آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-03:01م

منوعات


فن الموسيقى السينمائية

فن الموسيقى السينمائية

الأربعاء - 02 يناير 2019 - 03:11 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / الحياة اللندنية

تسهم موسيقى الأفلام السينمائية بصورة فعالة في تحقيق معنى الفيلم كما أن المؤلف الموسيقي لا يقوم بدور تقوية الإثارة الشعورية عن طريق التأثير الموسيقي للقيمة الدرامية والعاطفية للفيلم فقط، بل يعزز الدور الإيجابي البناء في الرسالة التواصلية. ويرى إيهاب صبري في كتابه (فن الموسيقى السينمائية- الهيئة المصرية العامة للكتاب) أنه لا مبالغة في تأكيد الطابع غير الواقعي لعالم الفيلم فيما يتعلق بالموسيقى فهو بعكس العالم الحقيقي، يحتوي دائماً على موسيقى. وهذه الموسيقى تكون له بعداً ذاتياً كما أنها تزيده غنى وتفسيراً بصورة استمرارية، وقد تصحبه وتقومه بل وقد تقوده، وعلى أية حال تحدد أمده عن قرب. والموسيقي يمكنها أن تخلق أجواء أكثر إقناعاً زماناً واقعاً وتخيلاً، إيجاباً وإتقاناً، وعياً وإدراكاً. إن الملامح الفريدة والحساسة للموسيقى السينمائية تخلق عالماً أكثر إبداعاً.


ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول: يستعرض الفصل الأول الإطار التاريخي لفن الموسيقى السينمائية، ويتناول الفصل الثاني تطور الموسيقى السينمائية، واستعرض الفصل الثالث والرابع أهم مؤلفي الموسيقى السينمائية العالمية، والموسيقى السينمائية المصرية.

يشير المؤلف إلى أن الموسيقى السينمائية هي تلك التي تؤلف خصيصا لمرافقة الأحداث في الأفلام الوثائقية والروائية, وفي أيام السينما الصامتة كان عازف بيانو يقوم بعزف موسيقى ترافق الأحداث التي تجري في الفيلم وعادة ما تكون هذه الموسيقى مجرد مقاطع مناسبة إلى حد ما, مختارة من أعمال أوبرالية أو أوركسترالية شائعة, وفي الأفلام المهمة تضطلع بالمهمة أوركسترا صغيرة. وأول مقطوعة موسيقية ألفت خصيصا لترافق فيلم»اغتيال الدوق دوغيز» وضعها المؤلف الفرنسي كميل سان- صانس العام1908.

ومع قدوم الفيلم السينمائي الناطق وتطور التسجيل الصوتي على الشريط الفيلمي, ظهر إلى الوجود فن خاص هو الموسيقى السينمائية وتوفرت الفرص أمام المؤلفين الموسيقيين لوضع موسيقى خاصة للأفلام, ففي هوليوود عاصمة الصناعة السينمائية كلف العديد من المؤلفين بكتابة موسيقى لكثير من الأفلام, من هؤلاء: ماكس شتاينر, وايريك كورنغولد, أندريه بريفين, ألفريد نيومان, والموسيقى السينمائية الأشهر وضعها المؤلف بيرنارد هيرمان لفيلم(المواطن كين) لـ أورسونويلز, ولسلسلة من أفلام المخرج هيتشكوك أشهرها فيلم(سايكو).

وأحيانا يعمد المخرجون السينمائيون إلى اختيار موسيقى لأفلامهم من الموسيقى الأرشيفية التي تشتمل على الأعمال الكلاسيكية المختلفة وأعمال موسيقى الجاز والبوب والموسيقى الشعبية المتنوعة. وهناك أمثلة على التوظيف الناجح لبعض الأعمال الموسيقية الشهيرة في الأفلام منها: استخدام افتتاح مقطوعة (هكذا تكلم زارادشت) لـ ر.شتراوس في فيلم أوديسا الفضاء, والأداجييتو من السيمفونية الخامسة لـ غ .ماهلر في فيلم الموت في فينيسيا, ومقطع انطلاق الفالكورات في أوبرا الفالكيري للمؤلف الموسيقى ريتشارد فاجنر في فيلم(القيامة الآن).

واستعرض الكتاب أهم مؤلفي الموسيقى السينمائية العالمية: تشارلي شابلن, سيرجي بروكوفييف, آرون كوبلاند, ديمتري شوستاكوفتش, برنارد هيرمان, موريس جار. وكذلك أهم مؤلفي الموسيقى السينمائية المصرية: محمد حسن الشجاعي, وبهيجة حافظ, وعبدالحليم نويرة, وفؤاد الظاهري, وعلي إسماعيل, وأندريا رايدر, وعطية شرارة, وجمال سلامة.

ويشير الكتاب إلى أن الموسيقى الموضوعة خصيصاً لفيلم هي ذات خصوصية واستقلالية, بالمقارنة مع الموسيقى الموضوعة لأغراض غير سينمائية, فالأخيرة غير خاضعة لضوابط يفرضها العنصر البصري الذي هو الأساس والأقوى في السينما.

ورغم أن المشاهد العادي لايدرك المهام العميقة للموسيقى في فيلم ما, لكنها تؤثر فيه على نحو مبهم. ومن هنا تأتي أهمية الدراسات المكرسة للعنصر الموسيقي في السينما, والتي– للأسف- نادرة باللغة العربية.

ولكن المهم في ذلك هو مساهمة النقاد والسينمائيين والموسيقيين في طرح ما لديهم من أفكار وآراء وتحليلات حول موضوع الموسيقى السينمائية عبر وسائل الإعلام المختلفة.