آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-04:29م

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. الصيرورة التاريخية للشعوب

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. الصيرورة التاريخية للشعوب

الجمعة - 22 مارس 2019 - 06:54 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

 

القراء الكرام..

يقول إيتان دو لا بويسي في ( مقالة في العبودية الطوعية ):

" إن الحيوان لا يتنازل عن حريته إلا بعد دفاع مستميت، لكن الإنسان يقبل ذلك بسبب الحاجة أو الخوف أو غياب الوعي ."

القراء الكرام......

فإنني شخصيا أرى بأن مقولته تلك فيها اجحاف كبير في حق الإنسان الذي خلقه الله تعالى وميزه عن سائر المخلوقات الأخرى بنعمة العقل وبنعمة حرية الإختيار,واستخلفه على هذه الأرض وأوكل إليه عمارتها وكرمه,, ولقد كرمنا بني آدم,, صدق الله العظيم, وما كان لذلك الإنسان الذي وصفه دو لا بويسي بأن يكون كذلك ويصير إلى ما صار إليه...لولا أنه تخلى عن كل ذلك ونسي المهمة الأساسية التي من أجلها تم استخلافه...,وما كان لذلك بأن يكون ويتم لولا تكريس ظاهرة العبودية من قبل بعض البشر تجاه الغالبية العظمى منهم متمثلا ذلك ب,, المتلازمة المثلثية الفرعونية,, التي تحدثنا عنها في منشور سابق, ولو قدر ل,, دو لا بويسي,, أن يعود مجددا إلى زماننا هذا ,لوجد أن ذلك الإنسان الذي وصفه قد تخلص من ظاهرة,, العبودية المختارة,, في أغلب بقاع الأرض وأصبح ذلك الإنسان حرا وسيدا لنفسه ,وأنه في نفس الوقت مازال هناك أناس يعيشون تلك الظاهرة,, ظاهرة العبودية المختارة,, ولكن بدرجة أقل حدة من تلك التي كانوا يعيشونها في زمانه, وأنهم مازالوا يكافحون ويناضلون ويسعون من أجل التخلص من تلك الظاهرة...وأنهم بذلك, كما فعل من سبقهم, سوف يصلون إلى ما يتمنونه ويحملون به...

القراء الكرام......

إن طبيعة الإنسان الحقيقية التي خلق عليها وجلب ليست طبيعة عبودية استسلامية, إذ أنه لو كانت كذلك لما وصل الإنسان إلى ما وصل إليه في وقتنا الحاضر, إنما جاءت تلك الظاهرة,, ظاهرة العبودية المختارة,, نتيجة طبيعية وحتمية تاريخية ل,, المتلازمة المثلثية الفرعونية,, وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لها, وأن ذلك الإنسان منذ بدء وجوده في هذا الكون عمل ومازال يعمل من أجل التخلص والخلاص من تلك المتلازمة...., صحيح أن البعض مازال يعيشها ويعاني منها ,لكنه في نفس الوقت لم يستسلم لها ويقبل بها كأمر واقع, قضاء وقدرا, وأن من يفقد الأمل بنفسه وبمجتمعه وبأمته, خاصة من يعتبر نفسه مثقفا..., إنما يجهل الصيرورة التاريخية لحراك المجتمعات البشرية منذ نشأتها ونضالها وكفاحها وتضحياتها وسعيها الدؤوب والمستمر من أجل نيل حريتها وكرامتها والتخلص والخلاص من تلك المتلازمة...,وقبل كل ذلك يجهل النواميس الإلهية الكونية التي خلق الإنسان عليها ومن أجلها.

إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلابد أن يستجيب القدر

ومادام هناك شعب ,ومادامت الحياة قائمة على هذه الأرض فإن ذلك الشعب...لابد له يوما ما بأن يريد الحياة, ساعتئذ سوف يستجيب القدر...

طال الزمن أم قصر

شاء من شاء وأبى من أبى

وما تاريخ الشعوب..إلا خير دليل وانصع برهان على ذلك....

بكم...يتجدد الأمل...ويتحقق