زادت حساسية الطعام في الثلاثين عاما الأخيرة، خاصة في المجتمعات الصناعية. ومقدار الزيادة يعتمد على الطعام وأين يعيش المريض.
وعلى سبيل المثال ازدادت الحساسية من الفول السوداني في بريطانيا خمسة أمثال بين 1995 و2016.
وأشارت دراسة ل 1300 طفل في الثالثة أجريت في كينغز كوليدج لندن إلى أن 2.5 في المئة من مصابون الآن بالحساسية من الفول السوداني.
ويوجد في استراليا أعلى معدل للحساسية المسجلة من الطعام. وخلصت دراسة إلى أن 9 في المئة من الأطفال الأسترالين في عمر عام واحد مصابون بالحساسية من الفول السوداني.
بعض التفسيرات الممكنة
ولا يوجد تفسير وحيد لماذا أصبح العالم أكثر عرضة للحساسية من الطعام، ولكن العلم يقدم بعض النظريات.
وإحدى هذه النظرات أن زيادة النظافة هي السبب، حيث أصبح الأطفال لا يصابون بالكثير من أنواع العدوى.
وعادة ما يقاوم الجسم العدوى الطفيلية، على وجه الخصوص، بنفس الآلية التي يحارب بها الجسم مسببات الحساسية. ومع قلة الطفيليات، فإن الجسم يقاتل ما يجب أن يعتبر غير مضر.
وتشير نظرية أخرى إلى أن فيتانين (د) يمكنه مساعدة جهازنا المناعي في تطوير رد فعل صحي، مما يجعلنا أقل عرضة للإصابة بالحساسية. ومعظم المجتمعات في العالم لا تحصل على معدلات كافية من فيتامين (د) لعدة أسباب، ومن بينها انخفاض مدة التعرض للشمس. ويعتقد أنه في الولايات المتحدة أزداد معدل انخفاض فيتامين (د) بمقدار الضعف في عشرة أعوام.
وأشارت نظرية جديدة إلى أن حساسية الطعام ناجمة عن التوازن بين توقيت ومدى التعرض لمسبب الحساسية.
وكان ذلك الأساس لدراسة كينغز كوليدج لندن التي أشارت إلى وجود 80 في المئة في الحساسية من الفول السوداني لدى الأطفال في الخامسة الذين كانوا يتناولونه منذ عام مولدهم.
ولا يوجد حاليا علاج للحساسية من الطعام، والتعامل مع الحالة يعتمد حاليا على تجنب الأطعمة المسببة للمرض وعلى العلاج الطارئ في حالة التعرض له.
كما أن تشخيص الحالة أمر صعب. والطريقة الرئيسية لتشخيص حساسية الطعام هي أن يتناول المريض بالتدريج كميات متزايدة من الطعام المسبب للحساسية تحت إشراف طبي.
ولكن هذا الأسلوب يتسبب في الضيق للأطفال وقد ينجم عنه رد فعل تحسسي.