال الكاتب والباحث السياسي ناصر الشعبي إنه ليس غريبا على حزب الاصلاح "الحركة الاخوانية في اليمن" ان تبرم صفقة مع ميلشيا الحوثي وهم من حطموا مؤسسات الدولة حتى تمكنت ميلشيا الحوثي من السيطرة على صنعاء.

وأضاف "الشعبي" بأن صنعاء لن تحرر في ظل وجود حزب الاصلاح في المعادلة وهم يراهنون على الوقت لتحقيق اهدافهم بالوصل للحكم ولا يخفى على اي متابع انتهازية واساليب حزب الاصلاح في المراوغة واللعب في الساحات الملتهبة من اجل مكاسب يحصلون عليها.

الناشط السياسي أحمد عبدالحق " يقول في تصريح خص به "نافذة اليمن" إن جماعة الاخوان وجماعة الحوثي جماعات دينية متطرفة يشكلان تهددا للسلم الاجتماعي الوطني وتهديد للسلم الاقليمي والدولي.

وأضاف "عبدالحق" أن الجماعتين لهما مشاريع مختلفة ومتعارضة ولا يمكنهم التعايش فيما بينهما او التعايش مع الاخرين.

وأوضح أن الجماعتين لن تتفقا الا على محاربة خصم مشترك وقد جمعتهما ساحة واحدة في ما تسمى ثورة 11 فبراير ويمكن ان تجمعهما اي عمل مشترك يستهدف مهمة التحالف في اليمن لكونهما يران ان دول التحالف تستهدف طموحاتهما ومشاريعهما التدميرية والإرهابية وتقف في مواجهة الدول التي تدعم انشطتهم كقطر وايران.

تأرجح تحالفات الإخوان :

تتأرجح تحالفات جماعة الإخوان في اليمن الممثلة في حزب الإصلاح من حين لآخر فبين التوجه للتحالف مع الرئيس اليمني الشهيد علي عبدالله صالح في تسعينات القرن الماضي.

وعمل الإخوان على تغيير البوصلة والتحالف مع الحوثيين قبل ما سمي بثورات الربيع العربي التي شهدت بعدها توترا بين الجانبين قبل أن يعود هذا التحالف إلى الواجهة مرة أخرى في مواجهة التحالف العربي ضد التمرد الحوثي لاسيما بعد العقوبات التي فرضتها الدول العربية ضد قطر بسبب دعمها للإرهاب.

ويؤكد الكثير من المتابعين للأزمة اليمنية أن الجماعة لطالما اعتبرها اليمنيون سرطانا في جسد اليمن يتحالف مع الحوثي لاستنزاف التحالف العربي والذي يستهدف تطهير البلاد من التمرد الذي شهدته البلاد في 2014 للسيطرة على صنعاء.

المحلل السياسي عبدالرحمن سالم يؤكد ل"نافذة اليمن" ان حزب الإصلاح (إخوان اليمن) يواصل مغامرته الخطيرة سعيا لقلب موازين المعادلة السياسية اليمنية لصالحه.

واضاف "سالم" أن الإخوان يلعبون على تناقضات عدة منذ اندلاع الحرب وانطلاق عاصفة الحزم إذ تمكنت قيادات الحزب الاخواني من الهروب من صنعاء عقب سيطرة المليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء دون أن يكلفوا أنفسهم حتى عناء الدفاع عن أبسط ممتلكاتهم الخاصة فضلا عن الدفاع عن الدين والعقيدة والارض والعرض.

ولفت "سالم" إلى أن الإخوان استغلوا تدخل التحالف العربي في اليمن ليلتحقوا في صف الشرعية محاولين تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من هذا التدخل.

تجميد الجبهات الإخوانية :

ويتحدث متابعون للشأن اليمني بأن خطط الإخوان لا تشمل القتال الفعلي على أرض الواقع فقد جثمت المقاومة الاصلاحية في جبهاتها طيلة الأربعة الأعوام الماضية دون أن تحقق ولو نصرا بسيطا على الميدان في مراوغات مكشوفة هدفها الاساسي الكذب على التحالف واستغلال دعمه لكسب مزيدا من المال والسلاح.

و يتهم مراقبون حزب الاصلاح إبرام الاتفاقيات السرية مع المليشيات الحوثية المتمثلة بعدم تعرض اي طرف للاخر بشكل جدي في معظم الجبهات التي يتقاتل فيها الطرفين وتبادل الأدوار في السيطرة على بعض التباب الصغيرة ومن ثم استعادتها مجددا لايهام التحالف بالقتال المستمر.

فيما يذهب آخرون الى ماهو أكثر من ذلك حيث تعمل قيادات إخوانية ببيع أسلحة التحالف للمليشيات الحوثية وهو الأمر الذي أكدت على صحته عدة وقائع تمثلت باكتشاف التحالف لبعض تلك الصفقات لعل آخرها ما تم اكتشافه في جبهة نهم قبل عدة أشهر.

ويرى المراقبون أن محاولات الإخوان العبثية لن تفلح في تحقيق مآربها ولن تمر بهكذا سذاجة على دول التحالف التي باتت تدرك جيدا ما يقوم به الإخوان من اعمال تنسف مجهودات عاصفة الحزم وتقوض مساعي احلال السلام في اليمن وتخدم أجندات اقليمية معادية للتحالف مستفيدة من الدعم اللامحدود الذي تقدمه قطر في سبيل تحقيق ذلك.

الدور الخفي للاخوان :

بدا دور حزب الإصلاح مكشوفاً منذ تقرير الأمم المتحدة الذي لم ينصف التحالف العربي باعتماده تقارير صادرة من منظمات تابعة للحوثيين وصادرة من منظمات ممولة من(إخوان اليمن).

وينفذ حزب الإصلاح خطة ممنهجة عبر كافة دوائره السياسية والإعلامية تركز على مسألة أولى وهي تفكيك تحالف الدول العربية وفشلت خطة الإصلاح والإخوان في تلك الحملة.

يقول المحلل السياسي "ياسين الحسني" إنه ومع تواصل المعارك في اليمن كل المؤشرات تؤكد أن الأجندة الحزبية هي الممانعة لذلك فالعمليات ما زالت مستمرة على جبهات نهم وميدي والبيضاء والجوف وتعز وحالة الجمود العسكري تبقى هي السائدة.

ويشير الحسني في حديثه ل"نافذة اليمن" إلى أن ما فعله حزب الإصلاح في تعز كان ابتزازا للتحالف العربي بحشد مسبرات جماهيرية كشفت وجهاً خائباً لتكسب حزب الإصلاح من معاناة السكان والمتاجرة الرخيصة بأرواح المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة في ظل تسلط جماعتي الحوثي والإصلاح.

حملة إعلامية ضد التحالف :

تسعى الدوحة لإفشال تحركات التحالف العربي ضد الحوثي عبر التقريب بين الأخير والإخوان وهو أمر جاء على خلفية التحول المفاجئ الذي طرأ على الخطاب الإعلامي لقطر نحو ملف اليمن بعد المقاطعة العربية وهو ما أثر على جماعة الإخوان في اليمن الذين أظهروا انحيازهم الواضح للدوحة.

وكانت جماعة الإخوان (حزب الإصلاح) في اليمن صعدت من حملتها الإعلامية ضد التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص بعد أن رفعت قطر الدعم المالي للحملة الإعلامية الداعمة للإرهاب في وقت تكشفت فصول جديدة من التواطؤ القطري في دعم الحوثيين.

وتشن وسائل إعلام موالية للإخوان في اليمن هجوماً حاداً على تحالف دعم الشرعية في اليمن في تحول مغاير تماماً يعكس الخطاب الإعلامي لحزب الإصلاح.

مصادر في وزارة الإعلام اليمنية قالت إن قطر مولت بشكل أكبر عملية تحريض إعلامي على دول التحالف العربي ودورها في جنوب اليمن المحرر.

وذكرت المصادر أن قطر قدمت دعماً مالياً إضافياً لوسائل إعلام إخوانية تبث بعضها من تركيا الهدف منه النيل من قوات التحالف العربي والأجهزة الأمنية في عدن وحضرموت في مساعٍ لعرقلة الحرب ضد الانقلابيين الموالين لإيران وتبث قنوات تابعة للإخوان تقارير وصفها متابعون بأنها مسيئة للحكومة الشرعية وتخدم الانقلابيين.

وكشفت المصادر أن مؤيدي جماعة الإخوان التي تتبنى رؤية حزبية ثابتة تعتبر أن الوجود الإماراتي يقوض محاولاتها لتحقيق مكاسب سياسية في اليمن وتتكشف يوماً بعد الآخر أبعاد التآمر القطري والإخوان على دول التحالف العربي والمنطقة.