آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:43م

اخبار وتقارير


ملفات سوداء للحوثيين ضد المرأة اليمنية في يوم مناهضة العنف ضدها .. تقرير

ملفات سوداء للحوثيين ضد المرأة اليمنية في يوم مناهضة العنف ضدها .. تقرير

الجمعة - 23 نوفمبر 2018 - 10:01 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن - تقرير خاص

تتسع رقعة العنف ضد المرأة اليمنية بشكل كبير ليمثل أحد أخطر الملفات الإجتماعية السوداء للمليشيات الحوثية ممثلاً بالعنف الموجه ضد المرأة بما هي المحور الأهم في الأسرة والمجتمع بشكل عام.

ويبدو الوضع في اليمن كارثياً يفوق الوصف تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يوافق ال25 من نوفمبر من كل عام.

وتتعرض المرأة اليمنية لأبشع أنواع العنف الحوثي إلى جانب إتساع رقعة العنف الأسري والإجتماعي الذي يزداد مع الفقر والوضع المأساوي الذي تعيشه مئات الآلاف من الأسر وينعكس على الوضع النفسي المباشر داخل الأسر.

20 ألف انتهاك حوثي ضد المرأة..

وكشفت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان في العالم العربي مؤخراً عن إرتكاب المليشيا الحوثية اكثر من 20 ألف انتهاكا ضد المرأة اليمنية خلال السنوات الأربع الماضية معربة عن استنكارها الشديد إزاء تلك الانتهاكات التي سببت معاناة كبيرة للمرأة اليمنية.

وقالت رايتس رادار التي تتخذ من هولندا مقراً لها في بيان لها أن الانقلابين الحوثيين مارسوا عمليات قمع وهدر لكرامة المرأة اليمنية وحرمانها من ابسط الحقوق.

واشارت المنظمة إلى ممارسة انتهاكات جسيمة ضد المرأة تمثلت في القتل والإصابة والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي وتشريد الآلاف من النساء.

ورصدت المنظمة نحو 105 حالة قتل للنساء بقذائف مسلحي الحوثي ونحو 248 حالة إصابة للنساء بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية خلال عام واحد فقط بالإضافة إلى 3230 حالة إصابة بحالات نفسية منها حالات فقدان ذاكرة و41 امرأة فقدت جنينها جراء القذائف المدفعية على الأحياء السكنية.

من جانبها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وهي هيئة يمنية مستقلة ذكرت أنها حققت مؤخرا في 760 حالة انتهاكات وقعت ضد النساء في اليمن تضمنت 314 حالة قتل لنساء و400 حالة إصابة إضافة إلى 16 حالة إصابة بالألغام الأرضية من النساء وتعذيب 11 امرأة وحالة إخفاء قسري والتي وقعت منذ بداية الحرب مطلع 2015 وحتى نهاية 2017.

وشملت حالات الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في اليمن منذ الإنقلاب الحوثي حالات قتل واصابات واحتجازات وعنف وحالات تحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاختطاف للفتيات والاغتصاب والقتل وحالات زواج القاصرات.

ويأتي ضمن انتهاكات الحوثيين ضد المرأة اليمنية مافرضته المليشيات من حالة الإقامة الجبرية على عشرات من الناشطات والقيادات النسائية ومنعهن من ممارسة أي نشاط في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.

كما تعرضت العديد من النساء للتهديد بالتصفية الجسدية في حال مخالفتهن تعليمات المليشيات ما اضطر الكثير منهم إلى النزوح إلى أماكن بعيدة عن سيطرة المليشيات الحوثية.

انتهاكات المليشيات ..جرائم يومية

تمارس المليشيات جرائم بشعة بحق نساء اليمن ومنها اختطاف واغتصاب وقتل مئات الفتيات واخفاءهن بالإضافة إلى الاعتداء واختطاف الزينبيات وهن مجندات حوثيات للمئات من النساء اليمنيات بصورة تعسفية وايداعهن معتقلات للمليشيات دون معرفة مصيرهن.

قصص تحاكي حال الظلم والاضطهاد الذي تعيشه المرأة اليمنية في ظل سلطة مليشيا تجردت من النخوة والأخلاقيات وتعدت على الشرائع والأعراف بالاعتداء على النساء والتي تزايدت في الآونة الأخيرة.

وتعددت جرائم المليشيات بحق المرأة اليمنية بين القتل خارج القانون والاختطاف والاغتصاب والإخفاء القسري وبلغ الأمر قيام المليشيات بممارسة أبشع الانتهاكات بحق النساء اليمنيات والاعتداء عليهن واختطافهن وقتلهن في سابقة لم يشهدها التاريخ اليمني.

عنف المليشيات ضد المرأة وصل المحاكم..

ووصل العنف الاجتماعي الذي تمارسه مليشيا الحوثي تجاه المرأة اليمنية إلى ساحات المحاكم ومنصات العدالة في جرائم ضد الإنسانية.

وأكدت منظمات دولية ومحلية ان مليشيات الحوثي الانقلابية تستخدم سلطات القضاء الخاضعة لسيطرتها بصورة تعسفية ضد النساء وأدانت حكم إعدام بحق مواطنة يمنية بتهمة التواصل مع العدوان وهي التهم التي تلفقها لخصومها دوما.

وتواجه أسماء العميسي شابة يمنية أم لطفلين ومنذ نهاية شهر يناير من العام الماضي تنفيذ حكم الإعدام الجائر بحقها من قبل مليشيات الحوثي الإجرامية المدعومة من إيران في محاكمة افتقدت أدنى معايير الشفافية والنزاهة

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة والتابعة لمليشيات الحوثي أصدرت حكماً بإعدام أسماء العميسي بعد تلفيق تهمة التجسس لها.

وكانت ميليشيات الحوثي قد اعتقلت أسماء في 5 أكتوبر 2016 مع والدها واثنين من جيرانهما أثناء سفرهم من مدينة إب إلى صنعاء وتعرضت للتعذيب والإخفاء القسري وسوء المعاملة قبل أن يصدر حكم بالإعدام ضدها.

وأدانت منظمة العفو الدولية منتصف فبراير الماضي 2018م في بيان صادر عنها أحكام الإعدام التي أصدرتها مليشيات الحوثي بحق أسماء العميسي واثنين آخرين في أحدث تصريحات المنظمة التي تدين مليشيات الحوثي بانتهاك حقوق المرأة اليمنية.

الناشطة الحقوقية شذى عون ناشدت عبر "نافذة اليمن" كافة المنظمات الحقوقية وعلى وجه الخصوص المعنية بحقوق المرأة أن تتدخل لرفع الظلم الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد المرأة اليمنية.

الزينبيات أداوات الجرائم..

منذ ما يقارب عامين أنشأت مليشيات الحوثي فرقاً نسائية سمتها الزينبيات وهن فرقة عسكرية نسائية ينحدر معظم عضواتها من الأسر المهمشة التي تستغلها المليشيات في حين تنصب قيادة تلك الفرق من النساء المقربات من قيادات المليشيات التي أوكلت لهن مهمة قمع النساء والتنكيل بالعائلات واعتقالهن بأدبيات إيرانية.

وقمعت فرق الزينبيات وبرفقة بعض عناصر مليشيات الحوثي المتظاهرات عدة احتجاجات نسوية شهدتها العاصمة صنعاء واعتدت عليهن واعتقلت عدد من المشاركات في تلك التظاهرات
وتعدى الأمر لاختطاف المئات من النساء المشاركات في مسيرات حيث اختطفت المليشيا في يوم واحد فقط 200 امرأة وأخفت منهن 50 حين خرجن للمطالبة بتسليم جثة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بعد أيام من استشهاده

وتقوم الزينبيات باقتحام المنازل بغرض النهب والترويع والتعذيب تحت مبررات واهية واختطفت خلال تلك العمليات العديد من الناشطات التي لا يزال بعضهن مخفيات في أفعال تعد منافية للاعراف والتقاليد اليمنية.

عنف أسري من أثر الإنقلاب..

يعتبر العنف الجسدي والنفسي الذي يمارسه بعض المتزوجين ضد زوجاتهم بعض أنواع العنف الموجه ضد المرأة انتشاراً في اليمن ويزيد في الأسر الفقيرة أو حيث محدودية التعليم وانتشار الجهل والفئات المهمشة غير أن الانقلاب وحرب المليشيات الحوثية وسعت من هذه الرقعة.

وفي ظل سلطة المليشيات التي حولت المجتمع لمجرد مستغيث من صعوبات الحياة تقاسي المرأة اليمنية ويلات العنف مع تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لحال الأسرة ماانعكس على نفسيات الكثير من الأزواج في افراغ القهر بعنف تناله الزوجة او البنت او الاخت وحتى الامهات في قصص تدمي القلوب لأبناء قتلوا امهاتهم.

تعد "رحمة علي" أنموذجاً لحالات قد تتكرر بصورة مفزعة لماتتعرض له المرأة اليمنية من تعنيف وأضطهاد قد يصل حد القتل.

تقول رحمة في تصريحها لـ"نافذة اليمن" أنه ومنذ بدء الإنقلاب واشعال الحوثيين للحرب في البلاد تغيرت نفسية زوجها الذي أصبح يعتدي عليها وعلى أطفالها بالضرب بعنف بينما لم يعد قادرا على توفير مصاريف (نفقة) احتياجات المنزل.

وتقول رحمة إنه مع كل يوم يزيد الوضع سوءاً وتزداد حالته العصبية لدرجة يضرب معها أبناءه بشكل عنيف في حال لم تسبق لها ان عاشته هذه الاسرة منذ 15 سنة من زواجهم.

وتعاظمت مشكلة العنف ضد المرأة كثيراً مؤخرا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وانقطاع المرتبات وتزايد حالات الفقر في مناطق سيطرة الحوثيين ماأوصل الكثير من الازواج للإصابة بحالات نفسية قد تتحول إلى حالات إنتحار او عنف أسري داخل الأسرة والمجتمع وتنال المراة والاطفال النصيب الاوفر من هذا العنف.

يقول المحامي والناشط الحقوقي هاشم عبدالمجيد في حديثه لـ"نافذة اليمن" أن العنف ضد المرأة انتجته المليشيات من موروثها الأمامي لتعيد تجسيده اليوم مستغلة ثغرة قانونية بشكل خاطئ حيث ان القانون لم يجرم إستخدام العنف ضد المرأة إذا كان من الزوج بخصوص الضرب مثلاً تاسيساً على النص الشرعي الذي ينص على اضربوهن واهجروهن واعتبره (أي القانون اعتبر العنف) جريمة فيما عدا ذلك وتكون عقوبته وفقاً للعنف المستخدم كسائر العقوبات على الجرائم التي ترتكب على الأشخاص أياً كانوا رجالاً أم نساء.

ويقول المحامي عبدالمجيد أن ثمة فهم ناقص وجهل كبير باستخدام النصوص الشرعية والقوانين التي يجسدها الرجل بانه تعطيه بعض الحق في تعنيف المرأة ولذلك يؤكد أن هناك حاجة ماسة لتطبيق برامج حماية خاصة للنساء والفتيات من العنف.

ويضيف عبدالمجيد أن مشكلتنا باليمن ليس عدم وجود نصوص قانونية وإنما مشكلتنا عدم وجود مؤسسات شرطة ونيابة ومحاكم بعد ان سخرتها المليشيات لخدمة اجندتها.

توسع العنف القائم على النوع الإجتماعي..

تعاني اكثر من ثلاثة ملايين من النساء في اليمن العرضة للخطر حسب إعلان حديث لصندوق الأمم المتحدة للسكان موضحاً أن العنف القائم على النوع الإجتماعي في اليمن ينتشر على نطاق واسع خصوصا مع استمرار حرب المليشيات في البلاد.

واشار الصندون في بيانه انه ومنذ بداية الأزمة وحرب مليشيات الإنقلاب منذ 4 أعوام أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان 52% معظمهم من النساء.

الناشطة الحقوقية صباح الضيفي والموظفة في إحدى المنظمات الدولية تؤكد لـ"نافذة اليمن" أن مليشيات الحوثي وضعت ما يقرب من 3.5 ملايين من النساء والفتيات عرضة لخطر العنف القائم على النوع الإجتماعي وسجلت اكثر من 12 ألف حالة عنف قائمة على النوع الإجتماعي خلال العام المنصرم 2017.

وتضيف "الضيفي" ان العنف الاجتماعي تضمن حالات زواج أطفال واغتصابات وعنف منزلي مع 64 % من الحالات كانت سوء معاملة عاطفية أو نفسية أو اعتداءً جسدياً فيما تتوسع دائرة العنف القائم على النوع الإجتماعي مع استمرار وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وتشير "الضيفي" إلى أن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف يوم 25 نوفمبر من كل عام يأتي هذه المرة ونساء اليمن يتعرضن لشتى أنواع العنف وتتمنى أن تسمع اصواتهن بهذا اليوم.

ووصل عدد ضحايا العنف إلى اكثر من 10 آلاف من الأطفال والنساء في ظل انتهاكات المليشيات وتعدد الأزمات الإنسانية وماتتعرض له المرأة اليمنية من العنف القائم على النوع الإجتماعي إضافة إلى المواجهات المسلحة التي أودت بحياة المئات من النساء.

وتقول الناشطة "سناء صالح" العاملة في إحدى المنظمات الحقوقية لـ"نافذة اليمن" أن المنظمات الدولية والمحلية عاجزة عن الوصول إلى الكثير من المواقع تحت سيطرة المليشيات وتقديم المساعدات للمتضررين منها خاصة النساء والأطفال.

وتشير "صالح" الى ان الأطفال والنساء النازحون يعانون من إشكاليات كثيرة في المخيمات وأماكن النزوح لمايتعرضون له من أنواع العنف ومنها الإغتصاب والقتل.

من جانبها تؤكد الناشطة المجتمعية إيمان عبدالحافظ في حديثها لـ"نافذة اليمن" أن كثير من انواع العنف تتعرض له المرأة في اليمن بسبب حرب المليشيات والصراع السياسي بشكل مباشر وغير مباشر ولعل أبرزها إحجام عدد كبير من الفتيات عن التعليم خلال الأعوام الأربعة لانعدام الأمن وتدهور الحالة الإقتصادية مما دفع بعض أهالي البنات إلى تزويجهن وبالتالي منعهن من إكمال تعليمهن.

وتضيف عبدالحافظ بأن المرأة في المجتمع اليمني تأمل أن تعود هذه الذكرى في العام القادم وقد تحسنت أوضاع النساء في اليمن وهذا يتطلب التكاتف بين المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية.

أن هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لمناهضة ماتتعرض له المرأة اليمنية من أشكال العنف فهي الشريك الفاعل في المجتمع والتي يجب على المجتمع أن يراعيها وينظر لها بعين الاهتمام والرعاية.

مارست وتمارس المليشيات عمليات قمع وهدر لكرامة المرأة اليمنية وحرمانها من أبسط الحقوق فضلاً عن ممارسة انتهاكات جسيمة تمثلت في القتل والإصابة والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي وتشريد الآلاف.

ويستمر مسلسل تعرض المرأة في اليمن لأبشع أنواع الانتهاكات وتحملها صنوف المعاناة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإجرامية من خلال استغلال أوضاعهن الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية المزرية وهن أكثر ضحايا الحرب جسدياً ونفسياً ومعنوياً.