آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:10م

اخبار وتقارير


انسجاما لقوّة المزاج المؤيد للسلام باليمن .. هدنة الحديدة تواصل الصمود

انسجاما لقوّة المزاج المؤيد للسلام باليمن .. هدنة الحديدة تواصل الصمود

السبت - 12 يناير 2019 - 08:44 ص بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن

 

( صمود مسار السلام الذي تحاول الأمم المتحدة تأسيسه في اليمن على ما تمّ التوصّل إليه من اتفاقات في محادثات السلام الأخيرة، يكشف قوّة المزاج الإقليمي الداعم للجهود الأممية، باستثناء إيران التي لا تزال تجد مصلحتها في تواصل الحرب وعدم الاستقرار باليمن، وهو ما يفسّر سلوك وكلائها الحوثيين المضاد للسلام، رغم أنهم باتوا الطرف الأضعف في المعادلة العسكرية ) .

واصلت الهدنة المعلنة في محافظة الحديدة غربي اليمن، الجمعة، صمودها رغم حالة الغضب التي خلّفها هجوم جماعة الحوثي بطائرة مسيّرة على استعراض عسكري للقوات الموالية للحكومة اليمنية، في قاعدة العند بمحافظة لحج جنوبي البلاد.

ويلمس متابعون للشأن اليمني وجود مزاج إقليمي ميال للسلام في اليمن، يشكّل أرضية للتحركات الأممية في ذلك الاتجاه رغم كثرة العوائق والصعوبات التي تعترضها.

ويستثني مراقبون إيران التي يعتبرونها طرفا في الحرب اليمنية بدعمها للمتمرّدين الحوثيين. ويقول هؤلاء إنّ طهران لا تزال تجد مصلحتها في تواصل الحرب في اليمن لإشغال خصومها وتخفيف الضغوط الكبيرة المسلطة عليها في الوقت الحالي خصوصا من قبل الولايات المتحدة التي فرضت عليها عقوبات غير مسبوقة وتواصل جمع الصفوف لمواجهتها.

واعتبرت أطراف سياسية يمنية أن هجوم العند جاء بأمر إيراني للحوثيين بالتصعيد رغم أنهم باتوا الطرف الأضعف في المعادلة العسكرية، مستدلة على ذلك بأن الهجوم نُفّذ بطائرة مسيرة من صنع إيراني.

وقال سكّان محلّيون بالحديدة إن الخروق للهدنة لم تتجاوز خلال الأربع والعشرين ساعة التي تلت هجوم العند، المعدّل المعهود من تحرشات حوثية وردود من قبل القوات اليمنية المشتركة عليها.

وأطلق الهجوم الذي خلّف قتلى وجرحى في صفوف القوات اليمنية، تحذيرات صدرت عن العديد من الأطراف المعنية بالملف اليمني، من وجود مخاطر حقيقية تهدّد بنسف الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها في محادثات السويد، ويسعى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى حمايتها أملا في البناء عليها خلال جولة المحادثات القادمة التي يُتوقّع أن تعقد في الأردن.

ولا يسلم غريفيث ذاته من انتقادات، تنصبّ على تجنّبه تحديد الطرف المسؤول عن خرق الهدنة وتعطيل تنفيذ اتفاقات السويد.

وتذهب الأطراف المضادّة لجماعة الحوثي حدّ اتهام المبعوث الأممي بـ”مجاملة” المتمرّدين، ما يشجّعهم على التمادي في تعطيل السلام. واكتفى غريفيث إثر هجوم العند بالتعبير عن قلقه من تصاعد العنف، متحاشيا الإشارة إلى الهجوم، وناشد أطراف الصراع التحلي بضبط النفس.

وكتب في حسابه على تويتر أنه يناشد أطراف الصراع العمل على خلق مناخ موات للحفاظ على الزخم الإيجابي الناتج عن مشاورات السويد وعن استئناف عملية السلام.

واتهم معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا غريفيث بـ”الانحياز الواضح للميليشيات الحوثية”، بسبب تجنّبه إصدار موقف من الهجوم بطائرة مسيرة على معسكر العند.

وقال الإرياني في تغريدة على صفحته في تويتر “مثلما أفشلت الميليشيا الحوثية اتفاقات ستوكهولم وتلاعبت بالبرنامج الزمني ورفضت الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة، وعطلت أعمال لجنة إعادة تنسيق الانتشار، فإن تصعيدها الخطير بالهجوم على قاعدة العند لم يدفع المبعوث الخاص للخروج بموقف واضح يدين الجريمة ويشير بأصابع الاتهام لهذه المليشيا”.

وأضاف “أداء المبعوث الخاص لليمن ساهم في تمادي الميليشيا الحوثية في جرائمها وانحرف بمهمته كوسيط لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية باعتبارها نزاعا بين حكومة شرعية وميليشيا انقلابية، بينما يصفهما المبعوث بطرفي صراع في تجاوز للياقة الدبلوماسية وانحياز واضح للميليشيا وتشجيعها”.

ودعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط على ميليشيا الحوثي، وقال في تغريدة في تويتر إن “الهجوم القاتل بطائرة من دون طيار يخبرك بكل ما تحتاج إليه عن الحوثيين.. مفاوضات السلام تكتيك لهم وليست التزاما”.

وقال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر إن “العملية الإرهابية التي نفذتها الميليشيات في قاعدة العند، تؤكد أن إيران مستمرة في نقل المعرفة التي تمتلكها الدول إلى الميليشيات الإرهابية في المنطقة والعالم”، ودعا إلى موقف دولي حازم لإنهاء فوضى الانقلاب.