آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:33م

فن وثقافة


(عرض)رواية (الحي العربي)

(عرض)رواية (الحي العربي)

الإثنين - 11 فبراير 2019 - 05:13 م بتوقيت عدن

- نافدة اليمن / رويترز

عبر مدينة مونتريال التي تمحورت حولها معظم أعماله يدخل الروائي المصري-الكندي أسامة علام مرحلة جديدة في كتابته عن الهجرة والاغتراب في رواية (الحي العربي) يتناول فيها قضايا الجيل الثاني من المهاجرين.

تدور الأحداث في قالب من الفانتازيا يبدأ بوصول منتخب عربي لكرة القدم إلى نهائي كأس العالم وفوزه بالبطولة لتتحول احتفالات سكان الحي العربي في مدينة مونتريال الكندية إلى أحداث شغب تنتهي إلى فرض سور عازل حول الحي ومنحه الاستقلال لتنشأ بذلك أصغر دولة في أمريكا الشمالية.

يتخذ المؤلف من هذا الواقع الجديد منطلقا لبناء روايته التي تعود فيها البطولة إلى عبد الرحمن محمود، وشهرته ”رحمن زعبوط“، الذي هاجر إلى كندا في ثمانينات القرن العشرين ويملك المقهى الأكبر والأشهر في قلب الحي العربي.

تتطور الأحداث لتقود رحمن زعبوط إلى حكم الدولة الوليدة دون جهد أو سعي منه لذلك لتبدأ جميع متناقضات شخصيته والترسبات التي راكمها الوطن الأم داخله في الطفو على السطح فتبدو تصرفاته غريبة تارة وجريئة تارة وحمقاء تارة أخرى.

الحاكم الجديد رجل محب للمال وللنساء، يحمل في داخله أفكار وتقاليد وذكريات وطنه السابق لكنه في الوقت نفسه يستفيد من كل المكتسبات التي يوفرها له الغرب. هو شخص لا يمكن وصفه بالمثالي ورغم ذلك يحمل في داخله الكثير من الأحلام الطيبة للبلد الوليد والتي كلما سعى إلى تحقيق أحدها تحول إلى كابوس.

وبجانب التحديات التي واجهها رحمن زعبوط على الأرض لتأسيس الدولة الجديدة وإقامة دعائمها كانت هناك تحديات وعوائق داخله عليه التغلب عليها أولا.

أول هذه التحديات رحيل زوجته زينب، تلك المرأة التي قهرها وهي حية وتزوج عليها مرة تلو أخرى من فتيات صغيرات لإمتاع نفسه لكنها ظلت داعمة ومساندة له حتى يوم مقتلها في أحداث الشغب الكروي التي كانت سببا في قيام الدولة.

وبرحيل زينب ينفرط عقد أسرة رحمن زعبوط، التي تتألف من الابن ياسين، الذي نشأ ممزقا بين جذوره العربية وبيئته الغربية فانتهى به الحال إلى تشكيل عصابة للسطو والنهب، والابنة نرجس، التي انخرطت في حياة الغرب واستقلت بحياتها بعيدا عن العائلة وتخلت عن عذريتها فتبرأ الأب منها.