آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:20ص

منوعات


بعثة فرنسية تنهي الموسم الثالث من أعمال التنقيب في عين المعمودية بالخليل

بعثة فرنسية تنهي الموسم الثالث من أعمال التنقيب في عين المعمودية بالخليل

الثلاثاء - 02 أكتوبر 2018 - 07:01 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / رويترز

تنهي بعثة فرنسية للتنقيب عن الآثار في الأراضي الفلسطينية الموسم الثالث من عمليات الحفر في موقع عين المعمودية في بلدة تفوح بغرب الخليل، وما زال أمامها شوط طويل للكشف عن موقع تاريخي مهم تدور حوله العديد من الروايات والقصص.

وقال بيرتراند ريبا رئيس البعثة لرويترز فيما كان يعمل مع زملائه في عمليات التنقيب ”أمامنا الكثير من العمل للكشف عن هذا المكان، ربما نحتاج إلى ثماني أو عشر سنوات“.

وأضاف ”بدأنا العمل هنا في العام 2016 ونحن نعمل لمدة شهر كل عام. مهمتنا أن نجد مكونات هذا المكان، وما هو واضح حتى الآن هو مكان التعميد الموجود إلى جانب العين. ونبحث عن الكنيسة وأماكن سكن الرهبان“.

وتابع قائلا ”ليس لدينا فكرة عما يمكن أن نجده. نحن سبعة خبراء في مجال التنقيب والفسيفساء نعمل في مكان طبيعته صعبة“.

وتقع عين المعمودية في واد يتوسط جبلين شديدي الانحدار تؤدي إليه طريق صعبة تسلكها صهاريج مياه تعمل على نقل المياه من النبع إلى البلدات المجاورة.

ويمكن للزائر أن يرى جرن تعميد دائريا يشبه حوض سباحة يتوسطه درج وإلى جانبه نفق يمتد مسافة ثمانية أمتار ويمكن السير به مع الانحناء للوصول إلى نبع ما زالت مياهه تتدفق إلى اليوم.

وقالت نشرة صادرة عن دائرة الآثار الفلسطينية ”تعتبر معمودية يوحنا المعمدان ومرفقاتها الدير والقلعة في تفوح من أهم المواقع الأثرية في فلسطين ذات القيمة الثقافية والدينية والتراثية العالية وذلك بسبب ارتباطها بتقاليد ثقافية ودينية منذ الفترة البيزنطية.

”فالآثار الموجودة بالمعمودية تعتبر شواهد مادية على تلك التقاليد واسم العين والموقع لا زال يحمل المعنى والمدلول الثقافي والديني لهذا الموقع“.

وترى وزارة السياحة والآثار أن عين المعمودية ”من المواقع ذات الإمكانيات التطويرية الكبيرة والتي يجب العمل على تطويرها وفتحها للزيارة وتعزيز ونشر قيمتها الثقافية العالية“.

وتورد نشرة للوزارة أن ”عين المعمودية هي عبارة عن بناء صغير، وهي المعمودية الوحيدة في فلسطين المشيدة خارج الكنيسة ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي“.

وتضيف ”يبدو أن الحكاية التقليدية حول مولد يوحنا المعمدان وبدء كهنوته في هذا المكان منحه قدسية ومكانة خاصة لدى الحجاج المسيحيين في تلك الفترة وكان سبب الاهتمام البيزنطي وبعده الإفرنجي في هذا الموقع“.

ويبدو أن المكان تعرض لبعض التشويه حيث أقيم في الموقع خزان ماء أسمنتي ترفعه أعمدة خرسانية عن الأرض إضافة إلى حدوث اعتداءات من قبل لصوص الآثار.

وقالت ساندرين بير جيت عضو البعثة الفرنسية المشاركة في أعمال التنقيب ”هناك من يأتي إلى الموقع ويقوم بأعمال تخريب، وهذا يشكل خسارة وفقدان للمعلومات التي نسعى إلى جمعها“.

وأضافت لرويترز ”جزء من الفسيفساء الذي تم اكتشافه في الموقع تعرض للتخريب خلال الليل“.

وترى بير جيت أنه ينبغي ”تغيير ثقافة الناس عن أهمية المكان والحفاظ عليه“.

وقالت ”نأمل أن يكون هذا مكانا يأتي إليه الحجاج لزيارته من جميع أنحاء العالم كما يأتون إلى المدن الأخرى مثل بيت لحم والقدس واكتشاف جانب آخر من الأماكن التاريخية في فلسطين من حيث الطبيعة والتاريخ“.

وأوضحت أن استمرار العمل في الموقع يعتمد على توفر الموازنات اللازمة.

وأضافت قائلة ”أعمال التنقيب في هذا المكان تأتي ضمن مشروع تعاون بين وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة السياحة والآثار الفلسطينية ونأمل أن يستمر هذا التعاون في المستقبل“.

من جانبها تأمل وزارة السياحة والآثار في إعادة موقع عين المعمودية إلى الخارطة السياحية الفلسطينية بعد الانتهاء من أعمال الكشف والترميم اللازمة.

وقال طالب جبران مدير دائرة الآثار في محافظة الخليل ”نسعى إلى جعل هذا المكان المتكامل الذي يحتوي على عدة عيون وكنيسة ودير وقلعة لحراسته مكانا هاما للسياحة من داخل وخارج فلسطين“.