آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-12:59ص

اخبار وتقارير


كيف إستعادت أم يمنية نجلها القاصر بعد إنخراطه في صفوف الحوثيين ؟!

كيف إستعادت أم يمنية نجلها القاصر بعد إنخراطه في صفوف الحوثيين ؟!

الأحد - 11 نوفمبر 2018 - 11:19 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن

على أطراف العاصمة صنعاء من الجهة الغربية، تجر السيدة أم وليد الحيمي فتاها البالغ من العمر 13 عاماً، متوعدة بتكبيله بالسلاسل داخل منزلهم وتوفير احتياجاته، باعتبار هذا الأمر أهون عليها من إعادته جثة هامدة أو مقطعة الأشلاء من إحدى جبهات القتال.

وبأعصاب متوتّرة وجسدٍ منهك، تروي أم وليد لـ"نيوزيمن" قصة استعادتها لفتاها وليد من أيدي من وصفتهم "مقاولي وتجار حروب الحوثي"، بعد 3 أيام من اختفائه، مشيرة إلى أن تردد معاون مشرف حوثي على شارعهم في حي مذبح خلال الأيام القليلة الماضية أثار مخاوفها، "لقد كان يخطط لاستقطاب عدد من شباب الحارة، بينهم ابني، والدفع بهم لجبهة الحديدة مقابل مبالغ مالية يتحصل عليها مشرف الحوثيين".

تمكن المقاول الحوثي من استضافة وليد واثنين من رفاقه خلال اليوم الأول في منزل خصص لاستقبال وتجهيز الشباب المخدوعين. أخبر وليد والدته أنه كان حاضراً عرس شقيق أحد أصدقائه في منطقة بعيدة، قبل أن يختفى عن أنظارها نهار اليوم التالي.

توفي أبو وليد قبل 3 سنوات، وصادرت مليشيا الكهنوت الحوثي مرتبه التقاعدي منذ عامين، ولذلك يشعر وليد أنه ملزم بعمل شيء ما لمساعدة والدته في أعباء الإنفاق على أسرته، هذه الحالة النفسية مكنت "مقاول الأنفار" من استقطاب وليد بأكثر من حيلة وأسلوب جمع بين الإغراء والإغواء، الترغيب والتهديد، استغلال الحاجة وتوظيف حماس واندفاع الشباب.

شوهد وليد للمرة الأخيرة على متن طقم لمليشيا الحوثي جوار سوق للقات نهار اليوم الثالث، أخبرت والدته بذلك، فأدركت أن وليد بات في خطر وأن عليها استباق الأحداث قبل فوات الأوان.. لقد قررت أم وليد قطع الطريق على مقاول الانفار "أقطع طريقهم حتى لو أموت أنا وابني"، تقول أم وليد، إنها غادرت مع إشراقة صباح اليوم الرابع باتجاه طريق صنعاء- الحديدة، وعند منطقة (متنة- مديرية بني مطر- 25كيلو مترا تقريبا عن صنعاء) حطت أم وليد رحالها جوار مطعم للأكلات الشعبية، تتخذه مليشيا الحوثي نقطة ترانزيت لاستلام وتسليم ضحاياها من فئة صغار السن وخاصة الأيتام.

تقول أم وليد بلهجة غاضبة "انتزعت ولدي من بين أيديهم" أثناء تجمعهم حول طاولة في المطعم لتناول طعام الصبوح، ووسط تجمهر المواطنين ومرتادي المطعم التزم مقالي المليشيا الصمت أملا في الحفاظ على بقية الغلّة، إسكات أم وليد وانصرافها بفتاها عن الجمع مقابل إكمال الصفقة بالمتبقين يبدو خياراً مناسباً لمليشيا الحوثي في هذا التوقيت.

استقلت أم وليد سيارة أجرة برفقة وليدها عائدة إلى العاصمة صنعاء، وحمم نيران غاضبة تستعر داخل أحشائها، يتطاير شررها قذائف كلامية ملتهبة ونظرات حارقة، كفيلة لوحدها بإشعال ألف ثورة وثورة ضد خاطفي وليد ورفاقه وانتزاع أكبادهم كما ينتزعون فلذة كبدها ولقمة عيش أطفالها حطباً لمعارك عبثية وإعماراً لقصورهم وتنمية لشركاتهم الخاصة..!