آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:21ص

اخبار وتقارير


كيف يسعى الحوثيون لتغيير خارطة اليمن وثقافتها العربية ؟! "الحلقة الثالثة والأخيرة"

كيف يسعى الحوثيون لتغيير خارطة اليمن وثقافتها العربية ؟! "الحلقة الثالثة والأخيرة"

الخميس - 25 أكتوبر 2018 - 10:01 م بتوقيت عدن

- نافذة اليمن - تقرير خاص - ماجد الدبواني

مع دخول السنة الخامسة من الانقلاب الحوثي واجتياح العاصمة صنعاء ومدن أخرى تتكشف لليمنيين يوما بعد يوم حقيقة هذه المليشيات ليفيقوا على وقائع أحدثت صدمة قوية في وعي المجتمع الذي بدأ يشعر بخطر هذه المليشيات الطائفية المتمردة على كل المكتسبات التاريخية والعقائدية والثقافية والسلوكيات الإنسانية لأبناء المجتمع اليمني.

 

وفيما يلي الحلقة الثالثة والأخيرة من السلسلة التي ينشرها موقع (نافذة اليمن) عن مشروع الميليشيات الحوثية التدميري للهوية اليمنية .

 

مشروع حشد طائفي وحرس ثوري :

 

بدوره يرى الباحث في شؤون الحركة الحوثية عادل الأحمدي مؤلف كتاب "الزهر والحجر" الذي يتحدث عن التمرد الحوثي في صعدة ونشأة التشيع في اليمن إن الحوثيين يدرسون ملازم (كراسات) مؤسس جماعتهم حسين الحوثي وأن هناك معلمين حوثيين يقومون بالترويج لأفكار التشيع والحركة الحوثية في المدارس سواء أثناء الحصص الدراسية أو خلال المناسبات الدينية مستغلين بسط نفوذهم على عدد من محافظات الجمهورية وعلى رأسها العاصمة صنعاء.

 

ويضيف الأحمدي أن كل ذلك يدل على المشروع الطائفي العنصري للحوثيين الذين يريدون بهذا الإجراء تحويل كافة المدارس في اليمن إلى مفارخ تنجب لهم مقاتلين كما حدث سابقا منذ سيطرتهم في مارس/آذار 2011 على صعدة".

 

ويؤكد الأحمدي أن الحوثيين بعد سيطرتهم على صعدة استبدلوا مناهج وزارة التربية والتعليم بكراسات حسين الحوثي التي تتحدث عن التشيع ونشره واستبدلوا النشيد الوطني للدولة بشعار الصرخة الذي يتضمن "الموت لأميركا وإسرائيل" وصارت المدارس الواقعة تحت سيطرتهم معسكرات لإعداد الأطفال المقاتلين سعيا لإنتاج مليشيا "حشد شعبي" على المدى المتوسط و"حرس ثوري" على المدى البعيد.

 

واعتبر أن فرض الحوثيين تعليما طائفيا يؤيد ما يسمى "حصر الولاية في البطنين" ويرسخ العنصرية في المجتمع وهو مشروع فتنة لن يكتب له النجاح.

 

وقال إنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه فقد يعزف كثيرون عن تدريس أبنائهم مفضلين الجهل على التعليم الطائفي.

 

استهداف الوعي المجتمعي :

 

على مستوى تشكل الوعي المجتمعي سعت المليشيات إلى إحياء الاحتفالات سواء الدينية العامة كالمولد النبوى أو الخاصة كيوم الغدير ويوم الشهيد القائد بصورة دورية على غرار احتفالات حزب الله وتلقى فيها الكلمات والأناشيد وترسم الرموز على الجدران ويحدد الناس بصورة استعراضية ويتبادل التهاني وتنفق عليها ملايين الدولارات سعياً إلى ربط ذاكرة المجتمع بهذه الرموز والاحتفالات التي ترتبط بالمليشيات  وفكرها وثقافتها.

 

يقول المراقبون أن الأخطر في هذه المعركة أنها تتم في الظل وبعيداً عن الأضواء وفي ظل غيبوبة مميتة من قبل النخب اليمنية من علماء ومثقفين وسياسيين وعجز واضح للحكومة الشرعية وإعلامييها وكأنها لا تعنيهم غير مدركين أنها معركة وجود وهوية ومستقبل وأن ترك هذه المعركة بلا تصدٍّ مدروس سيجعل مستقبل البلاد حقل ألغام لن ينجو منه أحد وستكون تكلفة تصفيتها باهظة الثمن وبحاجة لأجيال وآماد زمنية طويلة لإزالة آثارها.

 

دولة شيعية شمال اليمن :

 

يكشف الباحث والناشط الحقوقي فيصل المجيدي أن أبرز أهداف المتمردين الحوثيين تتمثل بإقامة دولة شيعية شمال اليمن وضرب حزام شيعي جنوب المملكة العربية السعودية التي تمثل الخصم اللدود لدولة إيران الراعية للشيعة في العالم وذلك لضرب المملكة في الخاصرة إذا دعت الحاجة.

 

ويقول المجيدي ان إعادة الدولة الإمامية الرافضية والتي قضى عليها الثوار في 26 سبتمبر من عام 1962م ولكن بطابع سلالي أسري مقيت وهو ما ظهر جلياً في التسمية "الحوثيون" من أهم وأبرز نقاط معركتهم

بالإضافة إلى تحجيم الصحوة الإسلامية والقضاء على المشروع الإسلامي السني في اليمن بالاستفادة من أكبر قدر ممكن من أموال المنظمات الشيعية في إيران.

 

كما عمد الحوثيون إلى التركيز على الجانب الإعلامي والضخ فيه حيث أنشأ الحوثي قنوات  خاصة به ومواقع الكترونية وصحف يومية تمول من إيران كما قاموا باستقطاب الإعلاميين والصحفيين للعمل لديهم وتبني مواقفهم.

 

وعمل الحوثيون على استغلال العاطفة الدينية لدى السذج من فرق الصوفية والمنتسبين لآل البيت والهاشميين حيث يتم التسويق للفكر الشيعي عبرهم الى جانب استغلال التعاطف العام وتسويق فكرة أن الحرب عليهم كانت ظالمة وأنهم دافعوا عن أنفسهم.

 

ولفت المجيدي الى ان المال القادم من طهران يعد الوسيلة الأهم حيث استغل الحوثي الدعم السخي المقدم من طهران واشترى به ضعفاء النفوس وركز في ذلك على الاعلاميين والصحفيين باعتبار هذا الجانب سلاح فعال في العصر الحديث.

 

وذكر المجيدي ان المليشيات منذ سيطرتها على المدن والمحافظات اليمنية عملت على الانتشار في المساجد والسيطرة عليها وإنشاء مراكز التحفيظ والمراكز العلمية والمكتبات والتسجيلات والجمعيات وفرق الأناشيد والمدارس الأهلية وغيرها وكذلك إحياء المناسبات الخاصة بهم " الغدير.. كربلاء ..المولد..." وتضخيمها في أذهان العوام بأن إحيائها دليل حب علي وآل البيت.

 

وجسد الحوثيون تجارب الشيعة في إيران والعراق ولبنان وانتهاج أساليب مشابهة لتلك البلدان علمياً وفكرياً وعسكرياً والتنسيق معها والتحالف مع إيران وحزب الله اللبناني كما اعتمدوا أسلوبي الترغيب والترهيب لمخالفيهم في المذهب والرأي والمعتقد وملئوا السجون بالرافضين لهم ومنهجهم.

 

معتقدات الحوثية الضالة :

 

يقول عبد الجليل الفقيه الباحث والناشط التربوي ان المتتبع لمنشورات هذه الفرقة ودروس زعمائها ومحاضراتهم يتضح له معتقدات هذه الفرقة الضالة فهم ينكرون شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم  ويسبون أصحابه ويكفرونهم.

 

ويؤكد الفقيه ل"نافذة اليمن" انه إذا لم ينتبه اليمنيون لهذا الفكر الدخيل على اليمن وأهل اليمن ويقمعوا هذا المعتقد الخبيث ويحاصروه فإن الشر المستطير ينتظرهم.

 

نشأة فكرية عقائدية :

 

لقد بدأت مليشيات الحوثي المسلحة نشأتها كحركة فكرية عقائدية في شعاب صعدة القاصية ولم تعلن عن نفسها إلا من خلال تمردها المسلح ضد الدولة الشرعية في العام 2004 لتخوض بعدها ست حروب حتى أسقطت العاصمة صنعاء بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2014.

 

وقد عملت المليشيات بصورة ممنهجة منذ زمن طويل في خدمة معركتها وكانت تمارس نوعاً من الضغط على القرار الحكومي أيام الرئيس السابق في وزارة الثقافة بمنع طبع كثير من الكتب بل إن بعض المؤرخين يتهم اللوبي الإمامي الذي مهد لظهور هذه الجماعة بإخفاء ثلاثة أجزاء من موسوعة الإكليل للمؤرخ اليمني أبوالحسن الهمداني التي تفضح زيف وبدعة النسب العالي والمقدس لهذه الجماعة.

 

معركة الحوثيون الخفية :

 

تعد معركة التشيع الفكري اليوم في اليمن معركة خفية تدور في الظل بعيداً عن المواجهات العسكرية إلا أنها لا تقل أهمية وخطورة بل هي أشد خطورة كونها تستهدف الوعي وتدمر العقل وتؤسس لمستقبل مفخخ بأفكار طائفية فهي معركة الهوية والانتماء وتهدد استقرار المجتمع ونسيجه الاجتماعي حاضراً ومستقبلا وتدمر وشائج القربى وتفتح الباب الواسع على حروب مستقبلية أشد ضراوة بدوافع طائفية.

 

ويرى مراقبون أن تجاهل هذه المعركة يحول هذا الجيل إلى قنابل جاهزة للانفجار والأخطر إيجاد جيل مسكون بخرافة المهدي وعصر الظهور والتمهيد للمهدي مستعد لتقديم روحه لأجل السيد لا مكان للمستقبل والدولة في تفكيره ما يؤخر عملية أي تغيير أو نهوض حقيقي في المستقبل.

 

وأخيراً يؤكد المراقبون أن هذه المعركة ليست معركة اليمن وحدها بل هي معركة الإقليم بأكمله وأي تقصير في التصدي لها ومقارعتها بالحجة والمنطق واستخدام كافة الأدوات والوسائل الإعلامية سيكون أثرها مدمراً لمستقبل المنطقة بأكملها وسيفرخ من هذا الفكر داعش طائفي مشحون بالمظلومية التاريخية هدفه الثأر والانتقام.